شيعت المئات من سكان عسفيا ودالية الكرمل ظهر اليوم، الثلاثاء، جثامين المرحومين نايف كيّوف (43 عاما) وزوجته ريما (38 عاما) وابنتهما دلال-كارين (سنتين)، والذين توّفوا على ما يبدو بسبب استنشاق غاز أول أكسيد الكربون السام المنطلق من احتراق الوقود في موّلد الكهرباء في منزلهم.

وانطلقت الجنازة من الخلوة في مركز قرية عسفيا نحو المقبرة الجديدة، حيث وارت جثامينهم الثرى.

هذا وفي أعقاب الحادث قام مراسل موقع "بكرا" بالحديث إلى الطبيب البروفسور يديديا بن طور مدير معهد التسممات في المركز الطبي رمبام في حيفا، طالبًا منه أن يشرح لنا عن حالات تسمم من غاز ينطلق من موّلدات الكهرباء أو ما شابه...

فعن ما هو هذا الغاز؟ وكيف يمكن التعرف عليه واكتشافه في وقت مبكر بطريقة نتمكن منع وقوع حادثة مؤسفة مماثلة؟ وما هي العوارض لحالة تسمم من هذا القبيل؟ قال لنا بروفيسور بن طور

غاز أول أكسيد الكربون غاز سام ويسبب بحالات وفاة عديدة

بروفيسور بن طور طلب بداية أن يوّضح أنه ليس على دراية بملابسات هذه الحادثة المؤسفة التي وقعت أمس، وظروف وفاة المرحومين، مؤكدا أنه فقط الطبيب الشرعي يملك المعلومات الكافية عن ظروف وفاتهم.

وقال: “بدون أي علاقة للحادثة المؤسفة التي وقعت أمس، حالات تسمم من غاز أول أكسيد الكربون CO ليست بنادرة، فكثيرا ما تصل لمستشفى رمبام حالات تسمم من هذا الغاز. كل مولد كهرباء (جنراتور) يعمل على البنزين او السولر، محرك سيارة مثلا او كل جهاز تدفأة يعمل على البنزين او السولر يطلق غازات سامة عديدة، بسبب عملية حرق الوقود.... احدى هذه الغازات هو أول أكسيد الكربون. هذا الغاز ينطلق أيضا على سبيل المثال من فرن يعمل على الغاز او حتى عندما نشعل الخشب او نشوي داخل المنزل... واذا كان شخص يدفيء منزله بالجمر فهذا الغاز يتراكم في منزله ايضا".

غاز اول اكسيد الكربون شفاف، لا طعم له ولا رائحة، يتصل بكريات الدم الحمراء بدلا من الأكسجين ويتسبب بالغثيان وفقدان الوعي

يضيف بروفيسور بن طور: “هذا الغاز يتصل بكريات الدم الحمراء ولا يسمح لها بتوصيل الأكسجين للأنسجة، فهو عمليا يأخذ محل الأكسجين، وعندما لا يحصل الدماغ والقلب على كمية كافية من الأكسجين، فالانسان يفقد الوعي ويغمى عليه. ضغط الدم ينخفض، وتحدث مضايقات وتشويشات شتى على عمل القلب، وفي بعض الأحيان تكون النهاية بحدوث نوبة قلبية وتوقف عمل القلب".

ويحدثنا بروفيسور بن طور عن غاز اول اكسيد الكربون ويقول: “ما يمّيز هذا الغاز وما يزيد من خطورته هو أنه شفاف اللون، لا طعم ولا رائحة له، فلا يمكن رؤيته، تذوقه او شمّه... وبالتالي لا يمكن الشعور بوجوده... أما العوارض الاولى فهي الشعور بأوجاع الرأس وحالة من الغثيان.. ولكن هذه العوارض طبيعية جدا وقد تحدث لأي سبب كان وعادة لا نربط بينها وبين وجود هذا الغاز"....

أفضل طريقة للوقاية هي وضع الأجهزة التي تعمل على الوقود خارج المنزل

وفي رد على سؤال حول أفضل طرق الوقاية فقال: “أفضل طريقة هي الاهتمام بكون الاجهزة التي تعمل على الوقود خارج المنزل، وأن نهتم بأن تكون مركبة بحسب المعايير الصحيحة... ممنوع أن يوضع مولد كهرباء داخل المنزل، يجب وصله بأنبوب لتخرج الغازات المنطلقة منه الى خارج المنزل. وفي حال كان الحديث يدور عن فرن يعمل على الغاز فيجب الاهتمام بأن تكون المدخنة مفتوحة وغير مسدودة، ويجب الاهتمام بنظافتها. ويجب الامتناع عن اشعال "المناقل" داخل المنزل وليس حتى على شرفة المنزل، لأن الدخان قد يدخل المنزل وقد يحوي هذا الغاز السام".

وأردف قائلا: “نحن نرى حالات وفاة كثيرة لأشخاص قاموا بتدفأة المنزل عن طريق اشعال المناقل داخل المنزل، ولمزيد الأسى نحن نرى حالات تراجيدية كهذه كل عام. وبشكل خاص في فصل الشتاء. حالات كثيرة في الجليل وفي قمم الجبال من تسمم من الغاز ينتهي بها الأمر في المستشفى. وغالبة هذه الحالات تكون بسبب انسداد المدخنة لأفران الغاز او الوقود"..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]