في ظل الحوادث اليومية التي تستفحل يومًا بعد يوم في مجتمعنا العربي، بسبب عدم الوقاية وعدم التقيّد بأبسط حق الطفل، وبأسهل السبل لحمايته من المخاطر التي تواجهه بشكلٍ يومي، فالمطلوب هو بصورة بسيطة ومختصرة "انتباه"- لمخاطر لم يكن يُحسب لها أي حساب، فعدم الاهتمام والانتباه هما النتيجة الحتمية لما يحدث من إصابات يتعرض لها الأطفال وخاصة في المجتمع العربي، فحسب الاحصائيات التي نشرت مؤخرًا في البلاد هناك 200 حالة وفاة بسبب حوادث الأطفال التي تتراوح اعمارهم من يوم وحتى 18 سنة ونسبة الأولاد من المتوفين تصل الى 80%، ونسبة الحوادث البيتية من يوم وحتى 5 سنوات تبلغ 80% والتي تؤدي إلى الوفاة. وبات معروفًا أنّ نسبة الإصابات في الوسط العربي هي ضعف الإصابات لدى اليهود.

ولهذه العوامل أسباب عدة أساسها المباشر، العامل الاقتصادي السيء، ووجود عائلات متعددة الأطفال، وبيوت غير مهيأة لا يتم بناؤها وفق قوانين الحماية المُقرَرة على عكس الوسط اليهودي، الذي في العادة تقوم الشركات بالاهتمام والحرص على شمل جميع المتطلبات للحماية من الحوادث، حرصًا على تجنب من الملاحقة القانونية.

ولتسليط المزيد من الضوء على مخاطر إصابات الأطفال، التقينا الدكتور جبران أبو رحمة الأخصائي في طب الأطفال وهو أيضًا أخصائي في أعصاب وتطور الطفل، الذي عدّد لنا الإصابات الأكثر حدوثًا في مجتمعنا ألا وهي:

1- السقوط من ارتفاعات، وللسقوط مسببات كثيرة من بينها: التدحرج بالعربة (الكراجية)، عدم حماية النوافذ والشرفات، السقوط من السلالم التي ليس لها حماية،

2-الإختناق نتيجة بلع او استنشاق او دخول أجسام صغيرة الى فم او انف الطفل، مثل قطع النقود المعدنية, حبات الخرز, الأزرار, البراغي, والمكسرات مثل البزر والفستق! وهي حالات كثيرة جدًا نلمسها في المستشفيات، عملية البلع هذه قد تسبب لحدوث التهابات في الرئتين أو مشاكل صحية مزمنة.

3- الإصابة بالمواد الحادة: كالمقص، السكين، الأثاث المنزلي ذو الزوايا الحادة التي تؤذي الطفل.

4- تناول المواد الكيماوية مثل مواد التنظيف التي يعتقدها الطفل مشروبًا منعشًا، ومن واجب الأهل الحرص على إحكام الزجاجات التي تحوي مواد كيماوية خطيرة، واستعمال مواد أقل تركيزًا لتحمي الطفل من خطر الموت المباشر.

5- الأدوية المتداولة في البيت – الأهل الذين يتناولون الأدوية يجب إبعاد هذه الحاجة عن متناول أيدي الأطفال

6- الوقوع أثناء الحمام أو أثناء التلبيس- ممنوع وضع الطفل على مسطح غير محمي أو مغلق، خاصة في جيل من 3 أشهر عندما يبدأ بالتقلب على جانبيه.

7- الإصابة نتيجة الغرق في الحمام أو في حوض ماء، لذا يمنع ترك الطفل من جيل (1-5 سنوات)، يلهو بالماء، لأنه يمكن أن يتعرض للاختناق حتى في نصف متر وتقع المسؤولية المباشرة في ذلك على عاتق الأهل.

8- يجب الانتباه ان لا يكون خارج البيت قطع قديمة مهملة (كالبرادات، خزانات، غسالات)، فقد يختار الطفل أن يدخل اليها ويتعرض لخطر الاختناق.

9- إبعاد الطفل عن كل ما هو ساخن (ماء ساخن، قهوة)، لأنّ الطفل لديه حب استطلاع كبير، قد يدفعه الى وضع يده ويسكب الوعاء على نفسه، وهنا يقع المحظور.

10- الحرائق – ممكن ان تحدث في البيت، وأنصح بوجود مكتشف للحرائق. ثم إنّ الإصابات بالحروق هي من أصعب الحالات التي يتعرض لها الأطفال، وقد تتفاوت خطورتها ما بين درجة أولى وثانية وثالثة، وأصعب العلاجات هي في الدرجات الأعلى، وفي حالةٍ كهذه ينصح الأهل بغسل مكان الإصابة بالماء البارد والابتعاد بتاتًا عن استعمال نصائح الآخرين الذين ينادون باستعمال معجون الأسنان، وهي وصفات غريبة وغير مقبولة بتاتًا، والأفضل للأهل ان يسرعوا لأقرب عيادة او مستشفى.

