في خضم المعارك الدائرة في سوريا والعراق ترك السوريون منفذا لداعش واخواتها جنوبا من منطقة القلمون ويبرود نحو الجنوب اي نحو درعا والحدود السعودية العراقية والاردنية.. فالهروب الى لبنان بات صعبا لان الجيش اللبناني في المرصاد مع حزب الله وكانت داعش هددت في وقت سابق بتوسيع المعركة لتشمل المملكة السعودية, ويكافح الاردن بإمكانياته المتواضعة لمنع تسلل الداعشيين , الى اراضيه حيث يجري ضبط تهريب اسلحة وتسلل عناصر مسلحة. ولعل فتح جبهة اللاذقية جاء برغبة تركية لتخفيف الضغط في الجبهات الاخرى وربما لأن رئيس الوزراء التركي يريد اقامة منطقة عازلة على حدوده تطل على البحر المتوسط حتى يكون له اليد الطولى في حسم حرب سوريا. فالسياسي التركي رجب اردوغان مسكون بهاجس الخلافة القطبية نسبة الى سيد قطب ولعل تبنيه للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين محاولة منه ليكون مرجعية دينية للسنة في المنطقة ودولة ذات نفوذ ديني في مواجهة المملكة العربية السعودية, وقد خابت قطر من قبله في هذا التبني حيث نصبت القرضاوي مرجعية دينية اثارت الفتن والحروب والعنف وفي النهاية خسرت قطر المليارات والعلاقات مع جيرانها وعادت لتحاول الاصطفاف الى اعداء الامس اي حزب الله والنظام السوري وايران.
الآن يبدو ان هناك تنسيقا عراقيا سوريا لدفع داعش واخواتها نحو السعودية والاردن ايضا فالمعركة في سوريا تكاد تحسم لصالح النظام اذ ان روسيا بعد احداث القرم ليست نفسها قبل تلك الاحداث ما فتح شهيتها لحماية ما تسميه الامن القومي الروسي. فمنذ بداية الازمة السورية قال فلاديمير بوتين "ان سوريا مهمة للأمن القومي الروسي" ناهيك عن اهميتها بالنسبة لايران والعراق خاصة وان السياسة الاميركية الخارجية تنتقل من فشل الى اخر بسبب تردد الادراة الاميركية فهي اعادت لايران كينونتها الدولية ووقفت عاجزة امام احداث القرم, ولم تسجل تقدما على المسار الفلسطيني الاسرائيلي بل ان تفجر الاوضاع داخل الاراضي الفلسطينية من شأنه ان يمد جسورا بين الجماعات المسماة ارهابية في الجوار الفلسطيني نحو داخله. فما عمل الاميركيون والاتراك والقطريون على تسمينه وتسليحه قد يرتد اليهم ايضا.
[email protected]
أضف تعليق