بعد هدوء من العواصف لأعوام خلت من اعمار الشعوب الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة , ومشوار عناء وشقاء من الاحتلال الرابض على صدورهم , متمثلا في البوابات والحواجز والدخول والخروج لجيش الاحتلال, وبعد الصدامات الحاصلة تقريبا يوميا وعلى مدار الساعة من الاعتقالات والسلب والتوقيف وقلع الاشجار الفلسطينية المغروسة في اراضهيم العربية الفلسطينية , والحرق الحاصل يوميا للبيوت في المدن والقرى الداكنة وبقوة الارادة يحصلون على لقمة العيش والشرب, ناهيك عن التحريض المستمر وبرفقة الجيش الملازم للمستوطنين والحامي لهم, إلا وان كلمات المفاوضات والسلام تبدو حاصلة تأتي وتروح ورمقها لا ينقطع من شدة التعب, والسؤال قبل الشرح عن الواقع المر والأليم الذي نشاهده بأم اعيننا ويشعره على جلودهم الاخوة في تلك المناطق المحتلة, ؟ هل فعلا هناك ما يسمى بعملية سلام وإقامة دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران عام 1967 ؟!.

قبل ايام قال صديق لي هيا بنا لنذهب الى مؤتم السلام المنعقد من هيئات يهودية صهيونية في الحزب والأصل ويسارية داعمة لمواقف الصلح وإقامة الدولة الفلسطينية , وبحضور وفد يمثل السلطة الفلسطينية كان متواجدا ومع شخصيات بصفة وزير ورجال اعمال بارزه, .. فقلت لصديقي سنذهب ونرى ونستمع , لأنني رجل سلم وسلام وعدل ومساواة ولست من المتطرفين الذين يبغون العيش لوحدهم دون الغير من ألشعوب هممنا وركبنا السيارة ووصلنا القاعة وكان فعلا من كل الفئات (اليسارية ) يهودا ومن السلطة الفلسطينية وأعضاء كنيست عربا ويهود , وتمت الخطابة من على منبر القاعة بالعربية والعبرية والانجليزية, وتواجد ايضا نائب السفير الامريكي الذي اكد ان الحل وخلال ثلاثة اسابيع سيوضع على الطاولة من قبل الادارة الامريكية ووزير الخارجية كيري والرئيس اوباما , وبموافقة الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني , ؟!!

حقيقة دهشت من الخطابات الرنانة والكلام الرائع والمعقول, وكنت منبهرا من الاقوال والتصريحات , وقمت وكانت لي مداخلة مع من قدم الخطباء وأدار المؤتمر السيد زهير بهلول, وكان سؤالي موجها الى الذين يؤمنون بكل التصريحات الهوائية والإذاعية والإعلامية , ولكننا على ارض الواقع لا نرى أي من الملموس او ألمحسوس وقلت له انا من الراغبين شديدا لاتفاقية السلام وحتى بحدود الرابع من حزيران والغير متكافئا بتفاصيله ؟! ولكن كيف يمكن ان يتم هذا الاتفاق السري حاليا ونحن لا نعي تفاصيله؟؟ وكيف لسلام يحل وفي كل يوم نرى المئات لا بل الآلاف من البناء والاستيطان في القدس ؟!! ومناطق اخرى تابعة لنفوذ السلطة الفلسطينية

وما كان منه إلا ان وجه سؤالي الى الخطباء حتى يعطوا الرأي والإجابة القاطعة ولكن للآسف لم يكن عندهم اجوبة مقنعة اطلاقا, وعدت وأضفت اهم نقطة على جدول الاعمال وقلت موضحا: كيف يمكن لسلام ان يقوم على الحل الدائم دون عودة اللاجئين ألفلسطينيين وكان من الاجوبة ان قسما قال يعوضوا بالمال وأخر قال يمكنهم الرجوع الى مناطق السلطة الفلسطينية فهل برأيكم يمكن لآي رئيس فلسطينية ان يتنازل عن حق العودة للوطن وان حدث فعلا ذلك كيف وأين سيتم توطين ابن الجليل والنقب والمثلث؟!فكل كان له حلولا اخرى ومنهم من ايد حلولا مجدية وغيرها ليست بمقبولة , والحوار كان مجرد اننا ندعم (عملية السلام)؟! ولكن كيف الاجوبة ما زالت مفقودة نفتش عنها ؟!!

