إيمانا بأهمية تربية جيل قيادي متسامح، مؤمن بقوة الكلمة ومدرك لتأثيرها، استضافت مدرسة غرناطة الثانوية وَفْدًا من إدارة المجتمع والشباب يترأسهم الأستاذ جلال صفدي، مدير إدارة المجتمع والشباب؛ الدكتور نبيل طنوس؛ المفتش علي هيكل والأستاذ صالح أبو ريا لكي يشاركوهم في يوم "غرناطة التسامح" الذي توّج فيه الطلاب فعاليات شهر التسامح ، إذ ارتأت مدرسة غرناطة الثانوية أن تكرس شهرها الدراسي الأول لقيمة التسامح بكل ما تعنيه الكلمة من احترام متبادل، تقبل المختلف، احترام التعددية ونبذ العنف. قام الطلاب خلال هذا الشهر بتحضير كلمات صباحية ألقوها أمام زملائهم، كتابة مسرحية وتمثيلها، تحضير لوحات فنية ذات رسائل قيّمة، والاشتراك بورشات عمل خلال حصص التربية. هذا واستقبل الدكتور طه أمارة، مدير مؤسسات غرناطة، الوفد بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن مدى سعادته بحضور الأستاذ جلال صفدي ليكون قدوة عظيمة قولا وفعلا للطلاب.
قام د.أمارة ،الأستاذ جلال والوفد المرافق بالتجوّل بين الصفوف للتعرف على الطلاب والاستماع الى رسالة كل صف عبر فيها طلابه عن مفهومه للتسامح ومعانيه. هذا وعبر الأستاذ جلال صفدي عن إعجابه باللوحات والكتابات التي خطّها الطلاب مشاركا الطلاب بمقولة للفيلسوف الفرنسي فولتير قائلا :"أنا لا أوافقك الرأي ولكني مستعد أن أموت لكي تعبر عن رأيك" ، مؤكّدًا على أهمية احترام حق الآخرين بالتعبير عن رأيهم حتى لو كان مختلفا كل الاختلاف عن رأينا الشخصي ،هذا وأضاف قائلا: "أنا سعيد جدا بحضوري لهذه المدرسة التي تملك رسالة ورؤيا واضحة تحقق من خلالها تطورًا في مجتمعنا العربي سلاحه التسامح في سبيل التقدّم أكثر فأكثر".
ذلك وأضافت المربية فهيمة أمارة قائلة: " أحد أهداف هذا اليوم هو تذويت قيمة التسامح في نفوس الطلاب والتأكيد على أهميتها لنا كطاقم تربوي يؤمن بأن الكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة والمحبة من القلب هي الأسس لبناء جيل قيادي ورائد في كافة المجالات".
تخلّل هذا اليوم أربع فقرات مميزة، أولها: مسرحية من مسرح كفرون بعنوان "جيران"، تعالج بها أهمية التواصل السليم للعيش بسلام ومحبة. أما الفقرة الثانية فكانت بالتعاون مع مربي الصف؛ إذ اختار الطلاب في هذه الفقرة معاني التسامح التي تهمّهم وتستفزّ عقولهم لبحثها، كي يقدّموها للحضور رسائل منهم لمعلمّيهم وضيوفهم!
أما الفقرة الثالثة فكانت عبارة عن تقديم عروض ومسرحيّات وقراءة كتابات من إبداع الطلاّب، حصلوا فيها على فرصة لعرض مواهبهم الشخصيّة من غناء، عزف، إلقاء شعر وغيرها في هالةٍ من الفرح والفعاليّة بين ربوع أسرة غرناطة الثانوية. ذلك وألقى د.أمارة كلمته على مسامع الحضور شاكرا أفراد وفد التربية الاجتماعية حضورهم ومشاركتهم أسرة غرناطة يومها هذا مُشَدَدًا على أهمية التعاون بين جميع الأطر المشاركة في العملية التربوية للحصول على النتائج الأفضل مؤكدا أن نهج مدرسة غرناطة نهج متسامح ومحبّ للطلاب إيمانًا منه أن كل طالب موهوب، وكل طالب يستطيع ان ينجح ويمتاز، إذا هيئت الظروف له. ونحن في "غرناطة" نرى أنفسنا شركاء بالتغيير الاجتماعي المنشود وعلى هذا فإننا نهيئ الظروف لجميع الطلاب". هذا وألقى الأستاذ جلال صفدي كلمته قائلا: " شعرت بحرارة الدفء الموجود بين جدران هذه المدرسة ومعلميها وطلابها، وأنا فخور بوجود هذا الصرح العظيم".
توّلى عرافة الحفل كلا الطالبين: مهران أمارة ونسرين صبيح نصار من الصف الثاني عشر، معطرين اليوم بنكهةٍ طلابيّة مميّزة قائلين للحضور: "سوف نرسل لكم بريدًا من الحب والدفء، من الأمل والتفاؤل، موقّعًا بابتسامة عفو وتسامح وباقة ورد ستضيء عليكم عمرًا بأكمله لا أسبوعًا ولا اثنين!". أما مسك الختام فكانت فقرة تكريم للأستاذ جلال صفدي على جهوده الجبارة الذي يبذلها لتطوير مجتمعنا العربي الأصيل.
[email protected]
أضف تعليق