فرح أبناؤنا إذًا ، هللوا ، رقصوا ورفعوا شهادات إنهائهم المرحلة الثانوية عاليًا في حفلات التخرج ، كل بحسب زمانها ومكانها ، لكنهم جميعًا سرعان ما أيقنوا أنهم بانتهاء هذه المرحلة يدخلون مرحلة جديدة تمامًا تختلف معالمها عمّا سبق ويتطلب فيها ، من كل واحد منهم ، أن يبذل جهدًا أكبر لتحقيق النجاح الذي يصبو إليه في هذه الحياة..
ولأن طريق النجاح لا بد أن تبدأ أولى خطواتها بالعلم وإكمال المسيرة أكاديميًا هذه المرة، التقى موقع بكرا عددًا من الخريجين والخريجات وسألهم عن أهم أمنياتهم ،أحلامهم ومشاريعهم خلال المرحلة القادمة وما هي أبرز مخاوفهم فيها ..؟ ، وعاد لنا بالآتي :


لن أتقوقع في "تخصصات المجتمع العربي" ..

مكرم زطمة، قال:"سأدرس خلال العطلة حتى أكون جاهزًا لعبور امتحان البسيخومتري بنجاح..."
ملاك حامد، قالت:"سأتفرغ خلال العطلة الصيفية لدراسة السياقة النظرية والحصول على رخصة القيادة..."
جول سالم : سأرتاح لمدة عام والأرجح إنني سأعمل خلاله بهدف توفير بعض المال من أجل مصروفات الجامعة في العام القادم وأنوي التخصص في موضوع إدارة الأعمال في إحدى جامعات البلاد ، ذلك لأنني لا أقوى على فكرة الاغتراب..

يارا إبراهيم : سجّلت في جامعة القدس لأتخصص في موضوع علم الاجتماع وعلم الإنسان بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية ولا أود تأجيل الدراسة لعام آخر ذلك لأنني لا أريد إهدار الوقت ، وقد اخترت هذه الموضوع للتخصص فيه لأنني أرفض التقوقع في المجالات التي يسعى إليها أبناء مجتمعنا العربي مثل الحقوق ، الطب ، الهندسة والتدريس..!

عبلة عبد الجواد، قالت:"لن أفعل شيئًا خلال الصيف سوى دراسة البسيخومتري لأن هذا الإمتحان يحمل ثقلاً كبيرًا وأتمنى النجاح به..."

سعاد أبو رحّال : بالرغم من فرحتي بإنهائي المرحلة الثانوية إلا إنني لم أستقر بعد إلى أي الجامعات سأتوجه وأي الموضوعات سأتخصص فالقرار مصيري وصعب وأعتقد إننا نفتقر ، في مدارسنا ، للتوجيه المهني السليم لذلك فإنني أعترف بأنني أعيش بداية مرحلة من التخبطات التي آمل أن لا تطول .


أرى ألف علامة استفهام أمامي .. بلا إجابات..!

عدنان ماهلي : سأرتاح لمدة شهرين فقط لتقديم امتحان البسيخومتري ، وعليه سأتقدم للتسجيل في جامعة القدس وأتخصص في موضوع الطب ، غير أنني لا أنكر خوفي العارم من هذه المرحلة التي يعيش معظمنا خلالها مرحلة تخبطات غير عادية وآمل أن تعبر بسلام.

مراد نصّار : سأدرس المحاسبة ، هذا مؤكد ، لكنني لا أعرف أين أو متى سيتحقق هذا الأمر حيث إنني لم أجد توجيهًا مهنيًا حقيقيًا قبيل تخرجي مما يضع نصب عيني الآن ألف علامة استفهام لا أجد أي إجابة لها ..

روان سليمان : لقد أنهيت لتوّي الصف الثالث عشر في موضوع المحاسبة وأنوي أن أتابع مسيرتي في هذا المجال الذي أهوى ، ولست خائفة مما سيأتي لأن خطاي ، إن شاء الله ، ثابتة .

أحمد نصّار : أعيش التخبطات بدرجاتها القصوى هذه الأيام ، وها أنا أقف على عتبة الحياة العملية دون أن أعي إلى أين سأتوجه بالفعل بعد انهائي للمرحلة الثانوية ، إنني آمل أن أكون وكيلاً للتأمين يومًا ما لكنني بت لا أعرف إن كان هذا "الحلم" سيتحقق..!


رأي الاختصاص :تحديات أكبر وأكثر قسوة من تلك التي واجهوها في الحياة

المرشد الاجتماعي ومدرب التنمية الاجتماعية سعيد عوابدة استهل حديثه معنا بتقديمه تهنئة لكل الخريجين من أبناء مجتمعنا العربي مؤكدًا إنهم مقبلين على تحديات أكبر وأكثر قسوة من تلك التي واجهوها في الحياة ، وأضاف عوابدة :"إنني أعتقد إن التخبطات التي يعيشها خريجوا صفوف الثواني عشر المقبلين على الحياة الأكاديمية تعود لعدة أسباب ولعل أهمها هو عدم تحديدهم لأهدافهم في الحياة ، أو استجابتهم لضغوط الأهل والأقرباء الذين يوجهونهم نحو التخصص في موضوعات لا يرغبون بها أو يكونون أقل تميزًا فيها عن غيرها وتأكيدًا على ما أقول فقد أشارت الإحصاءات الرسمية إن 40% من الطلاب العرب في جامعة حيفا يقومون بتغيير تخصصهم خلال سنتهم الدراسية الثانية ، وذلك يعود لسبب أنهم لم يقوموا بأخذ القرار الصحيح منذ البداية" .

ارسم خطة لحياتك واعمل من أجل تحقيقها..

تابع : "كما أن للاعتقاد السلبي دور فاعل في جعل الطالب العربي يعيش تخبطات نفسية خطيرة حيث إن المعظم يعتقد بأن لا مكان له في هذه الدولة وبأن فرص النجاح التي أمامه لن تكون يومًا من نصيبه ، وعليه فإنني أنصح جميع الخريجين والخريجات أن يقوموا برسم خطة لحياتهم تكون واضحة المعالم وتعبر عن ذاتهم بحق ويسعون لتحقيقها بجد واجتهاد ليضمنوا بذلك النجاح الأكيد .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]