يُعاني العديد من الأزواج من مَشاكل في الإخصاب والحمل، مما يؤخر عملية الإنجاب لديهم، غالباً ما تكون هذه الأسباب نتيجة لعوامل صحية وطبية مختلفة، بحاجة إلى إستشارة طبية من قبل الطبيب المُختص، ليقدم لهم علاجاً مُناسباً لحالتهم.

يعمل د. جوني يونس أخصائي في أمراض النساء والتوليد ومشاكل الإخصاب وأطفال الأنابيب، في مستشفى العائلة المقدسة- الناصرة، الذي قام بمعالجة العديد من الحالات، التي تعاني من مشاكل في الإخصاب والحمل، وقد حدثنا عن إختصاصه الذي يكمن في مساعدة الأزواج الذين يعانوا من مشاكل في الإخصاب والحمل، بشكل طبيعي وتلقائي.

د. يونس: نسبة 15% تعني أن زوج من بين 7 أزواج يعاني من مشاكل في الإخصاب والحمل.

يقول د. يونس، من المعروف لدينا حسب الإحصائيات أن تقريباً 15% من الأزواج يعانون من مشاكل في عملية الإخصاب والحمل، وهذه المشاكل تعرف تعود لعدة أسباب سنتحدث خلال اللقاء.

ويشير في حديثه أن العديد من الأزواج، يمضي على زواجهم مدة سنة وأكثر، ويواجههم فشل في عملية الحمل، وهذا التأخر غير ناجم عن إستخدام أي مانع للحمل، هذه الحالة تُعرف من الناحية الطبية أن لديهم مشاكل في عملية الإخصاب، ولا نستطيع أن نطلق على هذه الحالة أنها مُصابة بالعقم.

عندما نتحدث عن نسبة 15% هذا يشير إلى أن من بين 7 أزواج يوجد زوج يعاني من مشكلة في الإخصاب والحمل، في السنة الاولى من زواجهم، وهم بالتأكيد بحاجة إلى إستشارة طبية من قبل الطبيب المختص. ومن خلال إختصاصي أقوم بمساعدة 15% من الأشخاص الذين يعانوا من هذه المشكلة.

• بعد سن " 30 عاماً" تبدأ الخصوبة عند المرأة بالضعف!

ويضيف د. يونس قائلاً: لم نكن نسمع في السابق عن هذه النسبة المتزايدة يوماً بعد يوم، هناك عدة أسباب تؤدي إلى ذلك السبب الأساسي من بينهم أن معظم النساء يفضلن في تأجيل عملية الحمل إلى جيل متأخر نسبياً، حيثُ تكون نسبة الخصوبة لديهن أقل من السابق! أريد أن أضيف مثلاً على ذلك: هناك العديد من النساء يفضلن دراستهن وعملهن وبناء سيرة مهنية على حساب الحمل وبناء أُسرة، أنا لست ضد هذا القرار ولكن يجب التنوية أن تأجيل الحمل ممكن أن يضعف من نسبة الخصوبة، وعلى هذا الأساس يجب عدم تأجيل موضوع الحمل لجيل بعد " 30 عاماً"، لأنه بعد هذا السن، تبدأ الخصوبة عند المرأة بالضعف، وبعد سن " 37 عاماً" يُصبح ضعف شديد بالخصوبة.

وهنا يتوجه د. يونس إلى النساء اللاتي يتزوجن في سن متأخرة، أن عليهن التوجه إلى المُساعدة الطبية من بعد مرور " 6 أشهر" على الزواج، وليس بعد، حتى يتمكن من الحصول على العلاج المناسب.

• الأسباب التي تؤدي إلى مشاكل العُقم أو الإخصاب عند الأزواج...

د. يونس: يمكن تقسيم هذه الأسباب إلى عدة مجموعات، هي:

1- مشاكل في الإباضة: التي تكون ناتجة عن ضعف في المبيض، عند المرأة، من المعروف لدينا أن المبيض يقوم في إنتاج بويضة، تكون جاهزة للإخصاب والحمل عند معظم النساء عند منتصف كل شهر ( في اليوم 14) بعد حدوث العادة الشهرية عند المرأة، لكن يوجد بعض من النساء اللاتي يعانين من مشكلة في الإباضة وعلى هذا الأساس لا تتم عملية الحمل لديهن، وهن تقريباً 15% من الأزواج التي تصادفهم مشاكل.

