قبل عدة أسابيع، أعلن وزير التربية الإسرائيلي، جدعون ساعار، أن السنة الدراسية القادمة في المدارس، ستكون تحت شعار تعليم التلاميذ "موروث" كل من مناحيم بيجين ودافيد بن غوريون، رئيسي الحكومة السابقين. وهذا يعني أن تلاميذ المدارس سيتعلمون خلال السنة القريبة موضوعا مركزيا واحدا هو "موروث بيجين وبن غوريون"، وهذا يتضمن بطبيعة الحال زيارات إلى المنزل الذي كان يقطنه بن غوريون وزيارة متحف منظمة "الإيتسيل".

لم يتأخر مديرو المدارس العربية في البلاد بفهم أن هذا "المشروع" سيشمل مدارسهم هم أيضا، الأمر الذي أثار عاصفة بين المديرين والمعلمين وعدد من رجال الأكاديميا العرب، وجعلهم يتوجهون إلى لجنة متابعة قضايا التعليم العربي مطالبين إياها بإعداد خطة بديلة لهذا المشروع الذي وصفوه بأنه صهيوني بامتياز، ويهدف لفرض تعليم "القيم الصهيونية" للتلاميذ العرب.

عن هذا الموضوع، قال د. يوسف جبارين "إن التعامل السليم مع جهاز التربية العربي كان يستدعي إبداء بعض الحساسية للوضع الخاص الذي يمتاز به التلاميذ العرب. هذه الحساسية كان من الممكن أن تتمثل باختيار شخصيات قيادية عربية يعتبرها التلاميذ أبطالا، بمن فيهم عضو الكنيست ورئيس بلدية الناصرة السابق المرحوم توفيق زياد، أو غيره من الشخصيات".

خلال اجتماع عقدته لجنة متابعة قضايا التعليم العربي نهاية الأسبوع المنصرم، تم طرح اقتراحات من أجل إعداد خطة مشروع بديل يتمحور حول شخصيات أخرى تتلاءم مع وجهة نظر التلاميذ العرب، وإعلان أسماء شخصيتين من المتوقع أن تكونا المفكر الفلسطيني د. إدوارد سعيد الذي ستمر خلال السنة الدراسية القادمة عشر سنوات على وفاته، والشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود الذي سيتم خلال نفس السنة إحياء ذكرى ميلاده المئوية.

يذكر أن بعض المقربين من لجنة متابعة قضايا التعليم العربي قالت إن بن غوريون وبيجين، ليسا فقط رئيسي حكومة سابقين في إسرائيل، من وجهة نظر المواطنين العرب، فالأول يرتبط في ذهن الإنسان العربي مع النكبة والحكم العسكري وقمع العرب، والثاني مسؤول بنظرهم عن جل ما ارتكبته منظمة "الإيتسيل" خلال العام 48، وكذلك عما وقع في حرب لبنان وفي مجزرة صبرا وشاتيلا.

"لجنة متابعة التعليم"... خارج نطاق التغطية!

من أجل فحص مدى متابعة هذا الموضوع من قبل لجنة المتابعة، توجه مراسل موقع "بكرا" بالسيد محمد حيادري – رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، الذي أكد أنه سمع الأخبار صباح اليوم حول قرار وزارة المعارف تخصيص العام الدراسي القادم للحديث عن موروث بن غريون وبيجين. وقال: "لجنة المتابعة لم تطرح بعد البديل للرنامج، وكان من المفروض أن يعقد يوم أمس اجتماع للجنة متابعة قضايا التعليم العربي، لكن بسبب الحضور القليل لم يعقد الاجتماع وتم تأجيله الى 15/7 أي بعد نحو شهر من اليوم". وأشار إلى أن لجنة المتابعة لم تطرح بعد البديل كما تناقلت بعض وسائل الإعلا،م وأن الشخصيات التي طرحت كانت مجرد اقتراحات ومبادرات من قبل ممثلين في اللجنة، لكن اللجنة لم تقر البرنامج البديل بسبب تغيّب الاعضاء!!!

د. ميعاري لا يعلم!

أما د.محمود ميعاري، الذي تم انتخابه مؤخرا رئيسا للمجلس التربوي العربي، (وهو الجسم المهني الذي يقوم بوضع برامج بديلة للجنة متابعة قضايا التربية والتعليم) فأكد في حديث لمراسلنا أن لا علم له بالموضوع!! ولا يعلم شيئا عن قرار وزارة المعارف.

وردا على سؤالنا حول إن كان المجلس التربوي سينعقد من أجل بحث الموضوع، خاصة بعد أن علم من مراسلنا بالتفاصيل، قال إن المجلس التربوي يعقد اجتماعاته أربع أو خمس مرات في السنة، واجتماعه القادم سيكون بتاريخ 14/7 ولا يمكن عقد اجتماع قبل هذا الوقت. واضاف: "لكن يمكن للجنة المتابعة ان تجتمع وتطرح البديل وترد بشكل ملائم على قرار المعارف!".

وأخيرا، يطرح السؤال: هل ستنجح المتابعة التي لا تتابع الموضوع – رغم خطورته - بوضع تصوّر بديل لتعليم موروث بن غريون، أول رئيس حكومة في إسرائيل، والمسؤول الأول عن المجازر التي ارتكبت بحق شعبنا الفلسطيني ونكبته، وتهجير سكان القرى والمدن العربية قبل قيام الدولة، وإقامة الحكم العسكري الذي رفض إنهائه حتى أواخر عام 1967، ونهب الأراضي من خلال سن قوانين مصادرة الأراضي مثل قانون "الحاضر الغائب"، ومسؤوليته عن مجزرة كفر قاسم وغيرها بعد قيام الدولة؟ هل يمكن وضع برنامج بديل والمتابعة لا تتابع الموضوع؟!

بقي أن نذكر أن مراسل موقع "بكرا" توجه للسيد كمال عطيلة، الناطق بلسان وزارة التربية في الوسط "غير اليهودي" لأخذ وجهة نظره في الموضوع، حيث وعدنا بتزويدنا بتعقيبه خلال الدقائق القريبة. ونحن سنقوم بنشره كاملا فور وصوله.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]