"بكرا": د. محمد يونس، عرفنا رجاء على نفسك
الدكتور محمد يونس، أخصائي الأمراض الباطنية وأمراض الرئتين في مستشفى العفولة. مستشار صندوق المرضى العام "كلاليت" لواء الشمال.

"بكرا": حدثنا عن أمراض الرئة بشكل عام ومختصر...

د. يونس: "هنالك العديد من أمراض الرئة، والتي لا يمكن حصرها بعدد لكثرتها وتعددها. فالرئة هي الجزء الداخلي من الجسم الذي يتصل بصورة مباشرة مع العالم الخارجي، هذا الأمر هو الذي يعرضها للعديد من الأمراض التي تنتقل إليها عن طريق التنفس.
فمن الممكن أن تصاب الرئتين بأمراض فيروسية والتهابات بكتيرية وبالعديد من الأمراض الأخرى التي من الممكن أن تبدأ بالغبار البسيط وتنتهي بالفيروسات المجهرية".

"بكرا": حدثنا، لو سمحت، عن أضرار التدخين وارتباطه بالإصابة بسرطان الرئة وغيره من الأمراض؟ وهل هنالك أرقام ومعطيات حول أعداد المدخنين؟
د. يونس: "لا شك أن للتدخين العديد من الأضرار الاقتصادية والصحية. فللتدخين أضرار اقتصادية مباشرة يتعرض لها المدخن بشكل مباشر، ويتعرض لها المجتمع بصورة غير مباشرة. كما أن عدد المدخنين في الوسط العربي يتراوح ما بين الـ 200-300 ألف مدخن، وإذا ما قمنا بأي عملية حساب بسيطة نستنتج أن نحو نصف مليون شيكل حتى مليون شيكل تذهب يوميا في الوسط العربي من أجل التدخين فقط. بالإضافة طبعا إلى التبذير الذي يسببه التدخين بصورة غير مباشرة، حيث أن التدخين يؤدي إلى إخراجهم من العمل بسبب إصابتهم بالأمراض، وبالتالي خسارة أيام عمل. والأهم من كل ذلك هو أن التدخين يسبب العديد من الأمراض التي تتطلب أدوية ومستحضرات طبية مكلفة، وبنهاية المطاف، فإن قسما كبيرا من المدخول الشهري يتم صرفه على أمور نحن بغنى عنها.

أما على المستوى الطبي، فقد أكدت الأبحاث أن هناك العديد من الأمراض التي يسببها التدخين، والتي يعد أهمها وأخطرها مرض سرطان الرئتين، فـ 90% من مرضى سرطان الرئة هم مدخنون. أما المقارنة بين مرضى سرطان الرئة من المدخنين ومن غير المدخنين تعطينا ما نسبته 9 إلى 1 لصالح المدخنين. هذا المرض هو عبارة عن انقسام خلايا وأنسجة بشكل غير منضبط بحيث تشكل كتل كبيرة جدا بالرئتين، تنتشر حتى بعيدا عن الرئتين وتؤدي بالتالي إلى وفاة المريض".

ويتابع د. يونس: "نسبة الإصابة بسرطان الرئتين بارتفاع مستمر وملحوظ بالوسط العربي، فنسبة المصابين بسرطان الرئتين في الوسط العربي هي حوالي ضعف النسبة في الوسط اليهودي وذلك ينتج عن كمية التدخين وعن نسبة المدخنين في الوسط العربي. 53% من شريحة الشباب في الوسط العربي هم مدخنون، أما النسبة عند الوسط اليهودي فهي 30% وهذا بالتالي ينعكس بصورة مباشرة على الإصابة بسرطان الرئتين. كذلك تبين أن سرطان الرئة ليس السرطان الوحيد الذي يصيب المدخن، فهناك العديد من أنواع السرطانات التي قد تصيب المدخن ومنها:

- سرطان البلعوم
- سرطان المعدة
- البنكرياس
- سرطان الكلى المثاني البولية

ويتعدى تأثير التدخين أمراض الرئتين, فهنالك أمراض عديدة تصيب المدخن، منها التهابات اللثة وغيرها من الأمراض المزمنة التي تجعلهم يزورون أطباء الأسنان أكثر من غير المدخنين. بالإضافة لتأثير التدخين على بعض الأمراض الأخرى: فنسبة الإصابة بالسكري لدى المدخنين تساوي ضعف نسبة الإصابة لدى غير المدخنين، ناهيك عن التأثيرات السلبية على الترهل الجلدي، فهي أعلى بكثير مما لدى غير المدخنين. نرى الكثير من المدخنين يعانون من ترهلات في الجلد بصورة كبيرة بالإضافة إلى ضمور عضلات المدخنين. كما أن للتدخين العديد من التأثيرات السلبية على الدورة الدموية، فنسبة الإصابة بالجلطات والسكتات الدماغية والذبحات القلبية أضعاف نسب الإصابة مما هي لدى غير المدخنين".

