تكررت يومياً خلال العدوان الأخير على غزة،أخبار القصف والاشتباكات،وما نجم عنها من إصابات،فالشهيد شهيد،والقتيل قتيل،أم الجراح فتراوحت ما بين حرجة وشديدة الخطورة والخطيرة (البالغة) والمتوسطة والطفيفة "وما بينها".
وطبقاً للتصنيفات المعتمدة في الأجهزة الطبية والصحية في إسرائيل،فإن الإصابة الطفيفة (الخفيفة) تعني إن المصاب لا يواجه خطراً فورياً على حياته،وهو في وعي كامل،وقادر على الكلام والمشي،ومن هنا يحمل المصابون بجراح طفيفة صفة "الجراح السائرون".وعلى الغالب يكون هؤلاء مصابين بخدوش وكدمات ورضات وشظايا.
أما ذوو الإصابات المتوسطة،فهم على الغالب مصابون في الأطراف (باليدين أو القدمين أو الساقين مثلاُ)،أو بشظايا أو حروق.وعادة ما يكون هؤلاء بكامل وعيهم ويكون ضغط الدم لديهم اعتيادياً،وكذلك نبضات القلب والتنفس،ويتطلب علاجهم بضعة أيام،وأحياناً يتطلب الأمر عملية جراحية وفقاً لموضع الإصابات.ويتم نقل المصابين بإصابات متوسطة إلى المستشفى،وهم مثبتون أو محزمون "بلوح الظهر" خوفاً من أن تكون الإصابة في العمود الفقري،حيث أن أية حركة ،أو اهتزاز،مهما كان خفيفاً،قد يؤدي إلى ضرر غير قابل للإصلاح أو العلاج أو الشفاء في العمود الفقري،وحتى إلى الشلل.
بالطائرة العامودية
أما الجراح (البالغة) فتعني أن المصاب بها معرض لخطر الموت،وأنه بحاجة إلى العلاج الفوري،ويجب تحويله إلى قسم العناية المكثفة،إلى حين استقرار حالته،لوقف النزيف ولرفع الخطر الفوري عنه واستعادته للوعي الكامل والتنفس العادي.ويفضل نقل هذه الفئة من المصابين والجرحى للعلاج بواسطة مروحية،مثلما هي الحال للمصابين بالجراح الحرجة الأشد خطراً.وكلما كان النقل أسرع،فان احتمالات الشفاء والنجاة أكبر.
وفيما يتعلق بالمصابين بجراح بالغة الشدة والخطورة،فهم على الغالب يعانون من إصابات في الأعضاء الحيوية،أو من فقدان كميات كبيرة من الدم،لكن هنالك احتمالاً ضئيلاً بإنقاذ حياتهم بمدهم بوجبات الدم،وبوقف النزيف الداخلي والخارجي، وبالتنفس الاصطناعي،وبإجراء عملية جراحية وعلاج في قسم العناية المكثفة،أو في قسم العلاج المكثفة للحروق الكائن في مستشفى "شيبا" بتل أبيب.
وأقل احتمالات النجاة تكون لدى المصابين بجراح حرجة،وتعني الجراح أو الإصابات الأشد والأخطر على الإطلاق،إلى درجة المشارفة على الموت،وغالباً ما تنتهي هذه الحالات بالموت،إما بسبب فقدان كميات كبيرة من الدم في موقع الحادث،أو خلال النقل إلى المستشفى،أو بسبب شدة الإصابة اللاحقة بالأعضاء الحيوية مثل القلب أو الدماغ أو الرئتين.
وتجدر الإشارة إلى أن كثيراً من الإصابات قابلة للتفاقم والاستفحال،بسبب المضاعفات،الأمر الذي يستلزم المتابعة والمراقبة والدقة في الفحص والعلاج.
[email protected]
أضف تعليق