قالت رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، ماجدة شحاته هارون، إن الطائفة لم يعد لها أي مستقبل في مصر، حتى مع انتخاب القيادة الجديدة للبلاد، بعدما تلاشى ما تبقى من أسر يهودية في مصر.
وأكدت هارون، إن الطائفة باتت في اندثار بعد وفاة العشرات من اليهود المصريين خلال السنوات الماضية، وتهجير الرجال اليهود من مصر في أعقاب حرب 1967 بين مصر وإسرائيل.
وطالبت هارون بالحفاظ على ما تبقى التراث اليهودي في مصر من معابد وإقامة متحف يضم هذا التراث الذي اعتبرته جزء من تاريخ مصر.
فيلم "يهود مصر.. نهاية رحلة "
جاءت تصريحات هارون، على هامش حضورها عرض فيلم "يهود مصر.. نهاية رحلة "، للمخرج المصري أمير رمسيس، في حفل افتتاح مهرجان الإسماعيلية (شمال شرق) الدولي للأفلام التسجيلية في دورته السابعة عشر.
وماجدة هارون هي نفسها، وشقيقتها (توفيت الشهر الماضي)، بطلتا الفيلم الوثائقي الذي يحكي قصة اليهود في مصر بعد حرب 1967.
اليهود في مصر كانوا جزءا من النسيج المصري
وقالت هارون إن اليهود كانوا جزءا من النسيج المصري ولكن تم سلخهم بالقوة من النسيج وتم تهجير أعداد كبيرة منهم قصرا خارج مصر بعد أحداث 67.
وشهد، مساء الثلاثاء، حفل افتتاح مهرجان الاسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية، الذي أقيم بمدينة الإسماعيلية، بحضور وزير الثقافة المصري صابر عرب.
فيلم "يهود مصر.. نهاية رحلة " يوثق حياة 12 سيدة يهودية من أصل مصري عشن في مصر ويرفضن مغادرتها إلى إسرائيل، كما فعل باقي اليهود.
ورصد الفيلم ضيق من تبقى من السيدات اليهود بتصوير الإعلام لهم كأنهم جواسيس وخونه وبخلاء.
مخرج الفيلم أمير رمسيس
وأبرز مخرج الفيلم أمير رمسيس، الذي يشارك في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة بالمهرجان الدولي، حياة هؤلاء السيدات وطقوس العبادة داخل المعابد اليهودية في مصر وعلاقتهن بمحيطهن.
وحرص مخرج الفيلم على مزج مشاهد الفيلم بين لقطات للمعابد اليهودية في مصر والمقامة على تراث معماري متميز وبين لقطات حية للسيدات اليهوديات ورواياتهن عن رفضهن السفر خارج مصر، وذكرياتهن الطفولية في مدارسهن بمصر، وحزنهم من سفر الكثير من اصدقاءهم وأقاربهم خارج البلاد.
وكشف الفيلم حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها السلطات المصرية على اليهود من الذكور في مصر إبان حرب يونيو 1967 والإفراج عنهم بعد 30 شهرا من الحبس وإجبارهم على مغادرة والهجرة من البلاد.
وأوضح الفيلم على لسان رئيس الطائفة اليهودية "ماجدة" وشقيقتها "نادية" اشتراط السلطات المصرية سفر اليهود من مصر للخارج بأن يكون خروجا أبديا بلا عودة للبلاد.
ورغم أنه ليس هناك تقدير رسمي لعدد اليهود الذين لا يزالون يعيشون في مصر، فقد كشف الفيلم الوثائقي أن مصر بها 13 معبد يهودي منها 11 معبد تحت رعاية هيئة الآثار ومعبدين تتحكم في إدارتهما الطائفة أحدهما بمصر الجديدة (شرق القاهرة)، والآخر بالمعادي جنوبي القاهرة.
وسرد الفيلم معاناة والد بطلة الفيلم، وهو محامي مصري، داخل السجون المصرية لمجرد اعتناقه الديانة اليهودية.
واختتم الفيلم لقطته بوفاة بطلة الفيلم الثانية نادية، نائب رئيس الطائفة، التي وافتها المنية الشهر الماضي في مصر، ودفنت في مقابر اليهود بعد إقامة الصلوات عليها بالمعبد اليهودي.
[email protected]
أضف تعليق