سؤال:

مشكلتي ليست مع أطفالي بل هي مع أهل زوجي. يزعجني اتفاقهم ضدي. حماتي تنتقد كل ما يصدر من طرفي وأمام الغرباء. هي تتدخل بكل شيء وتجرحني بنقدها ذوقي بلباسي. بينما لا تتدخل بنساء أخريات في العائلة ولا تنتقد لباسهن أو تصرفاتهن. بالمناسبات الاحتفالية تقصد أن تجلس مع العائلة بعيدا عنا. لماذا؟ أنا تعبت. إن ما يجعلني قنوعة وشاكرة هو بأننا -أنا وزوجي- سعداء. ماذا أفعل ولماذا هذا الظلم بالتعامل معي؟

الجواب:

تعجبني رؤيتك. أقدر منطقك. فرحت بعبارتك الأولى: -ليس لي مشكلة مع أطفالي- والأخيرة: - أنا وزوجي سعداء-.
أنت إنسانة ذكية وقوية الملاحظة، ولكن!

لماذا تعطي الآخرين أهمية تفوق أهميتك؟

هيا نتفق معا على مبادئ وقيم أنت تحتاجين لترتيبها وتثبيتها.
إن حكمتي عن المجتمع هي بأن البيئة ليست دفيئة. أي فيها من الجميل، اللطيف، الشاكر، المزعج، الضار والقذر و....
البيئة، العائلة والمجتمع واقع لم نختره وليس من مسؤوليتنا تغييره بحسب ذوقنا ومزاجنا. مسؤوليتنا هي بتطوير ذاتنا وتقديرها.
تصرف الآخرين معك – حماتك وأخريات ... أعطيته أهمية ووكلته مسؤولا عن إدارة سلامك الداخلي. تقولين: "إتفاقهم يزعجني".
تأثر شعورك بالانزعاج قد جعلك تسمحين لهم بانتزاع فرحك وتقديرك الذاتي.

هل تصرف الآخرين غير اللائق هو من مسؤوليتك؟

ذوقك الذاتي لا علاقة له بتصرف أو لفظ -غير لائق- من الآخرين. نعم. تصرف حماتك هو غير لائق ولا يدل على حكمة جيلها. هي افتقدت اتزانها بتدخلها بخصوصيات أعز الناس على قلب ابنها. توازنها أو عدم توازنها ليس من مسؤوليتك. الشعور بسلامك الداخلي وبتقديرك الذاتي هو من مسؤوليتك.

تصرف الآخرين هو من مسؤوليتهم. الجلوس بعيدا عنك تلك هي رغبتهم وهم يتحملون مسؤوليتها. لا دخل لك بها. قرارك أن تحترمي سلامك الداخلي الذي هو يجعلك سعيدة ومرتاحة.

قرارك أن تشعري بتقديرك الذاتي هو ملك إرادتك.

حماتك هي مسؤولة عن تصرفاتها ولست أنت. هي التي قررت بأن تتدخل بقصر فستانك وقررت عدم الانضمام إليكم وقررت...

هي مسؤولة عن قراراتها غير الحكيمة وغير اللائقة. هي التي قررت ذلك.

هل سلوكها له دخل بثقتك بنفسك؟

ثقتك بنفسك هي قرارك الذاتي. ثقتك القوية بنفسك تقول: " تصرفها معي هو غير لائق خاصة لأنني امرأة بالغة وحكيمة".

ماذا يحدث لمشاعرك عند تأثرك من سلوك غير لائق؟

إذا تأثرت من تصرف حماتك- غير الحكيم- يعني بأنك أعطيتها مسؤولية التحكم بمشاعرك.

هل قررت أن يأخذ بزمام مشاعرك أحد غيرك؟

إن كنت على ثقة بقراراتك سوف تقولين لذاتك: " أنا هي المسؤولة عن مشاعري ومسؤولة عن تقديري الذاتي. سوف لا أسمح لأحد بالمس بتلك المشاعر الراقية والجميلة".

هل قررت السماح لها بتغيير قرارك بالسعادة والسلام الداخلي؟

هل بمقدورك التحكم بتوجيه تفكيرك؟

بالطبع نعم. إن كان كذلك فعليك بالتحكم بتفكيرك والقول لذاتك: " هي مسؤولة عن تصرفاتها وأنا مسؤولة عن قرارتي الذاتية ومشاعري الذاتية اتجاه أي تصرف سلبي يبدر منها نحوي.

هي آذت مكانتها حين تصرفت بتلك الطريقة. هي أهانت نفسها بتصرفها. أنا لا دخل لي بتغيير تصرفها ولكن سوف لا أسمح لأحد بالمس بمشاعري لأنها ملكي".

هي التي يجب أن تزعل ولست أنت. أنت اخترت فستانك وسعيدة بلبسه. لا أحد له شأن باختيارك حتى أقرب الناس إلى قلبك إلا إذا طلبت منه رأيه.
تلك هي قيم أساسية ومبادئ أخلاقية تطمئن قلبك وتجعلك سعيدة دوما.

هم أحرار بلياقتهم وعدم لياقتهم. هم لهم طريقتهم وأنت لك طريقتك.

إطمئني. إفرحي. عيشي شبابك وسعادة شراكتك مع زوجك وأطفالك. تلك حالة لا تعوض ولا تجعلي أحدا يمسها.

وأخيرا لك مني كل التقدير والاحترام وإلى الأمام.
----------------------------------------------------------

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]