أحد رؤساء المجالس المحليه اليهوديه في منطقة المثلث, اعلن عن العلاقات الممتازه بين السكان اليهود والعرب في المنطقه. ولتأكيد حسن العلاقات اشار الى ان " العرب يعملون عندنا ونحن نشتري ونتسوق من عندهم ".
في اغلب الحالات العلاقات "الجيده" التي نتحدث عنها هي علاقه عدم المساواه, علاقه مزود الخدمات والزبون . علاقات يجب ان تتغير. قبل سته اعوام أقام مبادرون هايتك يهود وعرب مؤسسة تسوفن التي تهدف الى دمج كامل للمجتمع العربي في الصناعات التكنولوجيا العلية في اسرائيل. ومنذ ذلك الحين يتوجهون يوميا الى المنطقه الصناعيه في الناصره, احدهم يصل من عرابه والأخرى من تل ابيب .
في البدايه بدو كمجموعه "مجانين". لكن اليوم يوجد في الناصره مركز للتكنولوجيا يشغل يهودا وعربا, والكثيرين يصلون للعمل في شرك التي نمت هنا.
20% القوى العامله في شرك الهايتك في الناصره هم يهود. العمل معا يزود نموذجا للحياه المشتركه , ويمنح فرصا للتعارف بين اليهود والعرب. هذا الواقع لا يتجاهل المخاوف لكنه يعلمنا انها متبادله . قبل عده ايام سمعنا من احد الصديقات ان شاب عربي تخوف من ركوب السياره مع زميلته اليهوديه. وعن رجال اعمال يهود كانوا قد الغوا زياراتهم الى الناصره خوفا من ان تهاجموا سياراتهم . لكننا نحن الذين نعمل معا لسنوات عده, من مثلنا يعرف ان لقاءاتنا في الناصرة علمتنا بأن نرى الشخص الثاني كشريك كامل وليس على انه " الآخر" الذي يخيفنا.
في السنه الاخيره نتواجد كثيرا ايضا في الطيره . الكثيرين يقولون لنا بانهم هم ايضا يأتون كل سبت الى هنا ليأكلو الحمص ولشراء أغراضهم.
فنحن نقول لهم: "صحيح, لكن ماذا عندما تنشأ حاله امنيه تستدعي حمله عسكريه؟, عندها حالا نتلقى اتصالات من بعض الذين يتخوفون من المجيء للقاءات".
عدد من المرافقين من شرك عديده للهايتك الغوا مجيأهم الى الطيره للارشاد في دوره تأهيل للصناعه, والتي كانت في أوجها في هذه الايام. لم نلمهم على ذالك!. فالكثيرون يقودهم احساسهم وقلبهم. فكلما زاد التباعد, ازداد معه الخوف ثم العداء. وخاصة في هذي الايام الكثير يتوجهون الينا طالبين مواصلة العمل بشكل روتيني هادئ . ويشددون على أهميه العمل المشترك .
اليوم كما دائما نحن نوضح أن الخوف يخدم فقط التباعد . فالطريق لتقويه الترابط هي في إستمرار المجيء للعمل يهودا وعربا في القرى العربية وفي المدن اليهوديه . عندما تعمل مع احدا ما في غرفه واحده فهو لن يكون " العربي " أو " اليهودي " بل هو صديقك وزميلك, فالحوارات التي تنشأ بين يهودي وعربي في مكان العمل لها اهميه لا تضاهى من حيث انها تطمس كل الحواجز والمخاوف . وهي اداه فعاله لتحسين العمل في الشركه, خاصه في اوقات الصراع.
الخوف من " هم " من الطرف الآخر هي نتيجه سياسه وليس نتيجه واقع. الفصل بين الأفراد والاقتصاد تسبب رؤيه مشوهه للانسان في الطرف الآخر. كما كأنه ليس انسان .
خصوصا في هذه الايام الصعبه علينا كمواطنين وكقواد معا ان نفهم انه طالما كان العمل المشترك الاقتصادي بين اليهود والعرب هو غير متساوي, فأن الخوف سيبقى يكبر وبزداد. وسيعيق التقدم الى مجتمع مشترك .
فنحن نرى فالاماكن التي يعمل فيها اليهود والعرب معا كما في شرك الهايتك في الناصره طبعا الخوف يقل والحوار يكبر.
الحل للازمات هو بناء اقتصاد مشترك, فعندما نعمل معا المخاوف من الطرف الآخر تصغر وتقل .
.
الكتبه هم مؤسسين ومديرين لمؤسسة " تسوفن "
[email protected]
أضف تعليق