اختتمت جمعية "اقرأ" بالتعاون مع الإدارة الطلابية فيها يوم أمس معسكر “اقرأ” الطلابي السابع عشر الذي امتد طيلة ثلاثة أيام، والذي اقامته في منطقة المرج قرب جبل طابور بمشاركة قرابة 150 طالبًا جامعيًا من مختلف الجامعات والمعاهد العليا في البلاد. وارتأت "اقرأ" أن تعنون معسكرها هذا العام "شباب يبني.. مجتمع ينهض" بهدف تذويت مكانة الطالب الجامعي وترسيخ مفاهيم البناء لديه لينهض بمجتمعه وحضارته وأمته. وقد تضمن المعسكر ابداعات طلابية عدة ومحاضرات عديدة قدمها مختصون من مختلف المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية والدينية من مجتمعنا العربي منهم الشيخ رائد صلاح والدكتور مهند مصطفى والدكتور رائد فتحي والدكتور محمود خطيب وغيرهم، عوضًا عن ورشات طلابية ونشاطات تربوية وترفيهية هادفة.
افتتاحية المعسكر
فتتح المعسكر في مجمع ابي بكر الصديق في بلدة طرعان بتلاوة لآيات من القرآن الكريم، ثم قدم الأستاذ أحمد الحاج عضو الإدارة الطلابية في جمعية “اقرأ” كلمة حملت توصيات عدة، نصح خلالها الطلاب بالمحافظة على الأخلاق والروح الأخوية والتقيد بالنظام وضرورة الالتزام بالجماعة وإظهار روح التعاون والعمل الجماعي. بعدها أشرف الأستاذ نادر جنحاوي على فعاليات طلابية، هدفت إلى احياء سنة التعارف بين الطلاب وبث روح الأخوة والمودة والتعاون والتكتل بينهم.
ورشات ثقافية
تلى ذلك ورشات ثقافية أدارها كل من الدكتور محمود خطيب الذي قدم ورشة بعنوان:" المصالح الاجتماعية- أمل المستقبل وحلم الشباب في التغيير" لتوعية الطلاب أنها البديل للمصالح الربحية التي لم تلبّ الكثير من احتياجات المجتمع، في محاولة لوضع تصور لتجاوز معيقات دخول وانتشار المصالح الاجتماعية في الداخل الفلسطيني، والثانية قدمها الأستاذ سامي حلمي مدير مركز رؤية للتنمية البشرية والتطوير الإداري بعنوان: "التخطيط الواقعي السليم" بهدف وضع توصيات توضع على طاولة ادارة جمعية "اقرأ" للنهوض بالعمل المحلي الإقرئي، والورشة الثالثة أدارها الأستاذ محمد كبها- عامل اجتماعي وعضو الإدارة الطلابية بعنوان: "العمل التطوعي" للوقوف على عوائق وتحديات العمل التطوعي لدى الشباب في الداخل الفلسطيني وسرد حلول للنهوض بالعمل التطوعي في الداخل الفلسطيني، أما الورشة الرابعة فأشرف عليها الأستاذ مجدي أبو الحوف بعنوان: "النضال السياسي" لتوعية الطالب بأهمية النضال السياسي لفلسطينيي الداخل، ومحاولة إيجاد أدوات نضالية جديدة وأفكار إبداعية لتحويلها لبرنامج عملي يُستخدم في نضال أهلنا في الداخل الفلسطيني، للحفاظ على الهوية والتصدي لكل اشكال التمييز العنصري.
تتويج اليوم الأول بمحاضرة للشيخ رائد صلاح
وصولًا الى أرض المعسكر في منطقة المرج قدم الأستاذ أيمن سليمان رئيس جمعية "اقرأ" كلمة أمام الطلاب قال فيها إن رسالة اقرأ هي رسالة السماء وأن "اقرأ" تعمل لتصنع الطالب ذو الشخصية المتوازنة، وحذّر من العولمة التي تهدم الهم المجتمعي، والبديل هو أن نوعي الطالب للهم المجتمعي لنبني المجتمع ونرقى بحضارتنا وأمتنا، مع التأكيد على ضرورة البناء المعرفي في بناء الشخصية.
