بتحليل قدرات قوات النظام والمعارضة في سوريا وتكتيكاتهما من السهل فهم التوازن الهش الحالي بينهما على الأرض كما يمكن التنبؤ بأن هذا التوازن سيستمر في المدى المنظور على الأغلب ..

رغم التفوق الواضح لقوات النظام في القوة النارية والسيطرة المطلقة لسلاح جوه على كل الأجواء بما في ذلك المناطقالمحررة، يفتقد النظام قدرة الجيش الحر والكتائب الإسلامية على تجنيد أعداد كبيرة من المقاتلين الجدد وتعويض الخسائر البشرية بسرعة ..

هذا التفوق البشري العددي، والانتشار الأوسع جغرافيا لقوات الجيش الحر والكتائب الإسلامية بحكم أنها ما تزال تضم قوات محلية تنتشر على أكثر التراب السوري، تتيح هاتان الميزتان للجيش الحر والكتائب الإسلامية القدرة على فتح جبهات جديدة في زمان ومكان غير متوقعين وانتزاع مكاسب على الأرض وإنزال خسائر بقوات النظام بفعل عامل المفاجأة ..

 مع ذلك أثبتت تجارب بابا عمرو والقصير والقلمون أن النظام قادر جزئيا على استعادة أية منطقة من يد قوات المعارضة المسلحة إذا حشد ما يكفي من قوات من خلال عمليات عسكرية بطيئة تعتمد أساسا على الضغط الهائل على قوات المعارضة عبر كثافة القصف المدفعي والجوي مع تقدم بطيء للمشاة والدبابات، إلى جانب قدرة قوات النظام على فرض الحصار على المناطق التي يدرك جيدا صعوبة احتفاظه بها خاصة في المناطق الحساسة القريبة من العاصمة والساحل .

مع ذلك فإن نجاح مثل هذه العمليات ممكن فقط في مناطق محصورة جغرافيا كالقلمون والغوطة وحمص وبعيدة نسبيا عن خطوط إمداد المعارضة القادمة من الحدود الطويلة المفتوحة مع تركيا، مما يعني أن هذه الاستراتيجية صعبة التحقيق جدا أو مستحيلة في مناطق الشمال ما لم يطرأ تغيير جذري على الموقف التركي الرسمي من الثورة السورية ..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]