يا شجرة العيد
إياس يوسف ناصر
يا شجرةَ العيدِ... يا أطفالَ حارتِنا
يا حُلّةَ العامِ والأيّامِ والذّكرى
ما للقصيدةِ... كالطّوفانِ تُغرقُني؟!
إن قلتُ واحدةً... بدَّلْتُها أُخرى
تلكَ العروسُ التي قد ذقتُ مَبسمَها
اليومَ تمضي... وتنسى الحبَّ والْمَهْرا
يا شجرةَ العيدِ... كيفَ الشّعرُ يُسعفُني
واللاجئونَ بأرضِ الشّامِ كالسّكرى؟!
أشجارُهمْ خِيَمٌ... أضواؤُها ألمٌ
وكلُّ زينتِها أن يَرحَلوا قَسْرا
يستدفئونَ بنارِ الشّوقِ... إن ذَكَروا
تلكَ المنازلَ أضحى دمعُهم جمرا
يمشونَ... والرّيحُ قد ملّتْ تلاحقُهمْ
حتّى استراحتْ وأبقتْ عندهم وَكْرا
ما قيمةُ العيدِ... والإنسانُ في زمنٍ
صارتْ مآسيهِ شيئًا عابرًا جَهْرا!
*. *. *.
ألا يزالُ بأرضِ الشّرقِ مُعتقَدٌ
أن يعبدوا أبدًا: اللهَ والصّبرَا؟!
ألا تزالُ عيونُ اللهِ نائمةً
من خمرةِ النّفطِ عمّنْ يَفعلُ الكُفْرا؟!
ألا تزالُ ذئابُ الحيِّ شاردةً
تمدُّ للموتِ من أنيابِها جسرا
قد قَطَّعَ النّفطُ شريانَ الحياءِ بهمْ
يحكي عن الكوخِ هذا السّاكنُ القصرا!!
*. *. *.
يا شجرةَ العيدِ... كم أهواكِ من زمنٍ
فلْتعذريني... إذا ذقتُ الهوى قَهْرَا
عينٌ عليكِ... وعينٌ نحوَ من رَحَلوا
ألي فؤادانِ حتّى أشعُرَ الأمرا؟!
طفولتي فيكِ بالأغصانِ عالقةٌ
من يومِ ملقاكِ لم أكبرْ ولو شهرا
تبقينَ في خَلَدي مزروعةً أبدًا
طولَ السّنينِ... ويبقى عُمرُكِ العُمرا...
(كفرسميع)
[email protected]
أضف تعليق