يعتبر التخدير احد التخصصات الطبية التي تمكن المريض من تلقي علاجات جراحيه أو علاجات صعبه ومؤلمه دون الشعور بالألم وذلك مع الحفاظ على فعاليات الأعضاء المختلفة في الجسم من ناحية أخرى فان التخدير يسهل عمل طبيب الجراحة في ألعمليه الجراحية.
يخضع الملايين من المرضى لعمليات جراحيةٌ مختلفة سنوياً، تحت تأثير التخدير,ولهذا فان قسم التخدير يعتبر من الأقسام ألأساسيه في كل مستشفى يقدم الخدمات الجراحية.

في هذا السياق أجرت مراسلة موقع "بُكرا" مقابلة مع الطبيب المختص بالتخدير، د. هنري حداد، وكان لها معه الحديث التالي:

بطاقة تعريف:

دكتور هنري حداد مدير قسم التخدير في مستشفى الناصرة - الانجليزي وطبيب في عيادة معالجة الآلام في مستشفى رمبام، وهو أيضا عضو في اللجنة المركزية لنقابة التخدير الإسرائيلية بالإضافة إلى عمله كممتحن في امتحانات التخصص النهائية.
درس الطب في ايطاليا، وتخصص في موضوع التخدير في مستشفى "روتشيلد" سابقاً، المعروف اليوم بـ " مستشفى بني تسيون"، بالإضافة إلى ذلك تلقى عدة استكمالات في مستشفيات مختلفة في داخل البلاد ( رمبام والكرمل) و استكمالات خارج البلاد ( مستشفى الأطفال في بريطانيا ومستشفى جامعة ميامي في الولايات المتحدة).

بكرا: هناك مقولة شائعة مفادها أن حياة المريض بين يدي طبيب التخدير! ما رأيك بهذه المقولة؟


د. حداد: هي صحيحة جداً، بحيث يكون المريض أثناء العملية، تحت مراقبة طبيب التخدير، الذي يكون مسؤولا عن توازن عمل أعضاء الجسم المختلفة، أهمها الدماغ, القلب جهاز التنفس والكلى.
في الماضي كان الاعتقاد السائد لدى الجميع، أن وظيفة طبيب التخدير، تنحصر في وخز المريض بإبرة البنج قبل موعد العملية، وهنا تنتهي وظيفته. هذا الأمر غير صحيح، وظيفة طبيب التخدير هي تحضير المريض قبل إجراء العملية وعلاجه ومراقبته أثناء ألعمليه ألجراحيه ثم مراقبته ما بعد العملية إلى أن يستعيد استقلاليته التامة، ليتأكد من سلامة المريض ومراقبة عمل أعضاء الجسم الحيوية خلال كل المراحل حتى وصوله للحالة الطبيعية. أن العملية الجراحية الناجحة تعتمد على يقظة ونجاح طبيب التخدير أثناء العملية.

* التخصص في مجال التخدير


د. حداد: "قبل حوالي 160 عاماً، تمت أول عملية تخدير طبي، وقد أجراها الطبيب الأمريكي د. ويليام نورتون، في بوسطن عام 1846، مستخدماً حينها مادة الأثير، ومنذ ذلك الحين بدأ التخدير يتطور حسب الخبرات الشخصية للطبيب، إلا أن التخدير العلمي المبني على الأبحاث في المختبر بدأ بعد الحرب العالمية الثانية، حيث اهتم أطباء التخدير في بناء أسس التخدير على أسس علميه موثقه . ومنذ خمسينات القرن الماضي، أصبح مجال التخدير أكثر أمنا وعلميا، وأتسع نطاق ألجراحه إلى مجالات عديدة كعملات القلب المفتوح و عمليات الدماغ وزراعة الأعضاء.وانتشر أطباء التخدير في مجالات أخرى كالعلاج المكثف وعلاج الآلام المزمنة والمشاركة الفعلية في وحدات الصدمات في المستشفيات المركزية.
وأضاف: "بالنسبة للتخصص في مجال التخدير، فإنه يمتد على مدى خمس سنوات تعليمية، طبعا هذا يبدأ بعد الانتهاء من الدراسة في كلية الطب. وتنقسم سنوات التخصص إلى 3 سنوات دراسة في مجال التخدير، 6 أشهر في دراسة العلاج المكثف، 6 أشهر تخصص باطني، 6 أشهر أطروحة بحث في مجال معين من اختيار المتخصص و3 أشهر في تخصص عيادة معالجة الأوجاع" و 3 اشهر في تخدير الأطفال.

* أنواع التخدير

د. حداد: نوع التخدير الذي يعطى لعمليه جراحيه يعتمد على عدة عوامل منها رغبة المريض، نوع وموقع ألعميله ألجراحيه ولهذا قد يكون تخدير كلي أو تخدير لمنطقه معينه للجسم(تخدير نصفي مثلا) أو تخدير لعصب واحد أو تخدير موضعي فقط (لجرح سطحي في الجلد).

