لا نريده تاريخًا

يُبدّل شكله في الذاكرة

ثم ينسحب،

كأن شيئًا لم يمسّنا.



نريده معنى

يتقدّم ببطء،

لا يطرق الوعي بعنف

ولا يساومه على العمق،

نريده سؤالًا

يستقر في الداخل

ويُربك ما اعتدناه

دون أن يهدمه.



هَبْهُ لنا

زمنًا لا يُقاس بالسرعة

ولا يُستنزف في الإثبات،

زمنًا نعود فيه إلى أنفسنا

بلا أقنعة،

بلا بلاغة زائدة،

وبلا خوفٍ من أن نرى

ما كنّا نؤجّل النظر إليه.



عامٌ جديد

نريده أقلَّ صخبًا

وأشدّ وعيًا،

أقلَّ وعدًا

وأكثر التزامًا بالمعنى.



علّمنا فيه

أن الخسارة

ليست سقوطًا

بل انكشاف،

وأن ما تأخّر

لم يكن دائمًا ضدّنا،

وأن بعض الأبواب

أُغلقت

لتحمينا من نسخٍ أقلّ نضجًا

من ذواتنا.



هَبْهُ لنا

قلوبًا لا تتحجّر من التكرار،

ولا تُدار بالمرارة،

قلوبًا تفهم

أن الصفح

ليس محوًا للذاكرة،

بل تحريرها

من ثقلٍ لم تعد تحتمله.



عامٌ جديد

نريده خفيفًا

كخطوةٍ واعية

لا كقفزةٍ عمياء،

وثقيلاً

بما يكفي

ليعلّمنا

أن لكل اختيارٍ أثرًا،

وأن النجاة

مسؤولية أخلاقية

قبل أن تكون حظًا.



لا نريده كاملًا،

فالكمال

يغلق الأسئلة،

نريده صادقًا بندوبه،

واضحًا بتردّده الإنساني،

نريده عامَ حضور

لا عامَ عبور.



هَبْهُ لنا كما ينبغي:

مساحةً نخطئ فيها دون أن نفقد أنفسنا،

ونحلم دون أن نعتذر،

ونؤمن

أن الطريق

ليس وعدًا بالنهاية،

بل اختبارٌ مستمر

للصدق،

والشجاعة،

والقدرة

على أن نكون

أكثر إنسانية

مما كنّا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]