يضع اللبنانيون أيديهم على قلوبهم في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الإيرانية – السعودية وانعكاسها سلباً أو إيجاباً على الوضع العربي عامة واللبناني خاصة، لا سيما على ملف رئاسة الجمهورية.

السؤال: هل هناك ملفات تتقدّم على أخرى؟

الجواب بلى، لكن هل يكون الملف اللبناني هو الأول أم ملف العراق أم ملف اليمن أم البحرين! وبطبيعة الحال لن يكون هناك اتفاق على الملف السوري لأنّ الأمور متروكة لعملية غالب ومغلوب، إلى أن يتفتت جزء من هذه المعارضة السورية على طريقة سليم إدريس وأسعد مصطفى ورياض الأسعد وغيرهم.

إذن، الموضوع السوري شائك ومتشعّب، ومرتبط أيضاً بالملف الإيراني التركي، بالإضافة إلى الملف السعودي والخليجي مع الملف السوري والإيراني. وفي أيّ حال سورية ليست ملفاً عادياً بل هي دولة كبرى ومركزية في المنطقة وليست مثل باقي الدول.

بالعودة إلى الملفات، يمكن أن نجد عشرة ملفات، وإذا كانت هناك تسوية شاملة من الطبيعي أن يكون الحلّ في لبنان قريباً، لكنّ المراقبين والراسخين في العلم يعرفون أنّ المشكلة بين السعودية وإيران هي مشكلة ثقة ومفاوضات ثقة، لذلك عليهم أن يبدأوا بملف واحد وينتظروا تنفيذ بنود الاتفاق، ثم ينتقلوا إلى ملف آخر، ومن المستبعد أن يبدأوا بتسوية شاملة كبيرة مثلما يتوقّع البعض، والمفاوضات لا تزال بعيدة بين السعودية وإيران، لا مثلما طرح وزير الخارجية السعودي بتوجيه دعوتين إلى إيران لزيارة السعودية، فمن غير المعروف ما إذا كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيلبّي الدعوة، وما إذا ردّ الإيرانييون عليها، لذا يمكن ترقب ما إذا كانت ممكنة كتابة مشتركة لبرنامج عمل للقاء الإيراني السعودي، أم هو لقاء أول حول فنجان «شفة عربية» وضيافة سعودية من عادات العرب!

وهنا تطرح تساؤلات عديدة: هل هناك مفاوضات على سائر الملفات؟ أم مفاوضات على جزء من الملفات؟ وهل هناك تسوية شاملة في المنطقة؟ وبالتالي هل تقبل السعودية بتسوية شاملة؟

لن تقبل السعودية بتسوية شاملة، أيضاً لن تقبل إيران بتسوية شاملة، فالإيراني لن يقبل أن يكون التفاوض على الملف النووي مع دول 5+1 العظمى جزءاً من سلة التسوية، وبالتالي ما سيصدر في 18 تموز المقبل هو توجه لتجديد المفاوضات حول هذا الملف لستة أشهر، وهذا ما تمّ الاتفاق عليه في الاجتماع الأخير بين إيران ودول 5+1، وبالتالي تدلّ هذه التصريحات الأخيرة على أنّ لبنان يمكن أن يكون الملف الأول أو يمكن أن يكون الخامس، وعلينا أن ننتظر ما سيقرّره الآخرون في لبنان، وهذا أصبح أمراً بديهياً من هذه الطغمة الحاكمة التي تتحكم في رقاب العباد والبلاد، ما يجعل قضية الحرية والسيادة والاستقلال نكتة سمجة عندما نرى وفود الشخصيات إلى باريس والمملكة العربية السعودية وإلى السفارات في لبنان من كلّ حدب وصوب، وإلى تصريحات السفراء التي تنصحنا يومياً بانتخاب رئيس، ما يحوّل قضايا الحرية والسيادة والاستقلال إلى بدعة لبنانية وعربية.

من هذا المشهد الدولي والعربي والإقليمي ندخل ملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان وإلى ما سيحصل في جلسة الغد..

ما تظهره المؤشرات حتى الآن أنه لن يحصل اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية بين اليوم والغد، لا سيما في ظلّ هذا الانقسام الحاصل. ولن تكون هناك جلسة للانتخاب، على ما يعوّل الرئيس فؤاد السنيورة، لأنه لن يذهب إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، بل سينتخب رئيس القوات سمير جعجع، كما يسعى البعض إلى التمديد للرئيس ميشال سليمان. لذا، إذا بقيت الأمور على حالها لن تكون هناك جلسة نيابية الخميس المقبل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]