أكّد كمال عطيله ، الناطق الرسمي بلسان وزارة التعليم في الوسط غير اليهودي بأنّ وزارة التعليم أعلنت عن انطلاق مشروع "مكتبة الفانوس" وذلك مع بداية العام الجديد . مكتبة الفانوس برنامج قُطريّ يهدف إلى غرس حُبّ القراءة عند أطفال الرّوضات، وتشجيع المربّيات والأهالي على المبادرة إلى القراءة المشتركة، وتطوير الحوار البنّاء، والفعاليّات حول الكتب في الرّوضات والبيوت، وتنمية حوار وتبادُل خبرات بين الأجيال حول القيم الإنسانيَّة، والاجتماعيَّة، ويشمل هذا المشروع 50,000 طفل عربيّ وعائلاتهم، من بين 67000 طفل في جهاز التّعليم. و-1800 روضة (جميع الرّوضات الإلزاميَّة والتّعليم الخاصّ الحُكوميّ، العربيّ، والبدويّ والدّرزيّ، وجميع الرّوضات ما قبل الإلزاميَّة في لواء الجنوب والوسط الدُّرزيّ).
سوف يحصلُ الأطفالُ في إطار هذا المشروع على أربعة كُتُب، بالإضافة إلى نُسخَتين من كلّ كتاب هديّة لمكتبة الرّوضة، تحصلُ الرّوضة كلَّ شهرٍ على كتاب، تعرضُ المربِّية الكتابَ على الأطفال، وتقرأه عليهم، وبعد أن تقوم بفعاليّات مشتركة مع الأطفال في الرّوضة يحصلُ كلّ طفل على نسخة خاصَّة به من الكتاب، هديّة لمكتبة العائلة. يحتوي كلّ كتاب في نهايته على أنشطة وفعاليّات مقترحة للأهالي في إطار العائلة. كما افتُتِحَ موقع على شبكة الإنترنت يحتوي على أفكار ومقتَرحات للمربّيات المشاركات في هذا المشروع، وهو يُقدِّم معلومات عن العروض وأهميّة "ساعة القصَّة" للمجتمع، وفيه أفلام، وصفحة على الفيسبوك للمشاركة بالصّور والتّجارب من مختلف الرّوضات في البلاد.
اختارت كُتُب الأطفال المشاركة في مكتبة الفانوس لجنةٌ مختصّة بالتّعليم العربي وأدب الأطفال. تمتاز الكتب المختارة بجودتها العالية، وهي مناسبة للأطفال في مرحلة الطّفولة المبكِّرة. تتناول هذه الكتُب مواضيع قريبة من عالم الأطفال، ومن شأنها أن تُثير نقاشًا مُثريًا حول القيم العالميَّة التي تتضمّنها. وقع الاختيارُ هذا العام على الكتب التّالية: الفأر سُسُم، فضّيَّة، بيت الارنب، وَزلّوطة. يتحدّث الكتابُ الأوَّل الذي سيحصل عليه الأطفالُ في إطار هذا المشروع عن الفأر سُمسُم الغارق في الأحلام، بينما ينهمك رفاقه الفئران في العمل وتخزين الطّعام قبل حُلول فصل الشّتاء. عندما يحُلّ فصل الشّتاء ويصيبُ المللُ أصدقاء سُمسُم يهبّ إلى مساعدتهم، ويروي لهُم الحكايات، فيسعدهم ويرفّه عنهم. يُتيح الكتاب فرصة أمام الأهالي والمربّيات للحديث مع الأطفال عن المساهمة الفرديَّة المختلفة لكلّ إنسان في الجهود الإنسانيَّة المشتركة.
يحصل المربّيات على إرشادٍ وتوجيه حول كيفيّة التّعامُل مع هذه الكتب في الرّوضات، والاستفادة منها. على سبيل المثال: كيفيّة افتتاح مكتبة الرّوضة،ومسرَحة القصَّة بمشاركة الأطفال، القراءة في مجموعات صغيرة، دمج القصَّة في اللّعب، الإبداع، الموسيقى والحركة، المشاركة في قصص شخصيَّة من حياة الأطفال، عرض أغراض لها صلة بالحكايات العائليَّة للأطفال، ورشات إبداع، رحلات من وحي القصص، إشراك الأجداد (والجدّات) في سرد القصص، ترسيخ عادات القراءة، المشاركة في ذكريات وحكايات شخصيَّة، اقتراحات لفعاليّات عديدة مشتركة بين الرّوضة والأهالي والمجتمع.
تستندُ مكتبة الفانوس في منهجها إلى البرنامج العبريّ مكتبة بيجاما المطبّق في رياض الأطفال العبريَّة. تأسَّست مكتبة بيجاما عام 2009، وقد بادر إلى تأسيسها صُندوق غرينسبون إسرائيل، وهي تعمل اليوم بالتّعاوُن التّامّ مع وزارة التّربية والتّعليم. مكتبة بيجاما هي مشروع نظير للمشروع النّاجح PJ Library من تأسيس صُندوق هارولد غرينسبون الذي يمنح مئات كتب الأطفال ذات المضامين اليهوديَّة للعائلات في أمريكا الشّماليَّة.
