هل تعرف عن المرحلة الخيالية؟
من مميزات مراحل نمو الأطفال ما بين جيل الثانية والسابعة- أحيانا حتى التاسعة- هي دخولهم في عالم من الخيال يبدأ محدودا. في مراحل عمرية ما بعد الثانية وتدريجيا ينتقل الطفل للعيش ما بين الواقع الحقيقي والخيال الواسع. في تلك المرحلة العمرية يعمل خيال الطفل على تنفيسه العاطفي وعلى تطوير الناحية الذهنية وإثرائها. دخول الطفل في تجربة خيالية تجعله يشعر بالراحة وذلك بخروجه من عدد من ضغوطاته. يبني الطفل له عالما خياليا جميلا ليعوضه قسوة بعض تجاربه التي تحد من حاجاته المتنوعة المرحلية. من أهم فوائد تلك المرحلة هي تنفيسه عن مشاعره بدخوله في شخصيات وهمية تساعده على التغلب مع الآخرين.
هل من المفيد للطفل ارتباطه العاطفي بتلك الشخصية الرمزية؟
شخصية شيخ العيد الخيالية الإيجابية هي حاجة عاطفية ممتعة ولطيفة. يعيش الطفل فترة ما قبل العيد بحالة ترقب بانتظارها. تلك الشخصية تسبب له السعادة والتفاؤل. يرتبط الطفل بتلك الشخصية الايجابية التي من مواصفاتها جلب السعادة لقلبه خاصة بالنسبة لهدية موعود فيها. شخصية شيخ العيد الرمزية التي تعرّف عليها من خلال حكايات جدته وأبويه هي نموذج قريب من شخص جده الذي يحبه. بابا نويل شخصية أسطورية إيجابية وسخية تأتي لزيارته بمناسبة عزيزة سعيدة. فالربط العاطفي بتلك الشخصية الأسطورية أمر طبيعي يجلب الفرح والسعادة للكبار وللصغار.
ما فائدة انتظار هدية بابا نويل الأسطورية؟
يستخدم الكثير من الآباء شخصية بابا نويل في التربية. يمكن ربطها بالترغيب التربوي المشروط.
كثيرا ما يحتاج الطفل لتنظيم بجانب بسلوكه وتصرفاته. منها مثلا: ترتيب غرفته، التعاون بتحضير المائدة، المواظبة على المذاكرة، النظافة أثناء تناوله طعامه، التحدث بصوت منخفض... كثيرة هي العناصر التنظيمية التي تحتاج لترغيب مشروط. أتت شخصية بابا نويل الأسطورية لاستخدامها التربوي الإيجابي. أنصح بوعد الطفل بهدية من بابا نويل إذا أو بعدما يقوم ب... بموعد حلول ليلة عيد الميلاد.
أسلوب تربوي إيجابي يجعل الطفل يراقب سلوكه ويعي أهمية ضبطه وتنظيمه. بعد انتهاء مدة الترغيب المشروط وفي ليلة عيد الميلاد يأتي بابا نويل بهداياه التي ومن الطبيعي أن يحصل عليها كل طفل في تلك المناسبة السعيدة. بما أن الهدية قادمة ولامحالة فلم لا يستخدم الأهل بابا نويل لترغيب الطفل التربوي؟
هل يوجد قصة تحكي عن تلك الشخصية الرمزية؟
(قصة هدية بابا نويل) من تأليفي ورسومات ابنتي فاتن.
فاتحة القصة تبدأ بالتوقع والانتظار بعبارة تقول: (نهض جود من النوم كالعادة، وكانت زينة عيد الميلاد مكوّمة على السجادة، والشجرة للتزيين مستعدة. تعجّب جود وسأل:
-عيد الميلاد هل يا ترى، اليوم، صار؟ -لا، لا يا جود، اليوم حضانة ومشوار. في الليل نام جود وهو سعيد، يفكر ويحلم بالعيد. رأى جود بابا نويل يركب عربة يجرها ثلاث غزلان مدرّبة. فجأة العربة انقلبت، وبالثلج ضربت! كيس الهدايا طار، وبابا نويل وقع على الأرض وهو محتار!...)
ماذا عن دور أصدقاء الشخصية الأسطورية السعيدة في القصة عند الوقوع في المواقف الصعبة؟
تبرز القصة أهمية دور الأصدقاء فتتابع: (بسرعة بابا نويل قال: علينا أن نحضّر العربة في الحال، حتى لا أتأخر بالهدايا عن الأطفال.. في المساء جود نام مشغول البال، رأى بابا نويل يضحك سعيد الحال، والهدايا بالعربة محملة، والغزلان ترقص محتفلة. فجأة سأل بابا نويل الحاضرين:-أين هدية جود يا حلوين؟ -من هو جود؟ الغزال الصغير سأل باهتمام.-جود ولد شاطر، يسكن الناصرة، مدينة السلام).
من المهم في القصة هو حاجة الأطفال بالنهاية السعيدة. الخاتمة أخذت طابع الفرح بأغنية ايقاعية ترقيصية تقول:(أهلا، أهلا، بابا نويل، بحلم فيك طول الليل، هدايا وألعاب، حلويات وأصحاب، عيد الميلاد ما أحلاه! زينة وكعك يا الله! أهلا، أهلا بابا نويل).
وأخيرا أتمنى لجميع قرائي الغاليين عيدا مليئا بالصحة والفرح وسنة ميلادية تفيض بالحب والنجاح.
[email protected]
أضف تعليق