وبعد ان انفض الاجتماع وقام البعض منا بأخذ الصور التذكاريه مع الوفود والشخصيات التي تواجدت هناك , منها للذكرى وأخرى للصداقة وربما لغاية في نفس يعقوب هممنا بالخروج انا وصديقي ورفيق وكان معنا الجار المرافق من مستوطنة (ركيفت) وهو فعلا يساري بآرائه ولكن استوطن وأقام مستعمرته على ارض عربية تعود للمنطقة وسكانها واليوم هو يؤيد السلام وإقامة الدولة الفلسطينية في مناطق السلطة بعيدا عنه , ربما حتى يحافظ على ما استعمره وبناه وإرساء قواعد وأواصر محبة الجيران مع العرب !.

فأدار لي رأسه وقال اسمع علينا ان نعمل مؤتمر داعم للسلام الان في سخنين والمنطقة عربا ويهودا ويكون هو الخطوة المستقبلية الداعمة لإقامة الدولة الفلسطينية على اساس ما يدور من حوار سلام ألان فتقاسمنا الحوار ثلاثتنا عن الاوضاع الصعبة في الشرق الاوسط وما يدور وربما نتريث قليلا حتى نرى ما سيحدث, ولا حاجة لان نستبق الامر ما دام الامر ليس واضحا او جليا؟, وبالطبع تناول صديقي السائق الحوار معه وحاول ان يغير مسار الحوار لحوار اخر, ففهمت رأيه انه مناسب ومؤيد لرأيي والجواب في النهاية كان مني اليه: تعال لا نستبق الامور يا صديقي؟؟ فعلى أي مؤتمر سلام تتحدث وتريد دعما جماهيريا ونحن لا نعرف حتى الان ان كان سينجح ام سيفشل حينها صمت وعرف ان الامور ليس بهكذا حوار يراد بها وبسرعة لا بداية او نهاية لها..

وبعدما اوصلت الصديق اليهودي الباب بيته في المستوطنة في بيته, تحاورنا وزميلي المرافق عن فكرته تلك , وقلنا مرددين ان الامر ليس بالسهولة التي يراها هو, بل بمنظارنا الاصح الذي نحسه ونتعاطف معه مع الاخوة الفلسطينيين وما يعانون من ظلم واستعمار وتمييز , فكيف بنا نؤيد امر مجهول الهوية , كما هو مصير مفاوضات كانت وفشلت في الماضي منذ عام 90/91 وأوسلو وواي بلانتيشن والعرباه وشرم الشيخ وجميعها باءت بالفشل؟!! وهل الوقت الان مناسبا اكثر مما كان عليه في ألماضي طبعا لا وألف لا وتحديدا في الظروف التي تمر فيها الامة العربية عامة , وبضمتها السلطة الفلسطينية التي تمتاز بوهيها وضعفها على اتخاذ القرارات المصيرية , وما الحلول المقترحة من وجهة نظري إلا فقاعات ماء في بحر لا يراها الانسان بالعين المجردة؟

نحن دعاة سلام , ونرغبه وننشده .. وليس ألاستسلام... وان كانت القيادة الفلسطينية ستوقع على اتفاق سلام منقوص فلتتحمل هي المسئوليه ..
ومن هنا افترقنا على امل ان نحضر مؤتمر سلام اخر ومن نوع اخر ؟!!
اللهم اني قد بلغت ... وان كنت على خطأ فيصححوني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]