قامت وزارة المعارف مؤخرا بتعميم بيان على وسائل الإعلام تطلعنا من خلاله عن إرتفاع في نسبة تحصيل الطلاب العرب بامتحان البجروت، وجاءت في بيانها أن هنالك ارتفاع بنسبة 1.2% نسبة للسنة السابقة في علامات البجروت. وفيما تتباهى المعارف بهذه النتائج لا بد قبل ذلك بأن تتساءل وزارة المعارف من الطلاب الذين حقّقوا نجاحا في امتحانات البجروت، ما هي نسبة الطلاب الذين تؤهلهم علاماتهم للإنخراط في التعليم العالي في البلاد نسبة للطلاب اليهود. ولكن بعيدا عن هذا الموضوع يبقى السؤال هل تعمّدت وزارة المعارف على تغليط الرأي العام في المعطيات التي نشرت، أو هل كيف استغلّت وزارة المعارف المعطيات "إيجابيا" للتفاخر فيها بين أبناء الوسط العربي – بما يشمل الدروز العرب والبدو؟!

فمما جاء في الاحصائية التي تقولها وزارة المعارف بأن في العام 2011 نسبة النجاح في الوسط العربي هو 51.1%، لكن ذلك هو فقط من عدد الطلاب الذين يتعلّمون في صفوف الثاني عشر والسؤال ما هي نسبة الطلاب العرب الذين وصلوا للصف الثاني عشر وتقدّموا لامتحان البجروت، وأيضا مقابلها يجب مقارنة نسبة الطلاب الذين حصلوا على نسبة نجاح في الوسط اليهودي وهي 68.4%، اي ان الفارق 18.3% وهذه ارقام لا جدال عليها.

تلاعب بالمعطيات

للوقوف أكثر على تحليل "مغالطات وزارة المعارف وتعمّدها على ذلك مراسلنا تحدّث مع رئيس لجنة متابعة قضايا التربية والتعليم المنبثقة عن المتابعة وأيضا الحاصل على لقب ثاني في تحليل معطيات نتائج التعليم في البلاد، الاستاذ محمد حيادري. إلى جانب تأكيده على أهمية المقارنة في الفجوة ما بين الوسطين العربي واليهودي، قال: " هذه النسب التي عرضها المعارف، تقول وكأن الوسط العربي تقدّم، لكن الحقيقة أنّ الفرق أو الفجوة ما بين العرب واليهود هي 18.4%. فلو أخذنا نسبة النجاح في البجروت بمعطى اخر نشرته المعارف وهو شريحة الجيل، شريحة الجيل تعني كل الطلاب العرب في اعمار 17 سنة (اي الجيل الذي يتقدّم لامتحان البجروت) لو اخذنا هؤلاء وأدخلناهم في نسبة النجاح لكانت نسبة النجاح بالوسط العربي حسب معطيات وزارة المعارف هي 38.9% ونفس النسبة لدى اليهود هي 65% أي ان الفارق هو 26.1%.

الطالب العربي...22.3% تساقط

ويسفسّر حيادري هذه المعطيات بشكل واضح للقارئ، فيؤكّد أنه حسب معطيات وزارة المعارف، يصل عدد الطلاب العرب للصف الثاني عشر 77.7% فقط من شريحة الجيل، ويقوم بتقديم الامتحان، واذا تمت ترجمة هذه المعطيات لارقام، ذلك يعني ان شريحة الجيل الذين من المفروض أن يكونوا في الصف الثاني عشر هم 27 الف طالب عربي (يشمل البدو والدروز)، من يصل منهم (أي ال 27 الف طالب عربي) للصف الثاني عشر هم 20 ألف – وذلك ايضا وفق معطيات المعارف، نسبة النجاح من الذين تعلّموا (أي نسبة النجاح من ال 77.7% من الطلاب الذين وصلوا للصف الثاني عشر 51.1%، اذا 10 آلاف طالب نجحوا بامتحان البجروت من 20 ألف طالب عربي تقدّموا للمتحان من 27 الف عربي من شريحة العمر 17 سنة، هذا يعني أنّ 10 آلاف طالب فقط من ال 27 الف من أبناء ال 17 عام من العرب حصلوا على استحقاق بجروت وهذه النسبة أقل بكثر من 51.1%!!!.

ويقارن حيادري ايضا مع الوسط اليهودي، فيقول أن لدى أبناء الوسط اليهودي فإنه يصل للصف الثاني عشر في الوسط اليهودي 95% من أبناء شريحة ال 17 عام، وهنا فإن نسبة التساقط من الطلاب العرب الذين لا يصلون لصفوف الثاني عشر هم 22.3%، وفي الوسط اليهودي 5%.

ويضيف: "الفارق والفجوة بين الوسط العربي واليهودي لا تزال شاسعة ولا يمكن تقليلها خلال العشر سنوات القادمة! فمتى سنصل لمستوى واحد، أو على الاقل نسبة متقاربة!!، والشيء الاخر وهو الأهم، ما هو مصير ال 7 آلاف طالب وطالبة عربي وعربية الذين تساقطوا ولم يصلوا الصف الثاني عشر، علما أنه أيضا من الطلاب الذين لم ينجحوا باستحقاق البجروت ايضا من الممكن ان ينضموا لشريحة الذين تساقطوا ولم يصلوا للصف الثاني عشر، أين هم الطلاب هؤلاء؟! خرجوا الى الشارع، نعرف ان البطالة بالوسط العربي كبيرة، وهذا يعني أنهم لن يستوعبوا في سوق العمل، وهم لا شبيبة عاملة ولا متعلّمة فأين وزارة المعارف واين المسؤولية تجاه هذه الشريحة"؟!.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]