ويضيف: "لا توجد أي بقعة في جسم الإنسان لا يتعرض لها التدخين ولا يضر بها. هناك أيضا مرض آخر وخطير يتعرض له جسم الإنسان، منه حوالي 1500 حالة سنويا في البلاد, وهو مرض الانسداد الرئوي وهو عبارة عن مرض ناتج عن تعرض القصبات الهوائية للمواد المضرة الناتجة عن التدخين .وهذا المرض بالنهاية يؤدي إلى خلل في عمل الرئتين مما يؤدي إلى نقص بالأكسجين وإلى سعال مستمر يرافقه بلغم بكميات كبيرة وبالتالي يؤدي إلى إعاقة مستديمة والحاجة إلى التنفس الاصطناعي في بعض الحالات، وقد يصل الأمر بالتالي إلى الوفاة".


"بكرا": عرّف لنا سرطان الرئة وما هي مسبباته؟
د. يونس: "سرطان الرئة هو عمليا انقسام غير منضبط لخلايا الرئتين بحيث تحل كتل كبيرة مكان الأنسجة الفعالة، وبالتالي تفقد الرئتان والأنسجة الفعالة وظيفتها. وبما أنه غير منضبط، فهذا الورم ينتشر إلى أجزاء كثيرة من الجسم كالغدة فوق الكلوية والى الدماغ والى مناطق بعيدة جدا عن الرئتين".

"بكرا": ما هي طرق العلاج من مرض سرطان الرئة؟ ( العلاج الكيماوي، الاستئصال..)، وما هي الطريقة المثلى لمعالجة المرض؟
د. يونس: "حتى الآن لا يوجد علاج كاف لعلاج سرطان الرئتين، فجميع العلاجات الكيميائية لم تكن فعالة في القضاء على مرض سرطان الرئتين. غير أن الاكتشاف المبكر للمرض، والذي يكون بمراحله الأولى قد ينقذ المريض حيث تصل نسبة النجاح إلى ما بين 40-60 بالمئة في حالة اكتشافه مبكرا وذلك يتعلق بالمرحلة التي يتم اكتشافه فيها.
من الجدير بالذكر أن معدل الأعمار عند مرضى السرطان المنتشر لا يتعدى بالمعدل الأشهر حتى السنوات المعدودة".

"بكرا": هل من تطورات جديدة في العلاج والتقنيات الطبية الحديثة؟
د. يونس: "العلاج بالأساس هو عن طريق الاكتشاف المبكر، حيث يعتبر المحفز الأكثر فاعلية للعلاج لأن العلاج الوحيد لهذا المرض هو عن طريق استئصاله بشكل مبكر.
التقنيات الحديثة هي : الأنف الصناعي, وهو عبارة عن جهاز يقوم بتحليل المواد عن طريق النفس، وهذه المواد ناتجة عن هدم وبناء الخلايا السرطانية فهذه المواد يمكن أن نحللها عن طريق الزفير بواسطة الأنف الصناعي وبالتالي يمكن أن نكتشف السرطان في مراحل مبكرة.
بالنسبة للعلاج الكيميائي هناك العديد من الأدوية، ولكن حتى الجديدة منها فعاليتها محدودة جدا".

"بكرا": نصيحة للوقاية من الأمراض وخاصة من سرطان الرئة؟
د. يونس: "النصيحة الأساسية التي أوجهها لكل مدخن هي أن يجب عليك التوقف فورا عن التدخين، فكل إنسان مدخن عليه أن يقلع عن التدخين. الإقلاع عن التدخين مهم للغاية، وهو السبيل الوحيد للابتعاد عن مخاطره التي لا تعد ولا تحصى. الدعوة للإقلاع عن التدخين هي مهمة وطنية بامتياز لان صحة الجمهور ليست من مهام الطبيب فقط إنما من مهام الصحافة والإعلام, وكل شيء يرفع من المستوى الصحي للمجتمع قد يفيده في مجالات كثيرة وليس فقط في المجال الصحي. لهذا أدعو كافة الشرائح في الوسط العربي للمشاركة الفعالة بالإقلاع عن التدخين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]