قال الفنان الشعب الفلسطيني نعمان الجلماوي، إن الفن الشعبي الفلسطيني هو الأقدر على البقاء والحياة في فلسطين لأنه يقترب من الإنسان الفلسطيني بشكل كبير.
وأضاف في حديث لــ"بكرا"، في فلسطين، الفن ليس سوى حكاية أرض وشعب وبقاء، وبصمات حناجر ترسِّخ الانتماء، وهو رسالة الأرض لا السماء، وهو في قاموس الثوار كلمة حق في وجه الأعداء، يرقص عليها الفلسطينيون سواء.. لذلك فهو غناء ليس كغيره من الغناء.الفلسطيني وإن أعاقت الحدود مسيره نحو الوطن، يبقى حاملاً في ثنايا قلبه ولاءً من بعيد، وأينما كان يحيا في ظلال خيال فلسطين، وينتعش بنسمات هواء يحسبها قادمة من الوطن، ويتشبث ببصيص فرحة أو رائحة تراث يستنشقها الأهل هناك باستمرار، أما البعض فلا يتوانى متى سنحت له الظروف، للعيش مع الوطن في مناسبة ما، وذلك بالتحديد ما حدث مع أسرة فلسطينية تقيم في دبي استقدمت أحد أبرز شعراء وفناني اللون الفلسطيني المفعم برائحة الوطن.
ويعتبر نعمان الجلماوي، أن الفن الفلسطيني في ظلال أزمة احتلال وحروب يعيشها الشعب هناك منذ وعد بلفور في العام 1917، مروراً بأزمات وثورات عدة حتى يومنا الحاضر، ظل يرافق السكان كهوية وبطاقة تعريف وحضور رغم أنف الاحتلال، والفن الفلسطيني هو تراث يبحث عنه كل إنسان هناك، لا يختلف عن الزي والأكل وتقاليد التراث الأخرى، والشاعر الشعبي يغني في مختلف المحافل والمناسبات لفلسطين الوطن.. في فرحها وحزنها وألمها.
الجلماوي والعرس الفلسطيني
وعن العرس الفلسطيني، تحدث نعمان الجلماوي عن لحظات البداية والاستعداد لحفلين منفصلين في الشكل، لكنهما متحدان في المضمون، واحد للعريس والرجال، وآخر للعروس والنساء، ففي حفل العروس تغني الحاضرات بصوت جماعي بعض أغنيات التراث النسوية المتناقلة منذ عقود، فيما يظل حفل العريس العنوان الأبرز لمناسبة الفرح، حيث تبدأ الاحتفالات التقليدية وتتواصل لساعات، وربما لأيام.
غير ذلك، يؤكد الجلماوي أن شكل العرس في بلاده قد تطور في اللغة والهيئة، لكنه حافظ إلى حد شبه مطلق على مضمونه وشكله، وذلك مرده إلى تطور مصطلحات ومسميات العصر، ففي سنوات مضت تألق عشرات الشعراء الفلسطينيين، لعل أبرزهم أبو بسام الجلماوي، وهو والد نعمان، اللذان يغني معه في حفلات الأعراس الفلسطينية، إضافة إلى شقيقه الفنان عصام الجلماوي، والوراثة بنظر نعمان تلعب دوراً في جانب الشعر والغناء، لكن بدون بذور الموهبة لن ينمو نبات الشعر في داخل أي إنسان.
والجرح الفلسطيني كما يراه الجلماوي يبقى حاضراً في كافة أشكال الغناء هناك، وكما يقول فالابتسامة الفلسطينية تستحضر في ثناياها دائماً تعبير عن الجرح، أما الأفراح فكانت على الدوام تؤطر لرسائل تواصل بين الفلسطينيين أنفسهم، المتناثرين في غالبية دول العالم، وأينما وجد أبناء فلسطين تجدهم يستأنسون بسماع أغنيات التراث التي تتزاحم تحديداً صيف كل عام، حيث يبقى لحن التراث وقوداً منعشاً للفلسطيني المرتبط بالوطن عبر بصيص أمل.
[email protected]
أضف تعليق