حرّف حاخامات اليهود رسالة النبي موسى (عليه السلام) وحوّلوها إلى أسطورة؛ جعلوها تلمودية تحرّض على قتل "الأغيار" واغتصاب وسرقة ممتلكاتهم.. أبدلوا كلام الحق والهداية والحض على المحبة والتسامح بالدعوة إلى الكراهية ورفض الآخر والسعي إلى إلغائه، ولعبوا على "متاهتهم" الطويلة، والباحثة عن دولة مزعومة في الجفرافيا، فكانوا رسل الشر في هذا العصر، وكان الشعب الفلسطيني ضحيتهم، حيث مارسوا بحقه كل حقدهم وعدوانيتهم، وطالوا بشرورهم كل جوار فلسطين.
هذه التلمودية المجرمة تقصّدت ارتكاب المجازر البشعة لبثّ الرعب في نفوس الفلسطينيين والعرب، ولم تُراعِ أي محرمات أو مقدسات، حتى أنها حوّلت الأرض أسفل المسجد الأقصى إلى أنفاق؛ في سعيها الفاشل إلى الحصول على دليل بأن الهيكل المزعوم كان يقع تحته، لأن المؤرّخين ما زالوا يختلفون على مكان دولتهم المزعومة.
اليوم، تسعى "الداعشية" وأخواتها صنائع المخابرات الأميركية و"الموساد" الصهيوني إلى تنفيذ ذات الوصايا التلمودية بحق الإسلام؛ تريد تحويله من رسالة سلام ومحبة وتسامح، ومن تمسُّك بمكارم الأخلاق وحض على خدمة الإنسان والإحسان إليه، إلى أعمال قتل وسحل وذبح وقطع رؤوس وبقر بطون وأكل أكباد.
تسعى "الداعشية" إلى تطوير "الإسرائيليات" التي حاولت تحريف رسالة الإسلام الربانية في عصور الإسلام الأولى، وجعلها أمراً واقعاً وحقيقة تُلغي ما عداها، ليصبح الإسلام بعدها مجرد أسطورة يمكن قبولها أو نفي حصولها من الأساس.
لا تكتفي "الداعشية" الصهيونية بخلق وقائع تجعل المسلم الحق غريباً عن "إسلامها" وعما تدّعي، بل تريد تزوير التاريخ والجغرافيا، عبر محو كل ما يدل على مكان هبوط رسالة الوحي وموطن الرسول الأكرم وآله وأصحابه، بدءاً مما فعلته "الوهابية" من محو لآثار قبر النبي وأصحابه وأحفاده، وصولاً إلى تحويلها معظم معالم مكة المكرمة إلى "مولات" وفنادق، وربما في المستقبل ملاهٍ، لا سمح الله. و"الداعشية" بدورها تولّت تدمير كل ما طالته أيديها في سورية والعراق من مراقد مقدسة ومزارات ومقامات وقبور لأصحاب الرسول وأقربائه، وللأولياء الصالحين، وهي تهدد بالفم الملان بأنها ستهدم الكعبة المشرفة، ليتوه المسلمون بحثاً عن مكان آخر مزعوم لها، وستزوّر القرآن الكريم بحجة أنه "محرَّف"، متناسية قول الله تعالى {إنا نحن نزّلنا الذَّكر وإنا له لحافظون}، وأخطر ما في هذا "المشروع التهويدي" أنه ينصّب نفسه وكيلاً عن الله عز وجل في كل شيء، في حين أن الوحي المنزَّل خاطب النبي ذاته (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: {إنما أنت مُذكِّر ليستَ عليهم بمسيطر}، فعن أي إسلام يتحدثون؟
[email protected]
أضف تعليق