بالأمس القريب كانت عصا معتز وحركاته وتمايله على الجنبين في
مشيته وردة فعله السريعة والمتسمة بالعصبية المفعمة بالنخوة والرجولة هي من أهم
سمات مسلسل باب الحارة في أجزائه الثلاثة الأولى مما ألقى بظلاله على الكثير من
الأطفال المقلدين لشخصية معتز من عشاق هذا المسلسل الذي يعتبر الأكثر شهرة في
الأوساط العربية.
ومن زاوية أخرى كثيرا ما تسمع أطفالا آخرين يرددون كلمات
"بليلا بلبلوكي" التي اشتهر بها أبو غالب رغم الدور السيئ الذي أنيط بهذا الممثل
كقيامه بالتحريض ونثر بذور الفتنة بين أبناء الحارة الواحدة، أو بين حارتين الى
جانب قيامه بتحسس الأخبار واستراق السمع والنميمة وغيرها من المثالب التي فرضها
عليه واقع حياة تلك الشخصية المعترة والفقيرة والمحتاجة.
ثم طال انتظار
عشاق هذا المسلسل للجزء الرابع الذي كان فيه جواب لمصير حارة الضبع بعد مواجهتهم
العنيفة للقوات الفرنسية وقوات الدرك وسط صيحات التكبير "الله أكبر يا رجال" وما أن
هل هلال شهر رمضان الكريم كان غالبية أهالي محافظة طولكرم على موعد مع الحلقة
الأولى من باب الحارة - 4 في بدايتها القوية المليئة بمواقف التحدي والتصدي ثم
لتتسلسل الأحداث وصولا الى الحصار وسياسة التجويع التي فرضت على الحارة من أجل
تركيع رجالها وإذلالهم واسترداد القليل من ماء الوجه الذي فقد على عتبات تلك
الحارة.
لكن تلك الحلقات تركت جدلا واسعا وسط الجمهور الذي كان ينتظر معتز
خلفا للعقيد أبو شهاب بعد غيابه وبعده عن الحارة وربما المسلسل بالكامل، ثم اتسع
هذا الجدل ليدور حول شخصية برزت حديثا ولكن نجمها سطا بعد تلك العبارات
"أهههلييييين عقيد، إيه والله وحيا الله"، فالجدل الأول كان حول مصير العقيد أبو
شهاب ثم الجدل الثاني حول شخصية الشاب الأشقر الذي يلثغ ويسقط أحرفا من قاموسه
ويتصرف بغرابة ويكنى "بالنمس" الذي يجسد دوره الفنان السوري مصطفى الخاني.
فقد أثار هذا الفنان الكثير من الجدل حول دوره هل هو جاسوس أم أن فضوله
يدفعه نحو معرفة ما يجهله من علاقة أبو النار بحارة الضبع أم أن الكركون أي السجن
لم يردعه عن السرقة، كل هذه التساؤلات لم تقلل من كونه رقما صعبا في هذا المسلسل
بجزئه الرابع بعد أن أصبحت عباراته "أههههلييين عقيد" تتردد على لسان الكثير من
أطفال محافظة طولكرم وربما غالبية أطفال الوطن العربي.
ليس هذا فحسب بل تجد
في معظم الأحيان كبارا يرددون تلك الكلمات حينما يحل عليهم ضيف قريب أو صديق،
فالمتجول في الأسواق يسمع كثيرا من يردد ذلك وحتى إذا أردت ركوب سيارة أجرة في أحد
المواقف تجد سائقا يستقبل زميلا بتلك العبارات والأغرب من ذلك أن يرحب طلبة المدارس
في اليوم الأول من العام الجديد بمن حضر بعدهم بعبارات "أهههليييين فلان" بنفس
الأداء الذي يؤديه النمس.
فهل تربع هذا الفنان على عرش معتز وأبو غالب؟!..
لقد أشار الكثير من المتابعين لهذا المسلسل الى نجومية وظرافة وخفة دم ودماثة هذا
الفنان الذي أبدع في لعب هذا الدور كما يصورون، من زاوية ثانية نظر البعض الى فظاظة
هذا الدور معربين عن استياء من وجود تلك الشخصيات التي تثير اشمئزازا لديهم وتترك
أثرا سلبيا في المجمع كما يقولون مستندين الى ترديد الأطفال لتلك العبارات الصادرة
عنهم والتي يقولون أنها لا معنى لها مع عدم إنكارهم لإتقان تلك الشخوص للأدوار التي
يلعبونها.
[email protected]
أضف تعليق