ارتأت مدرسة غرناطة الثانوية أن تبني جسور أخوة بينها وبين اهلها في مدرسة شقيب السلام الشاملة في النقب من خلال مشروع التوأمة المدرسية، واضعة نصب أعينها أهداف ترمي لتعاضد وتكافل أبناء المجتمع الواحد في النقب والجليل. هذا وقد أثنى د.طه أمارة ،رئيس مؤسسات غرناطة، على هذه المبادرة المباركة التي قامت بها مركزة التربية الاجتماعية المربية كوثر مصطفى، مشددا على أهمية تذويت قيمة الوحدة الاجتماعية في نفوس الطلاب. ذلك وأشار د.طه الى أن مدرسة غرناطة ترى نفسها شريكة في صنع التغيير المجتمعي المنشود من خلال فلسفتنا التي تتمثل بالتواصل مع شرائح مجتمعنا والمساهمة برفع مستواه علميا واجتماعيا والتواصل مع كل المؤسسات الرسمية والمدنية.
ان الموضوع الأساسي الذي يتمحور حوله مشروع التوأمة هو المسؤولية الاجتماعية ويتم المشروع عن طريق سلسلة لقاءات على مدار الفصل الثاني والثالث حيث يتم تخطيط برنامج في كل لقاء ليتحف الطلاب بمعلومات قيمة ويشركهم بشكل فعال بمبدأ المسؤولية الاجتماعية. هذا وسيتم تتويج المشروع في اذن الله ببرنامج احتفالي في نهاية السنة.
ذلك وافتًتح المشروع يوم الأحد الموافق 17.3.2013حيث زار وفد من طلاب صفوف التاسع والعاشر من مدرسة غرناطة مدرسة شقيب السلام لهدف التعارف وتوطيد العلاقات وهي المرحلة الأولى في سلسلة اللقاءات التي تم التخطيط لها من قبل قسم التربية الاجتماعية في المدرستين. كان اللقاء مثري وممتع حيث قام الطلاب من كلتا المدرستين بالاشتراك في فعاليات كسر جليد وجولة في مدرسة شقيب السلام من بعدها قاموا بتناول طعام الغذاء على مائدة واحدة ومن ثم الاستماع لمحاضرة قيمة عن نمط الحياة البدوي والعادات والتقاليد التي تجسد عراقة وأصالة شعبنا العربي وتنبذ العنف بجميع أشكاله. هذا وأعرب الطلاب عن فرحتهم بلقاء أخوتهم في شقيب السلام شاكرين اياهم حسن الضيافة والاستقبال. وقد كان هذا اللقاء تمهيدي لزيارة شقيب السلام لمدرستنا حيث تخلل اللقاء الثاني عرض قصير عن بلدة كفركنا وتاريخها العريق وإلقاء كلمات ترحيبية من قبل المربية فهيمة أمارة مديرة المدرسة والأستاذ فهد دهامشة مدير قسم المعارف في المجلس المحلي وممثلة مجلس الطلاب الطالبة رابعة نصار، من بعدها قامت المربية آية عمري بإلقاء محاضرة قيمة عن التعددية في مجتمعنا أكدت من خلالها على وجوب التواصل مع جميع أطياف المجتمع والاحترام المتبادل بينهم. أما القسم الذي شهدَ انغماسًا ملحوظـًا من قبل الطلاب فكان تمثيل مجرى مُحاكمة، حيث اتخذ الطلاب في هذا القسم الأدوار المختلفة لمحكمة جنائيّة وتفاعلوا مع القوانين التي طرحت وأبدعوا في إتقانهم للأدوار المختلفة: قضاة، محامون، شهود، متهمون، حراس، جمهور، مؤكدين بذلك انسجامهم مع المضامين التي عالجت قضايا عنف واقعية من بلادنا وبلا شك مؤكدين جديتهم، التزامهم وانضباطهم.
هذا وأشادت المربية فهيمة أمارة بأداء الطلاب حيث قالت: "اننا كمربيين كبار نعتبر قدوة للطلاب ولأبناء الشبيبة وقد رأينا من المناسب أن نقوم بهذا المشروع كواجب اجتماعي وكتجسيد لمبادئ المدرسة كي يحتذي الطلاب بهذا المثل الذي يؤكد أننا نعتز بعروبتنا ونغذيها عن طريق التواصل الفعال". ذلك وعقب المربي ذياب أبو صعلوك على اللقائين الأوليين قائلا:" ان أهدافنا في هذا المشروع هو غرس قيمة التواصل والمسؤولية وها هي الأهداف بدأت تتحقق حيث أننا شعرنا أننا في مدرستنا خلال هذا اللقاء الناجح والغني بالمضامين المهمة. لقد تفاعل الطلاب وأبدعوا في الفعاليات، الأمر الذي يدعو للتفائل بطاقات طلابنا ومجتمعنا. نشكر مدرسة غرناطة على حسن الضيافة وننتظر بقية اللقاءات بفارغ الصبر".
[email protected]
أضف تعليق