تعتبر مشكلة عدم الحفاظ على نظافة البيئة من أكبر وأكثر المشاكل انتشارًا في مجتمعنا العربي، فمعظم بلداتنا العربية وللأسف الشديد إذا مررت بها سترى نفايات كثيرة بجانب الطرقات، وأكوام من النفايات في المناطق المحيطة، وقرية دبورية هي واحدة من البلدات التي تعاني فعلًا من هذه الظاهرة، مثلها كباقي القرى المجاورة.
في دبورية تنظم المدارس والأطر دائمًا، مثل باقي الأماكن، حملات نظافة عديدة، ولكن يبقى السؤال، ماذا تفيد هذه الحملات؟ وهل تزيد من ثقافة المجتمع البيئية؟ أم أنها فقط تساهم بتنظيف الشارع الذي سيرجع بعدها بأيام قليلة مليئًا بالنفايات؟
هذه التساؤلات كانت كافية لتجعل المدرسة الاعدادية في دبورية تفكر بمشروع جديد، مشروع بادر له مركز التربية الاجتماعية في المدرسة الأستاذ نائل زعبي وبالتعاون مع صاحب مشروع "دورية النظافة"، تومر ايشيل، وفعلًا بدأ العمل على المشروع الذي أطلق عليه أسم "أزهارٌ وقيَم" وذلك عن طريق محاضرات وفعاليات تهدف في البداية لزيادة انتماء الطالب لبلده ومن ثم تبني منافسة بين الطلاب على من التزم بالنظافة ومن لا، ومن ثم يتحولون لمرحلة المرشدين، حيث يقومون بتقديم محاضرات وفعاليات مشابهة لطلاب المدارس الابتدائية.
يقول صاحب مشروع دورية النظافة، تومر ايشيل: أدخلنا المشروع لدبورية قبل شهر ونصف، وتحديدا للمدرسة الاعدادية وذلك ضمن هدفنا للوصول إلى منطقة نظيفة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، والخطوة الأولى كانت تعزيز انتماء ومحبة الطالب لقريته عن طريق جولات في القرية ومحيطها، ومن ثم التحدث اليهم عن مدى خطورة أن تكون القرية غير نظيفة، وخطوة الأوساخ والنفايات، على الصحة وعلى منظر القرية وأسمها لا سيما وأن دبورية قرية سياحية تجذب الآف السياح سنويا، الذين يأتون لزيارة جبل الطور وفعلا وصلنا لمرحلة التنافس بين الطلاب، كل يفتخر بأنه لم يعد يرمي النفايات بعد ذلك انتقلنا لمشروع المحاضرات في المدارس الابتدائية، فالطلاب بشكل عام يسمعون لطلاب أكبر منهم أفضل مما لو كان المحاضر أو المرشد معلمًا من معلميهم.
تحدثنا مع بعض الطلاب وكلهم أثنوا على المشروع وعلى الاختلاف الذي فيه وقالوا أنهم فعلًا بدأوا يشعرون مدى أهمية كل موضوع النظافة، وقد نظمت اليوم محاضرات في مدرسة الطور الابتدائية وستستمر في باقي مدارس القرية.
بدوره مركز التربية الاجتماعية ومركز الموضوع الأستاذ نائل أطرش أكد نجاعة المشروع وقال أنه رأى مدى اهتمام الطلاب فيه، وأن الفعاليات مستمرة فقد قدمت بعض المحاضرات في المسيرة التي أقيمت في القرية مؤخرًا، واليوم قدمت محاضرات في مدرسة الطور والمشروع مستمر، وأكد الأستاذ نائل أطرش أن مسؤولية النظافة في القرية وفي كافة القرى تتقسم على الأهالي نفسهم ومدى ثقافتهم بكل موضوع حماية البيئة وعلى السلطة المحلية التي لها دور كبير أيضًا.
[email protected]
أضف تعليق