قد تتساءلون: هل من المحبــّذ استعمال أو تناول الأدوية على الدوام؟ فالكثيرون من الناس يتجهون إلى العلاج الدوائي دون تفكير عميق – كلــّما شعروا بألم أو وَهـَن أو عكة.

والأمر المؤكد أن من الممكن الإدمان على أنواع مختلفة من الحبوب والأدوية، مثل مهدئات الأوجاع وحبوب الإسهال والمنوّمات والأدوية المضادة للاكتئاب والخوف، والفيتامينات والمنشطات، وحتى حبوب تخسيس وتخفيف الوزن.

ويؤكد الخبراء أن المدمن على الدواء غير قادر على التوقف عن تناوله، حتى عندما يريد ذلك بعد تيـقـّنه وتأكده من المخاطر الهدّامة الناجمة عن هذا الأمر. فعلى سبيل المثال، يدرك المدخنون الأخطار المدمرة الكامنة في السجائر، على المدى القريب والبعيد، لكنهم يواصلون التدخين جريا ً على هذه العادة السيئة، التي تتمثل في تعلـّقهم الجسدي والنفسي بها، مع مرور الزمن.

فهل أنتم "مدمنون"؟!

إن عملية الإدمان على الأدوية، هي عملية تدريجية، وعموما ً تكون "خفيـّة"، لكن مع ذلك، هنالك "مؤشرات حمراء" تدل على هذه الظاهرة، من خلال الأجوبة "الايجابية" على الأسئلة التالية:

• هل تتناول كمية من الدواء اكبر من الكمية المسجلة في الوصفة (الروشيته) المعطاة من الطبيب؟

• هل تزيد وجبات الدواء، باستمرار، وإلا ّ فانك ستعاني من عدم الاستقرار ومن الشعور بالاكتئاب والنكد، وبتراجع أدائك ونشاطك؟

• هل يزيد إقبالك على تناول المشروبات الروحية؟

• هل تطلب وصفات وروشيتات من عدد كبير من الأطباء؟

• هل يتحدث أصدقاؤك والمقربون منك عن مشكلة ما، ويسألونك عن كمية الأدوية التي تتناولها؟

• هل يعاني أقرباء لك من إدمان مشابه (على الدواء) أو من إدمان على المخدرات والكحول؟


إذا كانت الأجوبة قسم من هذه الأسئلة بالإيجاب، فمن المفضل استشارة طبيب العائلة الخاص بك بشأن علاج محتمل أو لازم، علما ً أن الإدمان هو مشكلة عاطفية – شعورية – نفسية، بمقدور أصحاب المهنة والخبرة تشخيصها وتحديدها بعد أن يستوعبوا بشكل عميق سبب ودواعي حاجة "المدمن" أو المتعالج لكميات من الدواء اكبر من الكمية الموصوفة.

أسباب الإدمان

هنالك عدة أسباب للإدمان، منها، مثلا ً، الضغط الاجتماعي على شخص يعاني من سمنة زائدة، فيرى حاجة للتقليل من وزنه، فيلجأ مثلا ً إلى الحبوب والأدوية المسبـّبة للإسهال، محلّ سريع. لكنه، إن كان رجلا ً أو امرأة، لا يفقه ولا يدرك النتائج المدمرة الهدامة الناجمة عن هذه الأدوية والعقاقير، التي تؤدي إلى انقباض العضلات والأمعاء، وتؤدي إلى انغلاق وانسداد في المعدة، وأضرار وأذى لأعضاء حيوية في الجسم.

كذلك، هنالك رجال توصلهم عـُقدهم إلى الإدمان: فمنهم مثلا ً من يعاني "عقدة الفراش" ويخشى من تراجع قدراته الجنسية، فيلجأ إلى الحبوب المنشطة (كالفياغرا مثلا ً) دون أن تكون حاجة فعليه لها، حتى وان كانت كفيلة برفع الثقة بالنفس لدى المتعاطي، لكنها مضرّة لأولئك الذين يعانون من ضغط عال للدم، ومن أمراض القلب وغيرها من أمراض الشرايين.

كذلك الأمر بالنسبة للحبوب المهدّئة. التي لا تنفع ما لم يتعالج الشخص الذي يتناولها من أسباب ودواعي الخوف والهلع والرعب والقلق.

أعراض مختلفة

إن الاستخدام القهري غير اللازم وغير المبرر للأدوية المذكورة قد يؤدي إلى مضاعفات متنوعة مقل الارتفاع في درجة حرارة الجسم والدوخان والدوران وتصلب العضلات وفقدان الطاقة والارتخاء وفقدان السيطرة على العضلات وتسارُع النبض وتغييرات في ضغط الدم وتشتيت الفكر والتـّية والبلبلة.

كذلك قد يؤدي الاستعمال الزائد للأدوية إلى تغيرات وتحويلات متفاوتة في المزاج والحالة النفسية، والى الميل إلى العداء والعنف، وحتى إلى التفكير في الانتحار ومحاولة الانتحار.

ومن جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن كل ما تقدّم لا يعني التصرف على النـّقيض، ولا يعني "مقاطعة" الأدوية والامتناع عنها كليا ً، حتى لو كان استعمالها مؤلما ً. وهنا يجب التذكير والتأكيد أن تناول الدواء طبقا ً لوصفه الطبيب – من حيث الكميات والأسباب والأوقات – لا يؤدي إلى الإدمان، ولا إلى الأضرار – بل أن الامتناع عن التناول المناسب واللازم يجلب نتائج عكسية تــُضر بنمط حياة ووظائف الشخص، وباستقراره الجسدي والعاطفي والنفسي!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]