2- وجود إنسداد في قناة "فالوب": أو ما يعرف أيضاً " إنسداد في المواسير عند المرأة"، طبعا الإنسداد يُسبب في إنعدم القدرة أن تصل الخلية المنوية عبر القناة إلى البويضة لتتم عملية الإخصاب، وبالتالي تؤدي إلى الحمل، وهذه النسبة من النساء تعادل نسبتهم تقريبا 30% من الازواج.

3- ضُعف في إنتاج الخلايا المنوية عند الرجال: في السابق كانت توجه أصابع اللوم بالنسبة لمشاكل الإخصاب وتأخر الحمل نحو النساء، مع التطور الطبي والعلمي أصبحنا ندرك أن نسبة كبيرة من الأزواج لا تتم لديهم عملية الحمل لسبب نابع من الزوج، وعلى هذا الأساس ننصح جميع الأزواج الذين يعانوا من مشاكل في الإخصاب والحمل، عليهم خلال المراحل الأولى من العلاج فحص السائل المنوي عند الرجل، حتى تكون الصورة واضحة للطبيب والمتعالجين واضحة منذ البداية.

4- أسباب غير معروفة!: خلال فترة العلاج، نقوم في عمل الفحوصات اللازمة لكل من،عملية الإباضة، قناة فالوب،وفحص الرحم، بالإضافة إلى فحص السائل المنوي، وتكون نتيجة هذه الفحوصات جيدة، ولا يتم الحمل، فيتم إعتبار هذه المجموعة خاصة جداً وبحاجة إلى إجراء المزيد من الفحوصات كي نتمكن من الوصول الى طريقة علاج مفيدة وناجحة، تتواجد هذه النسبة تقريبا عند 10% من الازواج.

5- وجود أسباب نادرة: هناك بعض الأسباب التي تعتبر نادرة ومتعددة، التي تصل نسبتها إلى 5%، لكل مجموعة من هذه المجموعات التي تحدثنا عنها يوجد أسباب متعددة للعقم أو التأخر في الحمل، وظيفة الطبيب المختص أن يقوم في المرحلة الاولى من العلاج بتشخيص سبب العقم بشكل دقيق، محاولاً فهم سببه على أساس أنه يستطيع إعطاء العلاج المناسب للمتعالج.

20% من الإحصائيات تشير الى وجود أكثر من سبب واحد لتأخر عملية الحمل.

ويضيف د. يونس: يجب الإشارة إلى وجود العديد من الحالات، التي تتجه إلى الطبيب المعالج، لأنها تعاني من أكثر من سبب في العُقم أو لعدم الإخصاب، وفي حال تبين أنه يوجد سبب واحد للعقم، على الطبيب الإستمرار في إتمام الفحوصات المتبقية، ومنها فحص الخلايا المنوية لدى الرجل.

20% من الاحصائيات تشير أن هنالك أكثر من سبب واحد لتأخر عملية الحمل عند الزوجين. من بعد التشخيص والقيام بإجراء الفحوصات اللازمة، " الجسمانية والهرمونية والموجات فوق صوتية- (الالتراساوند)"، وبعد الحصول على كل النتائج، يقرر الطبيب ما هو العلاج المناسب لهذه الحالات التي تكون عبارة عن أدوية للمرأة أو الرجل، ربما عن طريق الفم أو من خلال حقن لتقوية عمل المبيض أو لتقوية الخلايا المنوية عند الرجل.

يوجد حالات تكون بحاجة إلى عملية المنظار لعلاج مشاكل قناة فالوب ومشاكل الرحم، هناك حالات أخرى نستعمل فيها علاج نسميه علاج التلقيح أو الإخصاب الداخلي، هناك العديد من الأزواج لا تصل عملية علاجهم إلى نتيجة، وفي الحالات المعقدة نسبياً نتجه في نهاية المطاف إلى علاج أطفال الأنابيب.

ما هو علاج أطفال الأنابيب؟

د. يونس: هو عملية إخصاب بين بويضة والخلية المنوية، تتم خارج الجسم داخل المختبر، وعلى هذا الأساس يُسمى طفل الإنبوب.
من بعد عملية الإخصاب، يتم ترجيع البويضة المُخصبة إلى داخل الرحم، وهذا الشيء يتم بعد فترة زمنية تتراوح بين يومين الى 5 أيام من موعد سحب البويضات من الجسم إلى المختبر.

