بعد عدة محاولات من الترتيب و الـتأجيل تقرر نهائيا موعد زيارة بعثة الأكاديميين للرئيس الفلسطيني محمود عباس والمكونة من 200 طالبًا اكاديميًا الشهر القادم 2 شباط 2014.
وتأتي البعثة بتنظيم من الإئتلاف البرلماني "لتطوير حل للنزاع الفلسطيني- إسرائيلي" برئاسة عضو الكنيست عن العمل حيليك بار وبالتعاون مع رئيس اتحاد الطلاب الجامعيين اوري رشطيك .
وبحسب اقوال الإئتلاف أن الهدف من البعثة هو فتح باب للحوار مع الرئيس الفلسطيني عباس، إلى ذلك ايضًا، فهم آخر التطورات في مسار المفاوضات الإسرائيلي- فلسطيني وأسباب تجميده. والحديث يدور عن حدث غير سياسي، وهدفه دمج الطلاب في الحيز العام السياسي الإسرائيلي والمساهمة في اتخاذ القرار في القضايا السياسية والقومية".
يٌشار إلى أن اللقاء لاقى معارضة كبيرة من قبل اقسام من لجان الطلاب الجامعيين حيث قاموا بوصفه حدث حزبي ويتماشى مع خطاب حزب العمل وطالبوا بإلغاءه، إلا أن طلاب من اليمين المتطرف أعلنوا ايضًا مشاركتهم في البعثة، ومنهم رئيس لجنة الطلاب في جامعة بار ايلان، متان بر نوي، وهو مستوطن من سكان "النكا" في الضفة الغربية.
وتعليقًا على دعمه للزيارة قال أنها فرصة خاصة له للتأثير على أية فعاليات يبادر إليها اليسار الإسرائيلي، مضيفًا أنه ورغم حالة التردد التي اصابته إلا أنه وكرئيس صهيوني وقوميّ يرى حاجة إلى طرح الأسئلة الصعبة على الجانب الفلسطيني. بر نوي، قال ايضًا على أنه حضّر مجموعة أسئلة "محرجة" للرئيس الفلسطيني منها "هل يعترف بيهودية الدولة؟ وكيف يصافح ويضم قتلة الأطفال ويقوم بدعمهم ماديًا (في إشارة للإسرى) وفي نفس الوقت يتحدث عن السلام"؟!
وإذ كان هذا موقف الجانب الإسرائيلي من الزيارة كيف يراها طلابنا في الجامعات، موقع "بكرا" قام بالتحدث إلى قسم منهم.
الطالب قصي نور: السلطه الفلسطينيه تقوم بتمييع ممنهج للقضية الفلسطينية
الطالب في الجامعة العبرية قصي ابو فول قال لموقع "بكرا" معلقًا: للأسف باتت هذه المشاهد والافكار "الابداعية" غير مستغربة ولا مستبعدة علينا، حيث تقوم السلطة الفلسطينية برئاستها الحالية بتمييع ممنهج للقضية الفلسطينية بقيامها بمثل هذه الخطوات وتمسّكها بمسار أوسلو وخط المفاوضات بكل ثمن ومن كل نافذة وباب، المسار الذي أثبت فشله على جميع الأصعدة والمستويات خلال العقدين الماضيين.
وأضاف: علينا أن لا نسمح بأي شكل من الأشكال بالاستهتار والتلاعب بقضيتنا الفلسطينية، وهذا البرنامج الجديد يأتينا في نفس اطار "المباحثات من اجل السلام" واستمرار "العملية السلمية" في الوقت الذي تستمر فيه المؤسسة الصهيونية بأذرعها بغطرستها وتكريس احتلالها للاراضي الفلسطينية على الارض وفي الجامعات بالسّر والعلن، ولا تقدّم أي تنازل ولا تراجع عن أي من مواقفها وثوابتها. "عملية السلام" هذه هي "عملية" عبثيّة بدون افق وغير واضحة المعالم، نرفضها جملة تفصيلا، ومن ضمنها مثل هذه البرامج "الاكاديمية" الابداعية الشكليّة.
وأختتم قائلا: وكما قالها غسّان كنفاني، إن كنّا مدافعين فاشلين عن القضية فالأجد بنا تبديل المدافعين لا القضية.
نسرين ابو ركن: مبادرة ممتازة تساعد كلا الطرفين على التواصل والتعايش!
وبخلاف لموقف قصي قالت نسرين ابو ركن، وهي طالبة في كلية عيمق يزراعيل، قالت لـ"بكرا" ان هذه الخطوة تعتبر مشجعة والفكرة ممتازة، قد تقود كلا الطرفين الى التفهم اكثر عن قرب. كما وانها خطوة مساعدة للشعب اليهودي لاطلاع عن قرب عن وضع الفلسطينيين، وتوصيل رسالة بشكل مباشر دون وساطة إعلامية.
محمد اسامة اغبارية: مبادرة كهذه تزيد من تهميش الشعب الفلسطيني
بدوره قال الطالب محمد اسامة اغبارية، والذي يدرس في جامعة تل ابيب، عادة هذا النوع من المبادرات تكون ذات خطابين، خطاب موجه للوسط اليهودي والخطاب الملون الذي يشمل الوسطين العربي واليهودي. انا ارفض هذا النوع من المبادرات، لقد سمعت عن البعثه من قبل وبرأيي حل النزاع الفلسطيني – اسرائيلي لا يكون فقط بين ابو مازن وبين هذه البعثة، مبادرة كهذه تزيد من تهميش الشعب الفلسطيني كله والسلطه ليست فقط بيد ابو مازن انما سلطه شعب في الضفه وغزه والشتات. ابو مازن لا يوجد لديه الحق التحدث امام البعثه باسم الشعب الفلسطيني انما يقوم بزرع الخلافات وتعميق الحدود بيننا .
وأضاف: السياسة الاسرائيلية معروفة ومفهومة ضمنا لمصلحه شعبها اليهودي واي مبادرة منها لدمج طلابها في الحيز العام السياسي الاسرائيلي تعتبر محاولات خبيثة، لذلك انا اعارض هذه البعثه واذا كنت اريد ان احل صراع فانني احله دون مبادرات اسرائيليه كوني لا أؤمن بها ونحن لسنا بحاجه لها.
نغم ذبيات: لو تم دعوتي للمشاركه في البعثه لكان جوابي الرفض التام
بدورها قالت الطالبة نغم ذيابات، والتي تدرس في الجامعة العبرية، أظن ان هذه البعثة يجب ان تكون بمبادرة ومشاركة الاحزاب العربية ايضا او لجنة المتابعة، ولا يقتصر فقط على حزب العمل. الوضع مثير لسخرية ان رئيس السلطه الفلسطينيه يستقبل بعثه كهذه حتى لو كانت عربا ويهودا، للحديث عن المفاوضات، والتي تأخذ منحى تنازلات اكثر ما هو عليه منحى ذات منفعه للشعب الفلسطيني، هذا يعتبر تجميل للصورة أكثر من تحقيق هدف سلام او تعايش وتسويق للوجه الاسرئيلي الحلو والرواية الاسرائيلية أمام العالم . ومن ناحيتي ليس هنالك حاجه للقاء من هذا النوع ولو عرض علي المشاركه لكان جوابي الرفض.
[email protected]
أضف تعليق