قبل مئات السنين بنى المماليك المدرسة الأشرفية في قلب المسجد الأقصى ابتغاء نيل بركة العلم والرباط، لكن بانيها لم يكن يعلم أن مئات الفتيات يجلسن الآن على مقاعد الدراسة المملوكية فيما بات يعرف بالمدرسة الشرعية الثانوية ويعمرن الأقصى بعلمهن.
ضحى البلبيسي 16 عاما من حي رأس العامود المتاخم للمسجد الأقصى غدت اليوم مدافعة وفية عن إرث المماليك المسلمين، فمنذ أربع سنوات تحمل حقيبتها مرتدية حجابها الأبيض وجلبابها الأزرق الداكن؛ لتشرب من سبيل قايتباي المجاور لمدرستها ومن ثم ترتقي بدرجات عتيقة الى سطح مدرستها المطل على قبة الصخرة الذهبية.
المدرسة الأشرفية منحتني الشرف
صباح ضحى يبدأ من باب حطة مرورا بجولة بين المصاطب والقباب الأثرية، وسط صوت زقزقة العصافير الممتزجة بتكبيرات المرابطين . تقول ضحى: "أشعر بشرف عظيم أن حباني الله بنعمة السكن بجانب الاقصى وتلقي العلم بداخله، مدرستي زرعت الاحساس بداخلي بقيمة المسجد وخطورة الوضع الذي يعيشه الآن".
تفوق بالقران والدراسة
نالت ضحى على مدى أربع سنوات المرتبة الاولى أكاديميا على مستوى صفها، ليس هذا فحسب بل إنها حفظت عشر أجزاء من القران الكريم ضمن معهد "تيجان النور الصيفي" في المسجد الاقصى, وقد ألقت كلمة حافظات القرآن في حفل تخريج طالبات المعهد، هي لم تكتف بهذا القدر من الحفظ فعبرت عن هدفها قائلة :"اخذت على نفسي عهدا أتم حفظ القران العام القادم في المسجد الاقصى".
الاقصى هو بيتي الاول
الطالبة ضحى هي شق لتوأم ثلاثي، آثرت الانضمام الى مدرسة أخرى بعيدا عن توأمها لتبقى قريبة من المسجد الاقصى، تقول: "الأقصى هو بيتي الأول، أريد أن أدرس مستقبلا العلم الشرعي لأنفع مسجدي وسأدعو الناس لعمارته لأرد شيئا قليلا من فضله علي".
مضايقات احتلالية
"في كل أرجاء مدرستي توجد هناك كاميرات مراقبة اسرائيلية، هناك سور شائك، لقد جعلوا مدرستي سجنا"، هكذا تحدثت ضحى عن مضايقات شرطة الاحتلال لطالبات المدرسة الشرعية، وتضيف: "منعونا أياما عديدة من دخول المسجد الأقصى، كنا في فترة الامتحانات النهائية آنذاك ولم نستطع الوصول لمدرستنا، لكننا رغم كل هذا نؤثر مسجدنا على كل شيء فهو علمنا ورباطنا الأبدي".
[email protected]
أضف تعليق