في يوم الميلاد المجيد، مضى رفيق اللاجئين الفلسطينيين الوفي، المناضل الفرنسي – الفلسطيني فرنو تويل. شاءت الأقدار أن يمضي في يوم الميلاد، وكأنه بهذا أراد أن يقول للعالم اجمع ولنا ما اعتاد على قوله دائما: "لا خوف على الحقوق من أن تموت، فما دامت الحياة تمضي سيظل النضال من اجل الحقوق يتجدد".
مضى فرنو المناضل تاركا خلفه ولنا إرثا نضاليا حافلا بالعطاء والانجازات. فلسطينيا، لم يكن فرنو متضامنا بمعنى المؤازرة، بل كان مناضلا مقاوما بكل ما في الكلمة من معنى. لم تكن فلسطين له حدثا يتذكره ويحييه في مناسبة ما، فلسطين كانت قضيته، يعيشها لحظة بلحظة، يحملها معه أينما حل، في مظاهرة شعبية، أو في اجتماع حزبي، أو في لقاء رسمي أو حتى أثناء تناول وجبة سريعة مع شخص يلتقيه لأول مرة.
لم يثنه مرض العضال- حتى في اشد حالاته - عن مواصلة النضال من اجل فلسطين وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم. فقبل وفاته فقط بأشهر معدودات، وخلافا لتعليمات الأطباء، اصر على التوجه على رأس وفد فرنسي إلى فلسطين كما اعتاد دائما، من اجل تعزيز العلاقة بين القوى السياسة الفرنسية المؤازرة لحقوق شعبنا، ومن اجل تعزيز شبكة العلاقة مع مخيمات اللاجئين من خلال لجنة التوأمة الفرنسية – الفلسطينية التي شكلها قبل نحو عشرين عاما. لم يكتف بتحقيق توأمة مخيمات فلسطينية في فلسطين، ولبنان وسوريا والأردن مع أكثر من سبعين مدينة وبلدة فرنسية، بل كان يطمح إلى "توأمة فرنسا مع فلسطين المحررة".
قبل أربعة أشهر جاء إلى فلسطين، مستغلا فترة النقاهة اللازمة ما بين جرعة الكيماوي والجرعة التالية، ليسأل الفلسطينيين من قادة وأحزاب ونشطاء: ماذا تريدون منا أن نفعل بالضبط في هذه المرحلة الدقيقة؟ هو ذا فرنو: نضاله جزء من نضال الفلسطينيين، وليس مجرد إعلان تأييد... هو من ظل يردد في كل موقع ومناسبة: "إن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم هو مفتاح الحل للقضية الفلسطينية وإنهاء الصراع جذريا والهيمنة الامبريالية على المنطقة، والمدخل لتحقيق السلام العادل".
في العام 2011، منح المناضل فرنو الجنسية الفلسطينية تقديرا لنضاله ووفائه للقضية ولحق العودة. وللحقيقة نقول أن فلسطينية فرنو تويل تستحق منا أكثر من جواز سفر... وما لنا إلا أن نقول أن شعب فلسطين يعرف كيف يكرم أبطاله. فامض بسلام يا رفيقنا، فلك المجد، وعلينا الوفاء...
عن مركز بديل، بجمعيته العامة، وإدارته وطاقمه ومتطوعيه رئيس مجلس إدارة بديل ورئيس لجنة التوأمة الفرنسية - الفلسطينية عن الجانب الفلسطيني، احمد محيسن.
[email protected]
أضف تعليق