والدة تسأل حول الطريقة التي يجب اتباعها لجعل الطفل يحافظ على حماسه وشغفه للقيام بواجباته المدرسية.
أما رد الأخصائية التربوية والأديبة إلهام دويري تابري:
السؤال يدل على تميّز بحس الأمومة والدراية بأهمية دور الجو التربوي. هناك بعض عناصر هامة يلزم الانتباه إليها كي نعفي الطفل من الوقوع في فخ الشعور بالملل.
هل يستحسن مباشرة الطالب بالمذاكرة في فورًا بعد رجوعه من مدرسته من غير أية استراحة؟
هناك فروق فردية تتعلق بمزاجات الأطفال، في كتابي (نعم للتربية الإيجابية) ص14، شرحًا وافيصا عن موضوع الطباع. من المهم الأخذ بعين الاعتبار حالة الطفل وفهم مزاجه، بعد انتهاء يوم دراسي طويل وبعد تركيز في الصف ومذاكرة لعدد من الساعات لا بدّ للطالب من أن يتعب ويجوع. عند عودته للبيت وبعد تناول وجبه الغذائية ونيل قسط من الاسترخاء والاستراحة سوف يجلس للمذاكرة وحل وظائفه بلهفة وشغف. على الأهل الاهتمام يوميًا بنيل الطالب قسطًا كافيًا، من التنفيس الجسماني. الأنشطة الحركية والفعاليات الرياضية حاجة فسيولوجية هامة ومفيدة. لتجديد الطاقات، يحتاج الطالب أيضًا لتفريغ عاطفي معفم بالميول والهوايات من غير ضغط أو إلزام.
هل لنوع الوظائف وكميتها أهمية؟
بالطبع نعم، نوع الوظائف وكميتها لها تأثير كبير على درجة شغف الطالب، كلما كانت الوظائف مثيرة قام الطالب بتنفيذها بشغف ولهفة. كلما كثر عدد الوظائف غير المثيرة أنطفأ ولع الطالب بالتجربة المدرسية الجديدة.
من المهم هنا تنبّه الطاقم التعليمي بشأن الاتفاق على توزيع عدد الوظائف اليومية على الأيام الأسبوع باعتدال وتعقل وذلك لاستمرار لهفته على البحث والتعلّم.
هل الجلوس بجانبه أثناء مذاكرته يفيده؟
بالطبع لا. بل يضره ويجعله يعتاد الإتكالية. وجود أحد الأبوين في البيت أثناء المذاكرة ضروري وهام عاطفيًا. الإشراف من بعيد وتأمين جو دراسي خاص ومريح حاجة تنظيمية مفيدة.
من المهم وجود الأهل بمحيط بيئته التعليمية لبعث الأمان والاطمئنان بحالة احتياجه للمساعدة أو التوجيه. على المربين في المدرسة أيضًا ترغيب الطالب الاعتماد على نفسه أثناء مذاكرته البيتية وتشجيعه على التدريب الذاتي والمُستقل عن الأ÷ل.
التربية على الاستقلالية مبدؤها تعويد الطالب على مذاكرته الفردية لتعزيز ثقته بنفسه. أهم أهداف التربية هو تطوير البحث الذاتي للتعلم بالاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية.
هل مراقبة ومراجعة الوظائف المدرسية ضروري؟
بالطبع لكن بهدف التشجيع والدعم كي يزيده حماسة ورغبة بالمشاركة. ولكن الحذار من النقد السلبي وطلب الكمال. لا للتركيز على أخطائه وسلبياته، أكثر ما يحبطه هو الملاحظات السلبية.
ترتبط بذاكرته رغبته بعرض وظائفه لأنه سيتلقى الدعم والتشجيع، من المهم الانتباه والتركيز على عمله الإيجابي - وهو كثير - وتجاهل السلبي. فلو مثلاً استنتج بمسألة حسابية بأنّ العملية تحتاج لطرح وأخطأ في علمية الطرح فيلزم التركيز على امتداحه بالقول (صح، أحسنت الاسنتاج)، فيتنفس الطالب الصعداء ويرتاح من الإشراف التربوي. لا مانع بعد امتداحه وبهمس لفت نظره وبلطف لمراجعة عملية الطرح وتحيته مجددًا. أثناء الاستماع لقراءته الجهورية أنصح أيضًا بتجاهل أخطائه وبامتداح تميّز لفظه، وضوح مخارج حروفه، صوته، ثقته بنفسه.. الخ. لا للتفتيش عن السلبيات لا بل نعم لتجاهلها. التوجه الإيجابي البعيد عن النقد السلبي يطوّر شخصية واثقة راغبة بالمزيد من المذاكرة.
وأخيرًا كل سنة دراسية وأنتم وأولادكم بصحة وسعادة.
الهام تابري (www.darelham.com)
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
كيف اجعل الاطفال ملهوفين علي المذاكرة