تتكرر المشاهد التي يسمح فيها لنفسه عضو كنيست عنصري ان يهين منتخب جمهور عربي دون ان تتخذ الجماهير العربية ومؤسسات المجتمع العربي موقف يواجه هذا الإستعلاء العنصري. يحصل عضو الكنيست على حصانة برلمانية جوهرية تمنحه حقوقا أوسع من حقوق الفرد، حيث من المفروض ان يقوم منتخب الجمهور في تمثيل موقف عشرات ألاف المصوتين. وعلى الديمقراطية الحقيقية ان تحترم الحصانة البرلمانية الجوهرية لتمكن منتخب الجمهور من التأثير الفعلي، خصوصا في حالات تمثيل أقلية قومية مثل المجتمع الفلسطيني.

منذ أقامة أسرائيل وحتى اليوم تعمل نخب يهودية عنصرية على نزع الشرعية عن النخب المنتخبة للمجتمع الفلسطيني، وتحاول ان تخلق قيادات بديلة. والعنصرية الاسرائيلية ليست الوحيدة فهناك قوى عربية وعالمية تحاول التدخل وتنصيب قيادات على مجتمعات خصوصا في مناطق صراعات دامية مثل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. ويبقى قرار اختيار القيادة قرار الشعب والناخب. وقد قرر الناخب الفلسطيني في البلاد في انتخابات جرت قبل اقل من عام ان تنتخب القيادة الحالية للجماهير العربية وها نحن نرى تكرر مشاهد الاهانة التي يتعرض لها هذا المنتخب. وفي بعض الحالات ينجر اليها دون ان ينتبه الى تأثيرها العرضي على الجماهير العربية عامة.

تعرضت قيادة المجتمع الفلسطيني منذ 1995 وحتى الان الى عشرات الاعتداءات الجسدية، والى تحقيقات بوليسية وحتى الى تقديم لوائح اتهام واعتقال فعلي. وما يحدث في الكنيست وخلال النشاطات الشعبية من محاولات إعتداء على الجماهير العربية وعلى قياداتها أصبح ظاهرة لا يمكن الصمت عليها.

تنتقد بعض النخب المثقفة والاكاديمية والاهلية القيادة السياسية للمجتمع الفلسطيني وقسم من إنتقاداتها مقبول وقسم أخر يعمم على كافة القيادات دون التمييز بينها. واستمعت لبعض الانتقادات خلال الاسبوع الاخير وتساءلت هل بالفعل هذا هو الوقت الصحيح لتوجيه هذه الانتقادات؟ التي وصلت الى حد إهانة البعض. ومن الانتقادات الشرعية ننتقل وبسرعة نحو المزايدات والتهجم على القياديين خلال نشاطات مجتمعية وجماهيرية. حيث تسببت الأزمة القائمة الى غربة بين مئات الشباب وغالبية القيادات خلال المظاهرات الاخيرة.

التهجم ونزع الشرعية عن القيادة المنتخبة للمجتمع العربي تضر في مصلحتنا في هذه المرحلة. يحق لكل من يريد ان ينافس على القيادة السياسية وان يوجهها ان يفعل ما يشاء خلال كل ايام السنة. في هذه المرحلة الحرجة التي تتعرض فيها جماهيرنا العربية الى هجمة ويتم إستهداف قيادة هذه الجماهير بهدف إستهداف الجماهير علينا التعامل بحذر من عملية نزع الشرعية عن القيادة السياسية. وهمسة لبعض القياديين: نحتاجكم لتقودوا وتوجهوا المعركة ونتوقع منكم ان تتوخوا الحذر في ما يحاك على جماهيرنا العربية وشعبنا الفلسطيني وقياداتها. إهانة عضو كنيست عربي، يمتلك الحصانة البرلمانية، من قبل عضو كنيست أخر من اليمين الفاشي سيشجع المدني والشرطي اليهودي ان يهين المواطن العربي وعلينا إيجاد الالية لمواجهة ظاهرة التعرض لقيادة المجتمع العربي إعلاميا وشعبيا وسياسيا. انتم وجه المجتمع ويجب ان لا نسمح لفاشي/ة في البرلمان ان يفعل ما يريد ان يفعله الفاشي بحق المواطن العربي في الشارع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]