يتم كل عام الكشف عن مئات الحالات من العنف الجنسي لدى الأولاد في البلاد وعدد لا بأس فيه من هذه الحالات في الوسط العربي ولا شك بأن نسبة كبيرة في l[jlukh يتم التكتم عليها وعدم كشفها لأسباب عديدة منها الاجتماعية والمحافظة على سمعة العائلة والضحية إضافة إلى العادات والتقاليد>

وفي كل الحالات فان الضحية ( تبقى ضحية ) إذا لم يتم معالجتها بالطرق التربوية والنفسية والتغير النمطي الفكري داخل الولد المعتدي وكشف أفاق وأفكار جديدة يستطيع من خلالها التغلب على أنماط تعوٌد عليها للأسباب المذكورة >

ومن هنا جاءت  المبادرة إلى افتتاح مركز للعلاج والوقاية من العنف الجنسي لدى الأولاد وأبناء الشبيبة في مدينة شفا عمرو حيث يشرف على نشاط هذا المركز والتي تقف العاملة الاجتماعية مريم سلمان شحادة على إدارته ورعايته وتطوير أقسامه بصورة شخصية لإيمانها برسالتها في تطوير هذا المركز.

بعض الأهل يطغى على أجوائهم الحديث عن الجنس ولا يتنبهون لأولادهم

وعن الحاجة لإقامة هذا الفرع في مدينة شفاعمرو والمنطقة قالت مريم: المكان يخدم ليس فقط شفا عمرو بل القرى والمدن العربية في الشمال حيث أن هؤلاء الأولاد واللذين يقترفون اعتداء جنسياً لا يوجد لهم إطار يهتم بهم وفي غياب هذه الأطر فأن هؤلاء الأولاد يعتادون ممارسة الاعتداء الجنسي على الآخرين خاصة ونحن نتحدث عن أولاد تحت سن القانون ومركزنا هنا يعالج المعتدين جنسياً وضحايا الجنس يعالجون في أماكن أخرى >

ونحن نعتبر بعض المعتدين هم ضحايا لظروف معينة مروا فيها ونقوم بعلاجهم عبر اللقاءات العلاجية وفي بعض الحالات لا يكون المعتدي قد مر بظروف قاسية أوصلته إلى هذا الوضع ولا شك بأن الحصول على صورة كاملة لكل معتدي جنسياً يتم بعد فحص شامل لكل حالة ولماذا اختار هذا الولد الاعتداء الجنسي ولم يختار اعتداء آخر .

وأضافت: هناك أولاد يعيشون في ظروف يطغي عليها حديث الأهل عن الأمور الجنسية أو استعمال الجنس كدعابة خلال الحديث مما يدفع الولد أن يفكر بان ما يقوم به من أي اعتداء جنسي هو شيء عادي فيختار الجنس للاعتداء على الأخريين وفي كثير من الحالات أن اختيار الولد للاعتداء الجنسي ليس دافع جنسي .

نحن نتحدث عن أولاد حتى جيل الثاني عشر فطفل من العمر ستة سنوات لن يتأثر بفلم جنسي يشاهده عبر جهاز التلفاز أو الانترنت بل يتأثر من العنف الذي يحيط به بأشكاله المختلفة والولد المعتدي جنسياً لا فرق في مكانة عائلته الاقتصادية أو قوميته وهذا عكس من كان يفكر بان الاعتداءات الجنسية بين الأولاد تختصر على العائلات الفقيرة.

الخوف من ( الفضيحة) يلزم الاهل التستر عن فعلة ابنهم وهذا مؤشر خطير

العاملة الاجتماعية مريم سلمان شحادة أسهبت في حديثها الأولاد المعتدين جنسياً يصلون إلى مركزنا بطرق عديدة منها: رغبة الأهل في معالجة ابنهم الذي اعتدى جنسياً أو دأب على الاعتداء الجنسي وهناك إمكانية ثانية تمر عبر أقسام الرفاه الاجتماعي وفي غالب الحالات يصل إلى أقسام الرفاه ضحايا الاعتداءات الجنسية وكثير من الحالات يكون الاعتداء من قبل قريب .

نذكر أن العائلة في الغالب لا ترغب  كشف هوية المعتدي وفي كثير من الحالات يرفض الأهالي معالجة ابنهم المعتدي خوفاً من الفضيحة ولا شك بان التكتم والتستر في وسطنا العربي يقلل من التوجهات إلى مثل هذا المراكز من اجل علاجهم ولا شك بان الأولاد المعتدين جنسياً وإذا كانوا فوق سن الثاني عشر فهناك إلزام في إخبار السلطات المختصة حول الاعتداء وهناك حالات يتم فيها إبعاد الولد المعتدي جنسياً عن البيت وإدخاله إلى معاهد مغلقة من اجل متابعة علاجه.

