في إطار عام التراث الشعبي الذي أعلنته المدرسة في مطلع العام الدراسي الحالي، أقامت المدرسة ، احتفالا مميّزًا بطابعه وبأهدافه، أشار بكل وضوح إلى ما تتميّز به هذه المدرسة من وسائل تربوية وتثقـيفية بحسب النهج الفالدورفي.
اللافت في هذا الاحتفال، هو تكريم جدّات التلاميذ، كتعبير عن تكريم المرأة العربية في يومها العالمي. وأكثر من ذلك، تمّ دعوة السيدات من بيت المسن في شفاعمرو بهدف تكريمهن مع جدات التلاميذ.
لا يمكن وَصف علامات الرضى الذي عبّرت عنها وجوه الجدّات، عندما بدأ الأحفاد بتحيّتهن، وتقـديم الأغاني التراثية التي ذكّرتهن بطفولتهن وشبابهن. لقد أبدع الأحفاد وأجادوا لسببَين؛ الأول، أنهم عملوا معًا بكل ما أوتيوا من طاقة لإرضاء الجدّات، فأبدعوا. أما السبب الثاني والأهم، فهو التحضير الجِدّي والمسؤول والواعي والمُميّز الذي سبق فعاليات هذا اللقاء. لقد تكاثفت جُهود جميع المربيات مع جهود سائر المعلمات والمعلمين، من صف الحضانة وحتى الصف السادس، في التخطيط والتحضير لهذه المناسبة.
مدرسة فالدورف
لقد أثبت المدرس من خلال فعاليات هذا اليوم، أن مكانتها كمؤسسة تربوية، لا تعتمد فقط على تحصيلها العلمي، وإنما على تربية الإنسان ودعم واحترام كل ما هو إنساني، وتُوظيف كل الطاقات المادية والفِكرية لبناء إنسان متوازن عاطفيًا وجسديًا وفكريًا، وكل ذلك ضمن تعريفه بتراثه ولغته وهويته.
وفي كلمته أمام الجدّات، أوضح مدير المدرسة أمرًا لافـتًا، وهو: "أن عام التراث الشعبي في المدرسة لايخدم فقط بناء هويّتنا ولغتنا، وإنما له أيضا دورٌ مُميّز في إرساء أجواء الفرح في المدرسة طيلة العام الدراسي، وأن هذه الأجواء تُشكّل مناخًا مثاليًا يسمح بتطبيق كل البرامج التربوية والتعليمية التي تتبناها المدرسة على أفضل صورة. وأضاف: "إن وجودكن معـنا وبين أحفادكن أيتها الجدات، هو أيضا فرحٌ عظيم، سيدعم أجواءنا ويُفرح قلوب أحفادكم".
لا شك أن هذه المدرسة ممُيّزة في كل شيء؛ في تماهي المربّيات مع أهداف المدرسة ومع نهجها، في إخلاص المعلمين والمعلمات كافة، في أجوائها الإنسانية، ... وأكثر من ذلك.
[email protected]
أضف تعليق