5 شبّان عرب لقوا حتفهم مع نهاية الأسبوع المنصرم نتيجة الغرق. فقد توفي ثلاثة أشقاء من قرية الكسيفة - النقب غرقا في أشكلون، وتوفي شاب من القدس الشرقية غرقا أيضا في منتجع الساخنة قرب بيسان، وشاب من منطقة جنين غرق قرب بحيرة طبريا!!
يعاني المجمتع العربي في البلاد من آفات عديدة، منها العنف، حوادث الطرق الخطيرة، انتشار المخدرات، وطبعا الغرق!!.. فمعظم الذين يغرقون في البلاد هُم من السكان العرب. الأسباب عديدة وكثيرة، لكن النتيجة دائما واحدة وهي الموت..
لا يجيدون السباحة، لكنهم يدخلون إلى الأماكن الخطيرة!
بالإضافة إلى اللامبالاة والتهوّر، وبالإضافة إلى الدخول للمناطق الممنوع السباحة فيها، هنالك أسباب عديدة تؤدي إلى غرق العربي، أهما الوعي وعدم إجادة السباحة. فهنالك عدد كبير جداً من العرب لا يجيدون السباحةً بتاتا، وتراهم يدخلون إلى أماكن عميقة من البحر أو بحيرة طبريا، أو حتى في برك السباحة والأنهار!!
عن فكرة تعليم السباحة في المدارس كأمر منهجي، كان لنا حديث مع بعض المختصين في المجال من مديري أقسام رياضة ومديري مدارس وغيرهم. وقد قال محمد أنيس يوسف، مدير قسم الرياضة في المجلس المحلي دبورية: "لا مجال للنقاش حول أهمية تعليم السباحة للجميع. وفعلا هنالك مشروع في وزارة التربية والتعليم، وقد أشرفتُ عليه لثلاثة سنوات في منطقة الشمال، وكان هنالك نجاح كبير. لكن ما يقيّد المشروع هو أن تكاليفه تقسّم على 3 أطراف وهي الوزارة، السلطة المحلية، والطالب نفسه (أو المدرسة)، مما حد من نجاحه في بعض الأماكن. وفي نفس الوقت، فإن الساعات المقدمة من قبل الوزارة لهذا المشروع غير كافية إطلاقا".
عدم وجود برك سباحة وعدم تلقي دعم كاف من السلطة المحلية
مدير إبتدائية كفر مصر، المربي حسن زعبي، قال: "لقد بدأنا بهذا المشروع قبل عامين في مدرستنا واستفاد الطلاب منه بشكل جيد. ولكن ما لم يشجعنا على الإستمرار به هو أن السلطة المحلية لم توفر لنا مواصلات كما يجب، بالإضافة إلى قلّة وجود برك السباحة المناسبة والمرخصة لهذه الأمور، رغم أن الوزارة تعطي المجال لكل مدرسة بأن تشارك في المشروع ".
بدوره قال المربي فهمي دراوشة، مدير مدرسة الرازي الإعدادية: "نعلم أن هذا المشروع يقام في المدارس الإبتدائية ولكنه فعلا مشروع مهم لا سيما وأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم وصّانا بأن نعلم أبناءنا السباحة. نحن نرحب ونرجو أن تموّل الوزارة مثل هذا المشروع للمدارس الإعدادية حتّى، فهنالك بعض الطلاب فعلا لا يجيدون السباحة وبنفس الوقت دورات السباحة الخاصة مكلفة جدا".
أما خالد عثاملة، مدير قسم المعارف في المجلس المحلي الرينة فرحّب هو الآخر بالموضوع وشدد على أهميته قائلا إن المجلس المحلي مستعد لدعم أي مشروع مثل هذا إذا نُفّذ في المدارس بالتعاون مع الوزارة.
مشروع تعليم السباحة في المدارس حقق نجاحا كبيرا في بعض الأماكن
مراسل موقع "بكرا" كان له حديث مع مفتش الرياضة في وزارة المعارف في لواء الشمال د. امين مقطرن والذي قال: "إن مشروع تعليم السباحة كوقاية هو موضوع منتهج في وزارة التربية والتعليم، وتستطيع كل مدرسة ابتدائية ان تدخله إلى برامجها، حيث نعطي امكانية لتعليم السباحة لطلاب الصفوف الخامسة، وإذا طلبت المدرسة، فمن الممكن ان يكون للرابع والسادس أيضا. وقد حقق المشروع نجاحات جيدة في الوسط العربي وهنالك العديد من المدارس المشاركه فيه".
وتابع د . مقطرن: "نحن بدورنا نعطي للمدرسة ساعات تعليم السباحة والمعلم أو المرشد في حين يبقى على المدرسة تحصيل المواصلات اذا احتاج الأمر والدخول إلى برك السباحة وهذا عمل المدرسة. فإمّا أن تحصله من السلطة المحلية أو من الطلاب أو من ميزانيتها. وهنالك بعض الأمور التي حدت من نجاح المشروع في أماكن معينه مثل عدم وجود أماكن قريبة مناسبة أو عدم توفير السلطة المحلية للمواصلات".
"تجار السباحة" يكلّفون كثيرا ويجب ان يدخل مشروع الوزارة للمدارس
وأضاف: "قضية عدم الوقاية بالسباحة في الوسط العربي هي قضية مؤسفة ولكن في الفترة الأخيرة رأينا بعض التحسن في الموضوع. ويبقى السبب الأبرز هو عدم الوعي الكافي من قبل الأهل خصوصا، فيدخلون إلى أماكن ممنوع السباحة فيها ويسبحون في أماكن غير معدّه لهم ومثال ما حصل للأخوة الثلاثة من الكسيفة مؤخراً. الوزارة بدورها وبالتعاون مع وزارة الداخلية توزع مناشير عمع بداية كل فصل صيف تحذر فيها من السباحة في الأماكن غير المخصصة والتزام الوقاية. نتمنى أن تنتهي هذه الظاهرة الخطيرة وندعو كل المدارس للمشاركة والدخول في هذا المشروع، ونحن كوازرة لدينا إستعداد لدعم الجميع، فهذا المشروع يساهم في تعليم الكل ويوفر إمكانية لجميع الطلاب بغض النظر عن حالتهم الماديه. والحقيقة أن دورات السباحة الخاصة - والتي أطلق عليهم اسم (تجار السباحة) - تكلّف كثيراً ولا يستطيع كل الطلاب المشاركة فيها".
[email protected]
أضف تعليق