ومن هنا أؤكد أنّ  امتناع الأهل عن معالجة ابنهم قد يسبب في تعميق الأزمة وقد يواصل هذا الولد اعتداءاته الجنسية وتصبح مركب سلبي في شخصيته وذاته وفي أجيال معينة يمكن للقانون معاقبة هذا الولد وإدخاله إلى معاهد مغلقة وأحياناً حبسه

لدي حالات اعتداء اولاد جنسياً حتى على الحيوانات

سألت العاملة الاجتماعية مريم سلمان شحادة والتي بادرت إلى اقامت غرف علاجية داخل المركز إذا ما كانت تفاجأت في عامها الأول من قضايا معينه وصلتها وعالجتها فقالت: لا شك بان هناك حالات فاجأتني خلال هذا العمل ومنها اعتداءات جنسية متواصلة من قبل المعتدي على ضحيته وكشف الأعضاء بصورة فاضحة بل أكثر من ذلك قيام المعتدي جنسيا بالاعتداء على حيوانات متواجدة داخل ومحيط البيت واغتصاب هذه الحيوانات.

وأنا أتحدث عن حالة واحدة من هذا القبيل وقد علمت بهذه الحالة عن طريق عامل اجتماعي أو ما يسمى مأمور الشؤون وتم إحالة هذه الحالة إلى معهد داخلي لخطورتهم حيث يتم معالجة هذا الولد وبناء على المعطيات التي نحصل عليها فان نسبة نجاح العلاج تكون في اغلب الأحيان 100% ونسبة عالية يغيرون أمناط تصرفاتهم بعد تغير تفكيرهم في الأمور التي أمامهم فالعلاج يعمل على تغير المفاهيم وقد تفشل أحياناً هذه العلاجات في حال عودة المعتدي جنسياً إلى نفس البيئة التي كان عليها سابقاً لهذا يجب أن يشمل العلاج اطر واسعة منها العائلة واستكمالات للمربين والمعلمين وبرامج وقائية داخل المدارس وتغير مفاهيم الجنس إلى الجنس السليم البعيد عن التطرف وكثير من الأهل يقومون بإغلاق الانترنت عن أولادهم في محاولة خاطئة من الأهل عدم الانكشاف لمشاهد جنسية.

لكننا في الوقع لا نحل المشكلة لكن المطلوب هو أن نتحدث مباشرة ً لأولادنا عن القضايا الجنسية وتوعيتهم لان ليس كل ما يراه في الانترنت هو واقع بل هي أفلام بعيدة عن الحقيقة فالمهم بان دور الأهل في هذه القضايا حاسم لتطور مفاهيم الأولاد .

الانفتاح في مجتمعنا العربي زاد من الاعتداءات الجنسية والمطلوب التوعية

حول سألنا حول تأثير العادات والتقاليد في وسطنا العربي على كشف حالات من الاعتداءات الجنسية وعلاجها فقالت: لا شك بان هذه القضية حساسة للغاية فيمكن في هذه الحالة أن نشفق على الضحية وليس على المعتدي جنسياً إذا كان في هذه الحالة من عائلة معروفة لهذا وخوفاً من ( الفضيحة) يتم أحياناً في وسطنا التستر على مثل هذه الحالات الخطيرة واعتقد بان موضوع الجنس وفضائحه هي قضية حساسة ولا تقتصر على مجتمعنا بل هي (طابو) يمنع التحدث فيه وعلى سبيل المثال في الأوساط اليهودية المتدينة فان القضايا الجنسية في غاية الحساسية ولا يشابه المجتمع اليهودي الذي يتحدث عن الجنس بشكل حر بل يتعلمونها في المدارس واطر عديدة ومختلفة.

وأضافت: اعتقد أن بالانفتاح الذي يشهده المجتمع العربي وعلى وسائل جديدة زاد من حالات الاعتداءات الجنسية فالأولاد في البيت يعرفون ما يحصل في الحواسيب والانترنت أكثر من أهلهم والسؤال المحير أمام الأولاد أين يحصلون عن الأجوبة والتي يواجهونها أثناء مشاهدتهم للكثير من الصور فما يسمعه الولد عدم السماح له بالتحدث في هذه القضايا والحل لهذا الانفتاح الذي يواجه أولادنا هو التوعية في كل الأطر وعدم إبقاء هذه المواضيع في السر ولا مانع من عرض هذه القضايا داخل مدارسنا.

وعن مشاكل جيل المرهقة التغيرات المتوقعة على جسدنا فكلما زاد الوعي لدى أولادنا قلت وانخفضت المشاكل الجنسية ولا بد لجدار الذي يفصل الأولاد عن أهلهم إزالته عبر التوعية منذ أجيال مبكرة فلا أجد في قضية الصراحة المكشوفة بين الآباء وأولادهم وفي كل القضايا الحساسة مانعاً لطرحها ونقاشها لأنها في نهاية المطاف ستكون لمصلحة الطرفين فمنا المهم أن يعرف وابننا تطوره الجسدي وتحديد علاقته مع الجنس الأخر المبنية على التفاهم .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]