استنكر العديد من الأهالي والمعلمين في مدرسة "عيروني أ" في تل أبيب وأبدوا امتعاضهم من مؤتمر عُقد لتشجيع دراسة اللغة العربية في المدرسة، والذي عُرضت خلاله معرفة اللغة العربية كأداة لمحاربة "الإرهاب" واستخدام تعابير عنصرية في وصف العرب خلاله، حيث تم إحضار عميل للشاباك من سكان قطاع غزة سابقا والذي يسكن اليوم في اسرائيل، بصيغة محاضر مشجع لتعلم اللغة!

وقد أكد الطلاب أنه خلال المحاضرة أنه لم يتحدث الا العميل، والذي أطلعهم على قصة حياته، كيف نشط في خلية "إرهابية" على حد قولهم، ومن ثم تم تجنيده للشاباك وفي نهاية الأمر انتقل للعيش في اسرائيل. وأكد أحد الطلاب أن "كل المحاضرة ركزّ على أنه يجب تعلم اللغة العربية بسبب الجانب الأمني وليس لأي سبب آخر"!

في حين قال طالب آخر أن المحاضر أطلعهم "اذا كنت تجلس في مقهى ويجلس الى جانبك عربا، فمن المهم أن تعرف اللغة العربية كي تعرف اذا كانوا يتحدثون عن تخطيط لتنفيذ عملية تفجيرية. هذا أمر جنوني، وكأن كل عربي في مقهى أو مطعم يريد قتلك"!! بينما قالت إحدى الطالبات أن المحاضر صوّر العرب وكأنهم "إرهابيين ومخرّبين" فقط... وعندما قام طالب عربي ورغب بمغادرة المحاضرة رُفض وقيل له أنه عليه البقاء حتى نهاية المحاضرة. فقال: "لا أعرف ما هي العلاقة بين هذه المحاضرة واللغة العربية. فلم تشجع الطلاب لمحبة اللغة العربية والثقافة العربية أبدا. أنا مستعد للاستماع لآراء مخالفة، وانتقادات شتى، ولكني أتوقع أن يحترموا من أنا أيضا".

الأهالي يستهجنون هذا التصرف وعلاقة اللغة بالأمن

في أعقاب ذلك توجه عدد من الأهالي برسالة استهجان وامتعاض لمديرة المدرسة، وقالت عنات رايزمان ليفي – والدة أحد الطلاب أنها لا ترسل أولادها للمدرسة كتهيئة للجيش، وأنه يجب تثبيت قيم الاحترام والمساواة في نفوس الطلاب. وأضافت: "أرسل أولادي كي يتعلموا، علاقاتهم بالجيش أديرها بنفسي، ولست بحاجة للمدرسة لإدارتها. أنا أعترض على هذا الربط بين دراسة اللغة العربية وبين العملاء. لا أعرف ما دفع بهم للقيام بذلك. ليست هذه الطريقة التي كنت أرغب بسلك التعليم أن يعرض المواطنين العرب على ابني"!

مديرة المدرسة أكدت انها ستنفذ محادثات للتوضيح مع الصفوف التي شاركت في المحاضرة، في حين عقّبت بلدية تل أبيب – يافا على الموضوع بالقول: "خلال المحاضرة قيل أن غالبية الشعب الفلسطيني يرغب بالسلام، ولم يتم الحديث أبدا من قبل رجل الأمن أن أهمية معرفة اللغة العربية تكمن في خطر لتنفيذ عملية تخريبية. المدرسة تشجع التعايش، التعددية وحرية التعبير، وتعتقد أن اللغة العربية كونها لغة رسمية في دولة اسرائيل تشكل جسرا للحوار السلمي. ولذلك وافقت إدارة المدرسة على مباردة أحد الأهالي لعقد لقاء مع الطلاب في مركزه يكون حوار داعم للسلام".

سامي ابو شحادة: مرفض ومستهجن

من جهته أكد سامي أبو شحادة – عضو المجلس البلدي في يافا – تل أبيب، عن قائمة "يافا" في تعقيبه: "ليس الأمر مفاجئا، كونهم يحضرون عميلا لتدريس اللغة العربية فالخطأ هو أن نتوقع اخلاقا من شخص هو عميل أصلا.. انسان اختار أن يكون عميلا للدولة التي تذبح بشعبه هو انسان ممنوع أصلا أن يدخل أي مدرسة ويعلم أي شيء كان. ثانيا، قضية تعامل الدولة مع اللغة العربية هي قضية مخجلة أصلا، وهذه العقلية التي يتكلم بها العميل، تحدث بها أسياده من قبله، ولذلك نرى العلاقات العربية اليهودية في مجتمعنا بهذا المستوى السيء والرديء. بإعتقادي لن يكون هناك تغييرا حقيقيا في العلاقة بين العرب واليهود في الدولة الى أن تفهم قيادات دولة اسرائيل أن دولتهم موجودة في الشرق الأوسط وفي المحيط العربي وليست في أوروبا كما كانوا يريدون لها".

وأضاف: "إدخال العنصرية الى سلك التربية والتعليم والتربية العنصرية لن تؤدي الى سلام أو العيش المشترك باحترام ولذلك يجب أن تتغير سياسة الدولة وتوجهها بشكل عام للمواطن العربي وللغته ولثقافته العربية".

المحامي نضال عثمان: مستهجن ومستنكر

أما مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية في اسرائيل – المحامي نضال عثمان فقال: "ثقافة معرفة الآخر ومعرفة اللغة والثقافة بين الشعوب لتقريب وجهات النظر وخلق التضامن بين المجموعات المختلفة حول أمور مهمة للطرفين. توجه من هذا النوع من قبل إدارة المدرسة ومن يستخدمون من قبل المتعاونين لأجل التهويل وتعميق العداوة بين الشعوب والمجموعات المختلفة، مستهجن ومستنكر من قبلنا كائتلاف لمناهضة العنصرية. التعرف على اللغة هي إحدى الطرق لخلق التضامن والدعم بين المجموعات المختلفة التي تعاني من العنصرية وعنصرية المؤسسات بالأساس".

اميليا كوهين: نبارك الأهل على موقفهم

وقالت اميليا كوهين – منسقة الائتلاف لمناهضة العنصرية ان "كل حوار ونقاش يستخدم كلمة عدو، ويكمن في صلبه نظرة استشراقية، وأنه من المفروض أن نعرف العرب كأعداء فقط، يبعد أي احتمال لإحلال السلام والعيش المشترك الكريم... نحن بدورنا نبارك الأهالي والطلاب والمعلمين الذين استخدموا أخلاقهم الذاتية واستنكروا هذا الموضوع، ووقوفهم ضد هذا النقاش العنصري".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]