كانت الكثير من الذاكرات والقضايا الوطنية الفلسطينية حاضرة وبقوة خلال مسيرة العودة السنوية (17)، يوم أمس الثلاثاء.

إذ استقبلت قرية لوبية المُهجرة، عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين قدموا من بقاع الأرض، ونادوا بأعلى صوتهم عن حقهم بالعودة إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها قبل 66 عامًا.

ولكن نكبة الشعب الفلسطيني تتجدد، كل يوم، ومخاوف التهجير والطرد تُشكل هاجسًا يُطارد الكثير من أبناء شعبنا، في العراقيب، وفي الرميّة- التي كانت حاضرة خلال المسيرة، وتم توزيع المنشورات والملصقات على المشاركين في المسيرة، ورفع شعارات داعمة للقرية غير المُعترف بها، كما وألقي الضوء عليها عند انتهاء المسيرة والوصول إلى ساحة المنصة.

أم أحمد بتنادي بيتي.. بيتي أملي وأولادي..

ويستمر النضال والدعم لأم أحمد العكيّة، فتخطى حدوده أسوار عكا القديمة وحواريها العتيقة، فقد توحدّ العكيون، وتحت شعار " من عكا مش طالعين" و " أم أحمد بتنادي بيتي.. بيتي أملي وأولادي " هتف الناشطون العكيون بإسم أم أحمد، وأكدوا عن دعمهم لها خلال المسيرة، ورفعوا الشعارات التي تؤكد على نضالهم الجماعي، وترأستْ هي المسيرة.

وأثنتْ أم أحمد خلال لقائنا معها على التكاتف الوطني والشبابي لدعم قضيتها، معتبرةً أن الأزمة التي تمر بها، هي نكبة بحد ذاتها، مُشبهة طرد وتهجير اللاجئين الفلسطينيين قبل (66 عامًا) بقضية تهجيرها من بيتها الذي تقطنه منذ (50) عامًا، وأكدتْ أم أحمد على صمودها، وأنها باقية إلى الأبد في بيتها ومسكنها، وأنها صاحبة الحق، وأن الحق سيعود إلى صاحبه، مثلما سترجع الأرض والبلاد إلى أصحابها.

وأكدتْ أم أحمد أن مسألتها ليست قضيه فردية، بل هي قضية عكا منذ النكبة وحتى اليوم، فهي امتداد لسياسة التهجير والتهويد التي تتبعها السُلطات الإسرائيلية، من البلدات إلى المقدسات.

كما ويعتبر الناشطون العكيون، أنها قضية جماعية وليست فردية، ولا تُحل بالتعويضات والتهويد والمقدسات والأوقاف الإِسلامية, ومن يرى فيها قضية فردية تحل بالتعويضات فانه بذلك يقزمها ولا يرى حقيقة مخاطرها وإبعادها. فالمبنى الذي تسكنه أم احمد منذ خمسين سنة كمستأجر محمي هو ملك الوقف الإسلامي، سلبته وسيطرت عليه شركة تطوير عكا الحكومية، إذ رفضتْ أم أحمد كل اقتراحات التعويض، وتمسك ببيتها القديم.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]