* يعتمد التخدير على أربع دعائم أساسية

- أدوية التخدير أو التنويم
- الأدوية ألمسكنه للأوجاع
- مجموعة من الأدوية التي تؤدي إلى ارتخاء العضلات
المجموعة الرابعة والأخيرة، تحافظ على توازن الجسم من ناحية ضغط الدم والتنفس.
حداد: وظيفتي خلال العملية هي إعطاء أدوية التخدير ومراقبة المريض ليكون أمنا خلال ألعمليه ألجراحيه.

* الحساسية لمواد التخدير


في الواقع أن الحساسية لمواد التخدير قد تكون مثل إي حساسية تنجم عن إعطاء مادة كيماوية. إلا أن هناك تفاعلات معينه في التخدير تكون من إعطاء أدوية من مجموعات معروفه لدى المختصين في التخدير والتي تودي إلى تفاعلات تنجم عنها حرارة عاليه مما يودي إلى ارتفاع درجه حرارة المريض إلى مستوى عال وخطير وهذه الحالات,عادة تكون في أفراد عائلات معينه. هذه الحالة تدعى "ارتفاع الحرارة الخبيث" . حتى عام 1979، كانت نسبة الوفاة في هذه الحالات تساوي 90%، لاحقاً تم اكتشاف دواء خاص لمعالجة هذه الحالات، ومع تطور العلم أصبح احتمال نجاح علاج هذه الحالات بين 90 و 92%.
ويشير د. حداد، إلى وجود مشكلة أخرى من الممكن أن تواجه الطبيب وتؤثر على المريض خلال العملية إلا وهي التأخير من تخلص المريض من أدوية تشل عضلات الجسم لمدة زمنيه قصيرة، فلهذا إن المريض يستيقظ بعد ساعات طويلة من نهاية العلية بدل دقائق قليله وذلك نتيجة لنقص في إنزيمات معينه عند المريض.
من المؤكد بأننا لا نقوم بإعطاء هذا النوع من الدواء للمريض، في حال كانت لدينا المعلومة انه لا يتلاءم معه، وفي حال عدم معرفتنا بذلك، هناك إمكانية لمعالجته، لكن هذا سيؤثر على عملية استيقاظ المريض بعد العملية بشكل مبكر. من المعتاد في مثل هذه الحالة، أن يبقى المريض تحت جهاز التنفس لمدة ساعات، حتى يتخلص من الدواء ويخرج من الجسم ويتمكن من الاستيقاظ لاحقاً.
ويضيف د. حداد: قبل عشرين عاماً، كانت تجرى فحوص عامة وواسعة للمريض قبل إجراء أي عملية، لاحقاً وجد المختصون أن هذه الفحوصات العامة، مضيعة للوقت وتبذير للمال، اليوم يوجد "بروتكول" خاص أقرته نقابة التخدير الإسرائيلية، أي فحص يتم إجراؤه للمريض مثل: (فحوص تخطيط قلب، صورة أشعة للصدر، فحوص مخبريه للدم، فحص البول)، وتجرى هذه الفحوص اليوم حسب الوضع الصحي للمريض.
بالنسبة لفحص إمكانية ارتفاع الحرارة الخبيثة في الجسم، فإنه يمكن إجراء فحوصات لهذه الحالات في مستشفى "تل هشومير"، حيث تؤخذ عينة تحت تخدير موضعي من عضلات المريض ويجرى عليها الفحوصات اللازمة للتأكد إذا كان المريض مصاب بهذه ألمشكله أم لا.

* كيف يتم التخلص من التخدير

د. هنري: تدخل المادة المخدرة للجسم بعدة طرق، منها حقن المادة المخدرة في الوريد " حيثُ يحقن المخدر بالوريد"، أو الغاز " الذي يدخل إلى جسم المريض عبر الرئتين ويخرج من خلالهما" يختلف الأمر بين نوع غاز وآخر، السائل " السائل المتطاير الذي يدخل عبر التنفس"
الأدوية التي تحقن بالوريد عادة تتحلل داخل الكبد وتفرز أما عن طريق المسالك البولية أو المسالك الهضمية، أي من خلال التبرز آو عن طريق البول.
ويضيف د. هنري: تعطى جرعات التخدير حسب وزن المريض وحسب حالته المرضية، خلال 30 ثانية من حقن المريض بمواد التخدير يدخل إلى مستوى التخدير اللازم لإجراء العميلة ألجراحه. أما بعد الانتهاء من العملية فيبقى المريض تحت مراقبة قسم الإنعاش أو في قسم وحدة العلاج المكثف ما يقارب الساعة، إلى أن تصل حالته إلى الاستقلال الذاتي، من بعدها يعود المريض إلى القسم العادي.
من الجدير ذكره أن تزويد طبيب التخدير بكل المعلومات الصحية والمخبرية المتعلقة بالمريض تمكن طبيب التخدير من إعطاء التخدير الآمن للمريض .
مع خالص أمنيتي لجميع المرضى بالسلامة.
 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]