تأسّست مكتبة الفانوس بمبادرة وزارة التّربية والتّعليم، وبالتّعاوُن بين صُندوق غرينسبون إسرائيل، وصُندوق برايس، اللذين يدعمان أيضًا أنشطة بدايات مراكز وبرامج لتنمية الطفولة في الوسط العربي.
قال وزير التّربية والتّعليم الرّاب شاي بيرون تعقيبًا على هذا المشروع: "إنّني فخور بأنّ المجتمع العربيّ في إسرائيل سوف يتمكّن منذ اليوم الاستفادة من هذا المشروع الممتاز الذي يعمل على تشجيع القراءة عند الأطفال، ويغرس فيهم محبّة الكتاب، التي هي مفتاح النّجاح في التّعليم في المستقبل".
بينما قالت سيما حدّاد –مديرة قسم التّعليم ما قبل الابتدائيّ في وزارة التّربية والتّعليم-: "إنّ المشروع الرّاهن هو جزء من المبادرات العديدة التي يقوم بها قسم التّعليم ما قبل الابتدائيّ في الوسط العربيّ، إنّ تنفيذ مثل هذا المشروع في رياض الأطفال في الوسط العربي هو ربح من جميع النّواحي، وبشكلٍ خاصّ ما يتعلّق بتطوير اللّغة العربيَّة الفصيحة، لغة الكتب والمعرفة منذ الصّغر، إنّ الاستثمار في القراءة: لغةً وتفكيرًا، هي في نظرنا أفضل وأثمن استثمار في مرحلة الطّفولة، لا سيّما في المجتمع العربيّ، وفي المشروع جوانب أخرى عديدة جمّة الفائدة مثل: تقوية العلاقة وتكثيف التّعاوُن مع الأهالي، مع التّشديد على تنمية نهج حياة يرتكز إلى حُبّ الكتاب والقراءة في البيت، وليس في الرّوضة فحسب".
وقالت المفتّشة القُطريّة المسؤولة عن التّعليم ما قبل الابتدائيّ في المجتمع العربي، السيّدة فاطمة أبو أحمد-قاسم: "أهنّئ جميع الذين شاركوا في الإعداد لهذا المشروع الرّائع، وأبارك جهودهم العظيمة التي بذلوها كي يخرج هذا المشروع إلى حيِّز التّنفيذ، ويُطبّق في الوسط العربي أيضًا، كما أشكُر كلّ العاملين ليل نهار -بلا كللٍ أو ملل- على رعاية أطفالنا من مُربّياتٍ، ومرشدات، ومفتّشات في قسم التّعليم ما قبل الابتدائيّ. وأودّ أن أشير في هذا المقام إلى أنّ عمليَّة التّعليم والتّعلُّم في هذه المرحلة العمريَّة تستندُ جُلّها إلى التّفاعُل البنّاء بين البالغين والأطفال، والعلاقة الوثيقة مع الأطفال في البيت والرّوضة على حدٍّ سواء، وتطوير الحوار الشّفهيّ (المنطوق) حول الكتب والحكايات، وإعادة قراءتها مرّة بعد أخرى، وتنمية الوعي اللّغوي على جميع فروعه: كالوعي الصّوتي، وإثراء المعجم الطّفليّ، وتحسين ثقافة الحوار، والتّفكير عند الاطفال، وإطلاع الاطفال على روائع الأعمال الأدبيَّة العربيَّة والعالميّة، كلّ هذا من شأنه أن يُسهم كثيرًا في تنشئة جيلٍ قارئ، ومحبّ للمعرفة في عصرنا".
أمّا جالينا فرومن المديرة العامّة لصُندوق غرينسبون إسرائيل، ومديرة المشروعين: مكتبة بيجاما، ومكتبة الفانوس فقد قالت: "كان مهمًّا لنا تطبيق برنامج مشابه يلائم احتياجات المجتمع العربيّ، وأن نمنح الأطفال العرب قصصًا وكُتُبًا عالية الجودة، ومتنوِّعة المجالات في اللّغة العربيَّة. إنّنا نطمح إلى تعزيز قدرات المربّيات والأهالي بحيث يغدو في مقدورهم تطوير المهارات اللّغويَّة لدى الأطفال، وأن نُتيح للأطفال وأهاليهم الاستمتاع معًا في ساعات ساحرة وممتعة من القراءة، والمحاورة، والفعاليّات المشتركة. نأمل أن تكون هذه الشّراكة البنّاءة طويلة الأمد، وأن تشمل في المستقبل جميع الأطفال في الرّوضات الإلزاميَّة، وما قبل الإلزاميَّة، في جميع أنحاء البلاد".
[email protected]
أضف تعليق