فاز العمل البحثيّ الذي أجراه وقدّمه طلاّب الصفّ السادس في المدرسة ثنائيّة اللغة في القدس بالمرتبة الأولى في معرض البحوث العلميّة القُطْري الذي تنظّمه مديريّة العلوم والتكنولوجيا في وزارة التربية والتعليم. وقد عرض الطلاّب من خلال بحثهم العلميّ طوربينة هوائيّة مستوحاة من زعانف ذيل السمك.
وتنافس بحثهم العلمي هذا في المباريات اللوائيّة التي شارك فيها أكثر من 100 ألف طالب من أنحاء البلاد، ثمّ تقدم إلى المنافسة القُطريّة التي شارك فيها نحو 200 طالب فقط. بحثٌ علميّ آخر تقدّم به طلاّب الصفّ التاسع في المدرسة ثنائيّة اللغة حاز هو الآخر على علامة الثناء من قبل لجنة المحكّمين لعرضه مبنىً سداسيًّا، مستوحى من قرص عسل النحل، يستخدم للحماية من تصادم المركبات وجهًا لوجه.
وكانت الأعمال البحثيّة قد خضعت لعمليّة فحص دقيقة شملت قراءة معمّقة من قبل لجنة محكّمين تألّفت من جامعيّين وخبراء في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتدريس العلوم. ومن بين مئات الأعمال البحثيّة التي عُرضت في أنحاء البلاد وقع الاختيار على الأعمال الممتازة التي تقدمت إلى المرحلة النهائيّة في المعرض القُطْري وعددها 43. وتضمّنت الأعمال البحثية في المعرض مواضيع متنوّعة في مجالات البيولوجيا والكيمياء والفيزياء والتكنولوجيا، والتي ترتكز إلى مواضيع يجري تدريسها في إطار المنهاج التعليميّ للمدارس الابتدائيّة والإعداديّة.
وضمّت الأعمال البحثيّة كذلك مشاريع تَعْرِض تطويرًا ابتكاريًّاً لحلول تكنولوجيّة لمشاكل في الحياة اليوميّة، على غرار البحث الذي طوّره طلاّب المدرسة ثنائيّة اللغة لأغراض إنتاج الكهرباء؛ وتمثّلت إحدى الأفكار المطروحة في وضع الطوربينة التي اخترعها الطلاّب في قلب جهاز يثبَّت على أنبوب الانبعاث (الإكزوست) في المَرْكَبات؛ تقوم الغازات المضغوطة المنبعثة من الأنبوب بتشغيل الطوربينة لتُنتج الكهرباء التي يجري تخزينها في بطّاريّات محمولة.
ويعتبر المفهوم الذي طرحه الطلاّب في نهاية عمليّة البحث مبتكراً ليس فقط على المستوى القُطْريّ فحسب، بل كذلك على المستوى العالميّ: "لم يفكّر أحد في بناء طوربينة على أساس زعانف السمك. عندما بدأ الطلاّب بحثَ ودراسة موضوع إنتاج الطاقة، أدركوا أنّهم يستطيعون تعلم الكثير من الطبيعة، وأنّ في الهواء والماء مخلوقات عديدة تستخدم تدفّق التيّارات الهوائيّة والمائيّة. قام الناس في الماضي، مثلاً، ببناء طوربينات تحاكي أجنحة الطيور، لكن الطلاّب اختاروا محاكاة زعانف السمك، وقاموا بفحص التدفّق لدى عدّة أنواع من الزعانف إلى أن توصّلوا إلى الزعنفة التي تنتج تدفُّق التيّار الأسرع وإلى استخدامها في بناء الطوربينه"، يقول المعلّمان بيان أبو قطيش ومحمّد جوهر اللذان قاما بتوجيه الطلاّب في البحث؛ "خوض تجربة بحثية كاملة هي خطوة هامة جداً في تعلم المواضيع العلمية والتكنولوجية، فمن خلالها يطَور الطلاب معرفتهم وفهمهم للعمليات العلمية والتكنولوجية إلى جانب صقلها للقدرات العقلية العالية. أضف إلى ذلك أن إكتساب القدرات البحثية وتنفيذ التجارب العلمية يحفز الطلاب ويزيد من استمتاعهم بالعملية التعليمية نفسها".
وتلقّى الطلاب والمدرّسون في المدرسة ثنائية اللغة خبر الفوز بانفعال بالغ الشدّة، لا سيّما وأنّ طلاّب المرحلة الإعداديّة هناك كانوا قد فازوا بالمرتبة الأولى في معرض السنة الفائتة. وصرّحت السيّدة نادية كنانة مديرة المدرسة الابتدائيّة ثنائيّة اللغة في معرض تعقيبها على خبر الفوز بالجائزة: "نحن فخورون بطلابنا وبمعلمينا الذين يستمرون بالمثابرة وبقيادة مدرستنا لمراحل متقدمة ومثيرة للإعجاب في مجال العلوم"، مضيفةً بأن "هذا الفوز يثبت مرّة أخرى أنّ مدارسنا ثنائيّة اللغة في "يداً بيد" تنجح في تقديم تربية للامتياز وكذلك إمتياز في التربية".
[email protected]
أضف تعليق