وحلّ الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في البلاد ضيفًا على المعسكر في يومه الأول، وكان عنوان محاضرته: "آليات التعاطي مع ملف الحريات في الداخل الفلسطيني"، تحدث خلالها عن التحديات التي تواجه الحركة الطلابية وأهمية التخطيط للمستقبل من قبل إدارات الحركة الطلابية، والدور المطلوب منها موصيًا ببناء رؤية مدروسة ذات مراحل زمنية تهدف إلى دمج تخصصات في مجتمعنا تقود هذا المجتمع إلى التغيير، وضرورة تبني خطط عميقة الأثر طويلة الأمد وعدم استعجال الثمر، كما تطرق الى أزمات الحركة الطلابية وتضييق الجامعات على العمل الطلابي عبر المنع الانتقائي لدخول قادة سياسيين ، وذكر أن احتياجات الطلاب وطموحاتهم لم تلب أو تؤد إليهم إلا بشكل محدود بسبب ضعف الأجسام الراعية لهم أو التنافس السلبي بينهم حيث دفع ذلك بعض الأجسام لابتزاز الطلاب سياسيًا.
وقد اجاب الشيخ في نهاية المحاضرة على استفسارات الطلاب واسئلتهم التي أظهرت مدى اهتمامهم بالموضوع الذي طُرح.
أسرانا كان لهم حضور في معسكر اقرأ السابع عشر
ولكي لا ينسى طلابنا الجامعيون قضية محورية من قضايا الداخل الفلسطيني فقد كان لقضية الأسرى حضور مركزي في معسكر "اقرأ" الطلابي السابع عشر، فقد أقيم معرض صور حول الأسرى بالتعاون مع مؤسسة يوسف الصديق تضمن صورًا عديدة تجسد معاناة الاسرى ومطالبهم، للتذكير بقضيتهم وأهمية التضامن معهم.
امسية طلابية
في أمسية اليوم الأول ابدع الطلاب في تقديم محاضرات طلابية بدأها الطالب كريم يحيى من جامعة بئر السبع حول التكنولوجيا في الحضارة العربية الإسلامية، وأثر العلماء العرب في الكثير من العلوم والاكتشافات، وتغييب الغرب لهذه الحقيقة. وقدم الطالب قاسم عزام من كلية الدعوة محاضرة حول شخصية الزعيم التركي "اردوغان" وسيرة حياته والجوانب الإنسانية والسياسية فيه، فيما قدم عرض ترفيهي للطالب أنس مهنا من جامعة حيفا، وعرض الطالب والمخرج الشاب عمر أبو صيام من كلية "عيمك يزرعيل" فيلمه "شبابيك" الذي يصور ويعالج استخدام شبكة "الفيسبوك" بصورة سلبية.
وخلال الأمسية ردد الطلاب انشودة "هو الحق يحشد أجناده" مع الطالب رامي جرامنة.
اليوم الثاني
مع بزوغ الفجر على أرض المعسكر أدى الطلاب صلاة الفجر جماعةً، ورددوا المأثورات ثم أصغوا لموعظة ايمانية من الطالب مؤمن طاطور من كلية الدعوة.
المسار المائي في وادي جماعين
في ساعات الصباح وبعد فعاليات رياضية انطلق الطلاب الى جبال فاقوعة (الجلبوع) برفقة المرشد السياحي عوني العمري، الذي شرح للطلاب هناك عن جغرافية المنطقة وجيولوجيتها والمعارك التي كانت بالقرب منها، بعدها أقلتهم الحافلات الى وادي جماعين في منطقة غور بيسان ليمشوا في مساره المائي هناك.
محاضرتان للدكتور مهند مصطفى والدكتور رائد فتحي
بعد عودتهم الى أرض المعسكر شارك الطلاب في محاضرتين قيّمتين الأولى للدكتور مهند مصطفى بعنوان: "الطالب الجامعي بين الالتزام المعرفي والدور المجتمعي" التي ناقشت دور الطالب الاجتماعي على مستويين؛ الأول دوره المعرفي في إنتاج الأبحاث والمساهمة المعرفية، والثاني دوره المجتمعي في الجامعة والمجتمع، نظرًا لتراجع التزام الطالب الجامعي والأكاديمي في هذه الأدوار، شدّد خلالها على أهمية تعاطي الطالب مع قضايا وهموم مجتمعه بعقلانية وموضوعية، وتقديم البدائل وإبداء الموقف في الشأن العام.
المحاضرة الثانية قدمها الدكتور رائد فتحي حملت عنوان: "كلٌ يجيد العطاء" تحدث فيها عن مفهوم العطاء والهمة والعزيمة وحاجتها الى الإيمان والإرادة، وأن قدر المرء ومكانته في همته، وأردف أن صنع النجاح لا يكفيه حسن النية، وعلى الطالب ان يكون همه الاكبر هو مرضاة الله والدار الآخرة، كما تحدث عن مبررات الفشل وان الخوف من الفشل ليس منها، وأضاف أن هناك أهمية لاكتشاف ذاتنا وقدراتنا ليحسن استخدام مواهبنا.
