قام طلاب اعدادية ابن سينا بمشاهدة عرضا مسرحيا جميلا بعنوان "خيوط النور" , وذلك في قاعة مركز العلوم والفنون المحاذي للمدرسة . في خلال هذا العرض تم الخوض في مواضيع وقضايا سياسية و اجتماعية عدة تأتي بالتزامن مع الوضع الراهن في الدول العربية المحيطة وفي مجتمعنا بشكل عام . فقد قام اعضاء الفرقة بتوجيه رسالة واضحة تدعو الى نهضة مجتمعية ملحة تقتضي اولا وعيا ثقافيا عاليا كشرط اساسي لقيامها .
رسالة العرض انعكست معبرة وثمينة جدا وقد قام "بحياكة" تفاصيلها لنا احد اعضاء الفرقة –خالد ماير , بقوله ان المسرحية متنوعة المواضيع ولكنها تتوحد خلف الحاجة في كشفنا ومعالجتنا لها , فمن الممكن ان نكون قد تغيرنا في المظهر واستطعنا التعبير كلاميا اكثر من السابق ولكننا ما زلنا نشكو من الهم نفسه ولم نزل مقيدون بأفكار بالية اكل الدهر عليها وشرب , فإننا كفنانين نهتم برفع الوعي خاصة لدى ابناء الجيل الشاب بكل ما يتعلق مثلا بالقدرة على النقد واستخلاص العبر من المحيط , فجئنا لنناقش عدم المساواة والقمع والكبت الموجود في ارجاء الوطن العربي , وبهذا الصدد تطرقنا لتقديس هذه الشعوب وتأليهها لزعمائها اما خوفا او جهلا .ومن القضايا الاجتماعية التي نحاول ايضا معالجتها هي قضية عدم انصاف المرأة والتمييز ضدها , فالى متى سنسمح بإذلالها والاستهتار بها , وطبعا كان لحلم الوحدة العربية نصيب من عرضنا , فحقا ان توحيد الصف العربي وخاصة في الداخل هو واحدة من اهم رسالاتنا لما يحمله من فائدة لنا كمجتمع , وفي الختام كانت لوحة غنائية معبرة استعرضت اسماء لمدن وقرى عربية بالإضافة لبلدان مهجرة مختلفة كان الهدف منها تعزيز الهوية العربية والانتماء لدينا . نذكر هنا ان المسرحية من تأليف وإخراج الاستاذ نبيل عازر وأما تأليف الاشعار فكان من ابداع الاستاذ نزيه قسيس . وقد قام بالعرض اعضاء مسرح "فرنج" – الناصرة وهم :حسن طه,نضال بدارنه,خالد ماير,وسيم خير,رنا جهشان,سحر داموني,رلى عازر وهبه بطحيش.
لا يفوتنا ان نقول ان العرض تماشى متناغما مع برنامج كان قد اختتم هذا الاسبوع بعنوان "مسيرة الكتاب" في المدرسة , حيث شغل الكتاب حيزا كبيرا ورمز لضرورة القراءة وتوسيع الافاق وما الى هنالك من فوائد جمة يحملها لنا في طياته .
ختاما شكرت مديرة المدرسة المربية ايمان فاهوم اعضاء المسرح فردا فردا وهنأتهم على هذا الاداء الرائع والعرض المعبر ,واثنت على جهودهم وقدرتهم على الابداع . فقد اكدت ان نجاح البرنامج يستسقى من خلال قدرته على جذب ولفت انتباه جمهوره , وبحسب هذا فان طلاب المدرسة ابدوا اعجابا وتفاعلا رهيبا وخرجوا سعداء من المسرحية التي من المؤكد خاطبت كل واحد منهم لما تحمله من معاني ثمينة . وأضافت بان مثل هذه المواضيع مهمة جدا في حياتنا,ففعلا ان الجهل هو المسبب الرئيسي لمعظم الافات الاجتماعية ويقف خلف تمسكنا بآراء وعادات متخلفة وبالتالي يسلب منا القدرة والإرادة على الاصغاء للآخر وللمختلف وبهذا يبعدنا سفر سنين عن الوحدة والنهضة الاجتماعية والسياسية المرجوة , فانه لمفرح حقا ان نرى عروضا بهذا المستوى والرقي تطرق باب مدرستنا وتحاكي طلابنا من مختلف الاعمار .
[email protected]
أضف تعليق