نشرت وزارة الصحة مؤخراً تقارير تستعرض حالة مرض السرطان في البلاد، تُظهر التقارير صورة صعبة للغاية في الوسط العربي - خاصة في مجال سرطان الرئة. تبلغ نسبة المدخنين بين الرجال العرب 40٪ إلى 50٪ وهي تفوق نسبة المدخنين لدى الرجال اليهود (وفقاً للفئة العمرية).
أظهرت الكثير من الدراسات وبما لا يدع مجالاً للشك أن معظم مرضى سرطان الرئة هم من المدخنين الشرهين. على الرغم من ازدياد الوعي حول المسألة في السنوات الأخيرة، إلا أن ظاهرة التدخين مستمرة وفي ازدياد، خاصة في المجتمع العربي، ويتم في كل عام تشخيص حوالي 3000 مريض جديد في البلاد (نسبة الرجال منهم تفوق نسبة النساء). سرطان الرئة هو مرض صعب وخطير، ولكن من ناحية أخرى يمكن الوقاية منه أولاً وقبل كل شيء عن طريق الابتعاد عن التدخين أو الإقلاع عنه.
قوانين ضد التدخين
وضعت الدولة عددًا من القوانين ضد التدخين في الأماكن العامة، كما أصدر العديد من رجال الدين فتاوى تحرم التدخين. رغم كل هذا، ورغم الدراسات التي تؤكد الصلة الواضحة بين تدخين السجائر وسرطان الرئة، لا يزال الكثير من الرجال العرب يدخنون. إحدى المعطيات المفاجئة هي أنه حتى أصحاب التحصيل العلمي العالي من الرجال العرب يدخنون السجائر بمعدلات مرتفعة تبلغ نحو ضعف معدل الرجال اليهود الحاصلين على تعليم عالي.
تدخين سلبي
من المعطيات البارزة الأخرى في الوسط العربي هي أن الأطفال والشباب العرب أكثر تعرضاً من اليهود لتدخين السجائر المباشر وغير المباشر. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدد من يجربون تدخين السجائر لأول مرة في سن مبكرة بين الشباب العرب يفوق عددهم لدى الشباب اليهود.
في كل عام يموت نحو 8000 شخص في البلاد بسبب التدخين. 10٪ منهم تقريباً هم "مدخنون سلبيون"، أي أنهم تواجدوا فقط بالقرب من المدخنين وتعرضوا لسموم التدخين وأصيبوا بالمرض. التدخين يقصّر العمر ويجعل الحياة أكثر صعوبة حيث يصعب على المدخن حتى ممارسة الرياضة، وإلى جانب السرطان هناك العديد من الأمراض الأخرى التي يسببها التدخين.
بالنسبة للمدخنين أو الذين توقفوا عن التدخين ويبلغ سنهم أكثر من 50 عامًا، يوصى بإجراء تصوير مقطعي للصدر منخفض التركيز كفحص استباقي لسرطان الرئة، وهو أمر يمكنه أن يقلل نسبة الوفيات بسرطان الرئة بنحو 26٪. الفحص متوفر في جميع صناديق المرضى وهو مشمول في السلة الصحية. لكن هذا الفحص لا يعتبر بديلاً عن الإقلاع عن التدخين، بل هو إجراء إضافي.
[email protected]
أضف تعليق