مناظرة طلابية حول الواقع السوري
فعالية مميزة ابتكرتها اقرأ في هذا المعسكر وهي المناظرة التي تتلخص بوجود فريقين من الطلاب يحاول كل فريق اقناع الآخر بوجهة نظره بطريقة اقناعية عقلية تقوم على البرهان والدليل. وقد ادار الطالب محمد سليمان مناظرة بين فريقين من الطلاب حول الواقع السوري والأزمة السوية، حيث حاول كل فريق اقناع الآخر بوجهة نظره.
امسية مسائية طلابية
في أمسية الفيلم الثاني عرض فيلمان من إنتاج واخراج الطلاب، الأول بعنوان "أي الفريقين أنت" للطالب قاسم حسن من كلية "تل حاي"، والثاني للطالب محمد حروب من كلية "هداسا" عن قرية قالونيا المهجرة في القدس، وقدم الطالب محمد حروب ايضًا عرض آخر حمل نقدا لظاهر سلبية من مجتمعنا بأسلوب كوميدي، والقى الطالب احمد بشناق من جامعة حيفا قصيدة شعرية تحمل معان وطنية.
قراءة سورة الكهف بشكل جماعي ليلة الجمعة
لفضل قراءة سورة الكهف فقد وُزعت مصاحف على مساكن الطلاب، وقرأت كل مجموعة سورة الكهف بشكل جماعي، الأمر الذي اضفى رونقًا ايمانيًا وروحانيُا على اجواء المعسكر في تلك الليلة.
اليوم الثالث
مع بدء اليوم الثالث من أيام المعسكر وبعد أداء الفجر واستراحة في الغرف، اجتمع الطلاب في قاعة المعسكر ليصغوا الى محاضرات طلابية بدأها الطالب احمد فريد من التخنيون الذي طرح موضوع الاختراق في الانترنت تخللها نصائح في كيفية الحماية منها، تلاه الطالب محمد خطيب من جامعة حيفا الذي عرّف وشرح عن موضوع العولمة وأبعادها وآثارها على العالم والشعوب المختلفة، واختتمت بمحاضرة للطالب حسني عزام من كلية "تل حاي" التي كانت تتمة للمحاضرة الأولى حول موضوع الاختراق في الأجهزة الخليوية مقدمًا تحذيرات ونصائح للوقاية الذاتية.
اختتام وملخص للورشات
بعد المحاضرات الطلابية قدمت المجموعات التي شاركت في الورشات الطلابية عبر ممثلين عن كل مجموعة، مواضيعها المقترحة وتوصياتها والنتائج التي توصلت اليها، للمساهمة في نهضة الشباب والرقي بالمجتمع من خلال عصف ذهني وطرح آليات ومبادرات جديدة.
العاب التحدي والمغامرة
بعد اختتام البرنامج الثقافي سافر الطلاب الى جبال فاقوعة مرة أخرى قرب سهول بيسان، ليبدأوا العاب التحدي والمغامرة، بإشراف المرشد والمدرب محمد بيادسة شملت نزول المنحدرات والتسلق عل الجبال والمشي على الحبال واصابة الهدف، وشرح المدرب قبل ذلك ان هذه الالعاب تعلم الجرأة والاقدام والشجاعة كما انها تعزز الصلة بالله من خلال التفكر في عظمة خلق الله، كما قدم شرحًا عن المنطقة واثر الشق السوري الافريقي عليها.
وخلال اليوم ادى الطلاب صلاة الظهر وتناولوا طعام الغداء.
اختتام المعسكر
نحو قرية كقركما الشركسية توجه الطلاب واستقبلهم هناك امام المسجد الشيخ نور الدين شوباش، وبعد أداء العصر ألقى الأستاذ محمد فرحان مسؤول الإدارة الطلابية كلمة امام الطلاب، شكر فيها كل من شارك في المعسكر مؤكدًا على أن المعسكر هو امتداد للفعاليات التي تنظمها الإدارة الطلابية، بهدف توعية الطالب نحو مسوؤليته الاجتماعية وان جميع الفعاليات السابقة تصب في هذا السياق.
وشكر عريف البرنامج الطالب حسن ناطور من التخنيون بشكل خاص اعضاء لجنة المعسكر على جهودهم واعدادهم وتحضيرهم المسبق لنشاطات المعسكر، والعمل على فرض النظام في المعسكر ليختتم بنجاح وتميز.
هذا وقد زار الطلاب متحف قرية كفركما الذي يحوي التراث الشركسي، واصغوا الى شرح من مرشدي المتحف عن الشعب الشركسي وعاداته وتقاليده، وتاريخهم وكيف وصلوا الى هذه البلاد. واجابوا على اسئلة الطلاب فيما يتعلق بالشعب الشركسي.
وقفل الطلاب بعدها عائدين الى بلدانهم من شتى مناطق الداخل الفلسطيني، يحملون ارادة وهمة جديدة واقدامُا نحو التغيير.