11- المفرقعات والألعاب النارية التي تشد الطفل ويرى فيها احتفالاً ومناسبة سعيدة تمنحه البهجة، لكن على الأهل تقع مسؤولية مراقبة الأطفال وابعادهم عن هذه الأمور المؤذية التي تخطّر حياتهم، وهذا ما نراه في الأعياد، حيث يتحول الفرح عند الأهل الى محزنة.

12- انفلونزا الخنازير: ما من شك أن هذا المرض هو داء خطير يقلق الأهل على أنفسهم وعلى أطفالهم في الأساس، فالطفل أكثر عرضة لاكتساب العدوى، كونه لا يحتمل هذا الداء، اذا ما اصيب به لا سمح الله، وهو غير محصن ضد هذا الدواء، بعكس المسنين، الذين تحصنوا في فترة شبابهم ضد هذا المرض الخطير، من هنا توجد أهمية لمراقبة الطفل في أبسط حالات المرض، كالرشح والزكام فالعدوى يمكن ان تلتصق بالطفل بسرعة اكبر بكثير من التصاقها بالبالغين.

ويرى الدكتور جبران أنّ هناك ضرورة للتثقيف الصحي في مجتمعنا وتقع هذه المهمة على الجميع أطباء وممرضين وعيادات الأمومة والطفل، والجميع مطالب بزيادة جرعة المحاضرات التثقيفية الصحية والجلسات التنبيهية.

وكما هي مسؤولية الدوائر الصحية وعلى رأسها صناديق المرضى، كذلك تتحمل المدارس المسؤولية في التوعية وضرورة إدخال دروس الزامية للطلاب في الصفوف الابتدائية وكذلك الاعدادية والثانوية.

لكن فوق كل ذلك هناك ضرورة لتوعية الأهل في المراكز الصحية وفي وسائل الإعلام وكافة مؤسسات المجتمع من أجل حماية الطفل ومنحه دفئًا وأمانًا.

نصائح عامة يوجهها د. جبران ابو رحمة للأهل لحماية أطفالهم في العطلة

* قانون وزارة الصحة يمنع طفل ما دون 12 سنة أن يراقب اخاه الأصغر.

* ممنوع بتاتًا أن يقطع أي طفلٍ لم يتجاوز ال 9 سنوات الشارع بمفرده.

* طفاية الحريق ضرورية جداً فاحرص على وجودها في منزل.

* تأكد من سلامة تمديدات الغاز داخل المنزل لتفادي الحوادث .

* أعقاب السجائر تؤدي إلى حوادث كبيرة فلا تلقِها كيفما اتفق.

* ضع سدادات خاصة لكل مخرج كهربائي لا يستخدم لمنع الطفل من إدخال أي شيء فيه .

* تجنب وضع النباتات المنزلية السامة.

* أبعد المفروشات ذات الحوافي الحادة عن الممرات في المنزل, وكذلك قطع الأثاث ذات الارتفاع الزائد والموصولة بالكهرباء .

* لا تترك أكياس النايلون الفارغة في المنزل لأن الطفل قد يحاول إدخال رأسه في الكيس.

* لا ترمي المواد الخطرة في قمامة المنزل إلا إذا كان وعاء القمامة محصّن بحيث لا يفتحه الطفل وأهم هذه المواد هي الشفرات والأدوات الحادة والأدوية وأفضل مكان لرمي الأدوية هو المرحاض بحيث يفرغ محتوى علبة الشراب أو الحبوب في مصرف الماء أما العبوة فترمى في مكان آمن بعيد عن أيدي الطفل.

* ممنوع ترك كرسي او جسم يستطيع الطفل الوقوف عليه بجانبا النافذة أو الشرفة.

* على الأهل رشح زوايا البيت بالأدوية المضادة للزواحف والحشرات.

* على الأهل تزويد الطفل بقبعة لحماية من لهيب الشمس.

* كذلك على الأهل حماية الجسم من أشعة الشمس بوضع الكريمات الواقية اللازمة عند خروج الطفل من البيت.

* المداومة على مراقبة وضعية الطفل وأخذه الى طبيب في حالة التخوف من اصابته بأي مرضٍ معدٍ.

* إبعاد الأدوات الحادة والمفرقعات والألعاب النارية عن متناول يده، ويمكن بالحد الأقصى ان يكون الأهل بقرب ابنائهم في حال أصرّ الطفل على ممارسة لعبة خطرة، شرط حذر الكبير من المخاطرة.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]