حتى اذا لم يدخل وقف النار حيز التنفيذ هذا الصباح في الساعة التاسعة، لان في الشرق الاوسط "الجدول الزمني" ليس شيئا ممكنا تحديده بالعلم الدقيق، فمن شبه اليقين أن اسرائيل وحماس قريبتان للغاية من انهاء جولة الضربات المتبادلة، التي في ختامها سيدعي كل طرف بانه لقن الطرف الاخر "درسا لا ينساه، يجعله يفكر في المستقبل اذا كان سيستأنف النار".

ليته ممكن اجمال حملة "الجرف الصامد" كقصة نجاح في ختامها يمكن ضمان للاسرائيليين فترة طويلة من الهدوء. لشدة الاسف، من شبه المؤكد ان في الايام القريبة القادمة قد نجد أنفسنا أمام تعريف آخر لما حصل هنا في الاسبوع الاخير: حملة "الحائط المائل".


اذا لم يضمن وقف النار قيام آلية مصداقة تؤكد ان حماس لن تستأنف المساعي للتسلح بالصواريخ بعيدة المدى وبالتوازي تؤدي الى بداية جهد دولي يمنح أملا لمليوني غزي في أن ينالوا فتحة خروج مما يسمونه "العيش في سجن ضخم"، فان كل القصة لا تستحق الاضرار التي عشناها.
ينبغي للامر ان يقال بصراحة: كل الكليشيهات التي طرحت في الخطاب العلني في أن حماس اضعفت، أن حماس ضربت، أنه تنقص صورة النصر، ليس لها ما تستند اليه. الحقيقة الصلبة هي أن منظمة ارهاب اسلامية جعلت ملايين المواطنين يستلقون على الارض بحثا عن مأوى من الصواريخ. العالم الغربي يمكنه أن يسجل لنفسه ان اسرائيل هشة، وانها ضعفت بالصواريخ التي تصل من الجنوب وحتى الشمال.

ان تجنيد الاحتياطي من عشرات الاف الجنود ممن لم تكن اي نية لاصدار الاوامر لهم بالدخول الى القطاع، يترك لدى الطرف الاخر وعيا بان نتنياهو يطلق كلمات عالية، ولكنه لا يعتزم تنفيذ تهديداته.

يحتمل أن يكون الدرس الذي سيكوي في الطرف الاسرائيلي هو أن قوة الجيش الاقوى في الشرق الاوسط توجد لها حدود، وان على القادة أن يوفروا افكارا بعيدة المدى كي يعالجوا جذور النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. والا فان الفترة التي بين انهاء الجولة الحالية وبداية الجولة التالية ستكون قصيرة. ما كان لاي ضر ان يقع لو كان رئيس الوزراء اقترح على الاسرة الدولية أن تتجند لاعادة بناء قطاع غزة، لاستثمار المليارات في اقامة ميناء بحري، مطار ومحطات توليد للطاقة في نهايتها تقطع اسرائيل توريد الكهرباء للقطاع. بدون خطة كهذه، من الافضل أن نواصل التمترس في الخنادق – لانه في المرة التالية سيكون الوضع أفظع.

السؤال الحقيقي هو هل الحكومة الحالية مستعدة لان تعترف بالواقع وتعترف بان الحديث يدور في افضل الاحوال عن التعادل، حتى ولا عن مدة أطول حتى الجولة التالية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]