زيارات لشخصيات فاعلة خلال ايام المعسكر
بقي أن نشير أن عددًا من الشخصيات الفاعلة والدعاة قد زاروا الطلاب خلال أيام المعسكر وتواصلوا معهم، ومنهم السيد زاهي نجيدات الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية، والشيخ عبد الرحيم خليل عميد كلية الدعوة والعلوم الإسلامية في ام الفحم، والدكتور حسين وليد والشيخ حسام ابو ليل وهما محاضران في كلية الدعوة وكذلك الشيخ زياد زرعيني.
وعقب الأستاذ محمد فرحان مسؤول الإدارة الطلابية في جمعية "اقرأ" بقوله:"يأتي معسكر "اقرأ" هذا العام امتدادًا للموضوع المركزي الذي انطلقنا به منذ بداية العام الدراسي، وهو "مجتمع كامل ينتظرك"، وحاولنا من خلاله أن نرتقي بطلابنا لكي يتحملوا مسؤوليتهم تجاه مجتمعهم كطلاب جامعيين ومثقفين لديهم اهتمام بالحيز العام والقضايا الهامة لمجتمعنا. ثم انطلقنا بالحملة السنوية مع بداية 2013 "مسؤولية لحياة ايجابية" من خلال زياراتنا الفردية ونشراتنا وأكدنا على ما بدأنا به أنه لكي ينهض مجتمعنا فنحن بحاجة الى شباب متعلم وذو مسؤولية تجاه مجتمعه، لكي تكون حياتنا ايجابية.
في هذا المعسكر اجتمعت نخبة الطلاب من المجتمع العربي من جميع القطاعات، وافرز المعسكر عن ابداعات طلابية اعجبت المشاركين من خلال العروض والأفلام التي انتجها طلابنا، والتي عالجت قضايا اجتماعية مثل القراءة والانحراف وغيرها. ومن خلال الورشات خرج الطلاب بتوصيات عدة في قضايا طلابية تخص الفلسطينيين في الداخل، كما استضفنا مختصين عالجوا قضايا عدة بمستوى عالٍ جدًا.
وقد التقى طلابنا مع رئيس الحركة الإسلامية في البلاد الشيخ رائد صلاح في لقاء مفتوح عبر محاضرة قيّمة، وكانت لنا وقفات ايمانية ومحطات أخرى للتعرف على بلادنا. ونحن نأمل أن تُنفذ التوصيات التي خرج بها طلابنا من خلال المعسكر".
أما الطالب كامل عمري مركز المعسكر وعضو الإدارة الطلابية فحدثنا قائلًا:“نحن نرى أن للطالب الجامعي دور مهم في المجتمع وعليه أن يؤديه على أكمل وجه، كما نعمل على أن نوعي الطالب أن عليه مهمة اكبر تتعدى التعليم وهو خدمة المجتمع. لا شك أن مجتمعنا ينتظر منا الكثير، ونحن كطلاب نُعتبر اللبنة الأساس للنهوض في المجتمع، ولهذا اخترنا تسمية المشروع “شباب يبني مجتمع ينهض” وهو تتمة لمشروع “مجتمع كامل ينتظرك” ومعظم فعالياتنا تصب في خدمة هذا العنوان”.
آراء وانطباعات الطلاب
يوسف اكتيلات (دبورية) جامعة حيفا- تاريخ شرق اوسط وعلوم سياسية قال واصفا انطباعه: "تعودنا من "اقرأ" التميز والتقدم دائمًا، وحرصنا على هذا كلجنة المعسكر، لذلك أضفنا فعاليات مميزة هذا العام مثل الحوارات، وحاولنا أن نخرج بأمور فعلية تطبيقية نترجمها على أرض الواقع، وتلقينا انطباعات ايجابية من جميع المشاركين".
امير قزموز- عكا قال:"هذه أول سنة اشارك بها وأعجبني انضباط الطلاب في المعسكر. الكادر الطلابي المشارك رائع جدًا، في هذا المعسكر تعلمت ان أفيد واستفيد واكتسبت معلومات جيدة، كما تعلمت الانتماء الوطني والحفاظ على الاخلاق"
علاء ابو الهيجاء (طمرة)- كلية تل حاي- علوم الحاسوب قال:"اقرأ وبحق تثبت انها السند للطلاب من جميع النواحي، في هذا المعسكر عملت على تنمية الشخصياتعبر فعالياتها اللامنهجية التي تبلور وتصقل شخصية الطالب العربي في الداخل الفلسطيني. لاحظت مدى تفاعل الطلاب في جميع النشاطات، كما ان الفعاليات المختلفة تزيد من المعرفة في شتى المجالات".
[email protected]
أضف تعليق