مشيراً إلى ولادة أول طفل أنابيب في العالم، كان عام 1978، في بريطانيا ويعود هذا الإنجاز الطبي إلى العالم الشهير " روبرت إدوارد"، الذي حاز عام 2010 على جائزة نوبل، التي هي بمثابة إثبات تقديري وعلمي كبير لطريقة جديدة أُكتشفت لعلاج مشاكل الإخصاب لإسعاد الألوف من الأزواج، من المعروف أن أكثر من 4 ملايين طفل ولد بهذه الطريقة.

منذ عام 1978 إزداد التطور الطبي والعلاجي في هذا الإختصاص، مما جعلَ أن تكونَ إمكانية العلاج واردة لحل أي مُشكلة عُقم، ممكن أَن تُجابه أي زوجٍ موجود، إن التطور الطبي والعلمي على مدى السنين الأخيرة أصبح وسيلة لمساعدة أي زوج حتى في الحالات الصعبة جداً، التي كان الطب في الماضي قاصراً عنها.

نسبة النجاح...

تعتمد نسبة النجاح على عدة عوامل، منها عُمر المرأة، أسباب العقم، لكن الإحصائيات تدل أن نسبة النجاح للعلاج الواحد بين 30-35%، هذا يشير إلى أن ليسَ كل الأزواج يحصل لديهم الحمل خلال المحاولة الأولى للعلاج، مما يضطر بهم إلى تكرار المحاولات العلاجية كي يصلوا إلى الحمل.

ويُتابع د. يونس: من خلال تخصصي الطبي أقوم في مساعدة الأزواج الذين عانوا من عدة محاولات فاشلة لعملية الأخصاب والحمل، وهذه الحالات تعتبر قليلة جداً.

طرق التخصيب في المختبر هي علم بحد ذاته مع تطور الأدوية والطرق العلاجية لأطفال الأنابيب، التقنيات المخبرية تطورت بشكل جداً واسع، ولدينا أدوية ناجعة نستخدمها اليوم داخل المختبرات الخاصة بنا، من خلالها نقوم بمساعدة البويضات والخلية المنوية لتحفيزها الحصول على الإخصاب، اليوم الطرق المخبرية الحديثة قادرة الى الوصول لنتائج جيدة جداً في هذا المدمار.

الخجل من الافصاح عن المشاكل...

يحدثنا د. يونس: عند المقابلة الأولى بين الطبيب والمتعالجين، يمتلك الخجل الزوجين، ويتحفظون في إخفاء العديد من التفاصيل عن الطبيب، وظيفة الطبيب منح الشعور بالإرتياح والإطمئنان للزوج الذي أمامه وزرع الثقة المتبادلة بينهم من أجل الوصول إلى العلاج المناسب خلال فترة زمنية أقل، التي من خلالها يستطيع الطبيب أن يقدم النصائح والتوجيهات الأفضل للزوجين..

نصيحة للأزواج..

د. يونس: أتوجه بالنصيحة للأزواج الذين يعانوا من مشاكل في الإخصاب والحمل، وخاصة الأزواج الذين واجهتهم أكثر من حالة فشل متكررة، أن يثابروا أكثر وأكثر في علاجهم، ولا ييأسوا من ذلك، وأن يتحلوا دائماً بالصبر والمعنويات المرتفعة.

وقد تابع في حديثه: يمكنهم أخذ إستراحة قصيرة بعد فشل العلاج، هناك عدة حالات قام بمعالجتها نجحت عملية الحمل لديهم بعد المحاولة العاشرة ومنهم بعد عشرين محاولة. يجب أن نتعلم منهم المثابرة من أجل الحصول على الحمل.

صناديق المرضى تمول العلاج..

ويشير د. يونس في نهاية الحديث أن صناديق المرضى تغطي مصاريف علاج الطفل الأول والثاني، أود أن ألفت نظرهم أن الأشخاص المشتركين في التأمينات المكملة " ביטוח מושלם" يتمتعون بمساعدة واسعة من قبل صندوق المرضى عند العلاج للطفل الثالث، لذلك أنصح الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإخصاب والحمل الإشتراك في هذه الخدمات.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]