النَّجمُ الفريدُ يتلفتُ
ينحني
يتابعُ المسيرَ
والعيونُ الباسمةُ تراقبُ ...
القلوبَ الولهى
وهي تقطرُ حُبًّا
وتطيرُ فوقَ السَّحاب
بينما الموكبُ الصّغيرُ
يسيرُ شرقًا
يحُثُّ الخُّطى في عنفوانٍ هادئ
لا يعرفُ الكللَ
ينشرُ من حولِهِ الأطايب والبخور
وترنيمةً شجيّةً امطرتها الملائكةُ
من غيمةِ الحياةِ
فأوْرقَ الجبلُ
وزغردَ الوادي
وتبلّلَ كَنارٌ شريدٌ جاء مهاجرًا
فقبَعَ فوق فننِ عبهرةٍ يُردّد
نغمةَ الحياة
وهمسةَ السّماءِ للأرض


الشّيْخُ الآتي من بعيدٍ يئنُّ
تحت حِملٍ يليقُ بالمَلك
ويروحُ...
يغمزُ النَّجمَ السّاري
فترتسمُ
على وُجوه الشّرقيينَ
زهراتُ الأملِ
وحُلمُ قديمٌ أيقظَ الضّميرَ
وتَعلَّقَ بالأثير
وبَعَثَ في قلوبِ اليتامى
حِسًّا نديًّا
وجدولًا يفيضُ عسلًا
وشقائق النُّعمان
وحمامةً تعشقُ النَّهْرَ والأردنَّ
وبُحيرةَ الجليل

ويقفُ النُّجمُ الضّاحكُ
ويقفُ الموْكبُ
والرُّعاةُ في ذُهولٍ
والأغنامُ في ذُهولٍ
ويُسرعون
ويدلفونَ
الى مغارةٍ صغيرةٍ
زارَتها السّماءُ
ووقفتْ على حافّتها
حِكمةُ الأزل
وراحت ...
وجوقةُ الملائكة بصفير الرّيحِ
وأهزوجةِ حبّاتِ المطر
تُخيطُ مهدًا وثيرًا
من همساتِ العذارى
وتنهداتِ الأراملِ
ودمعاتِ الّثكالى
وتبني فوق بيت لحم منارةً
تحملُ النُّورَ والدفءَ
وحُبًّا تجاوزَ الحدودَ
والآمادَ واللوْنَ
وانزرعَ في ثرى الوجدانِ
خلاصًا
لا يعرفُ الّا اليَقينَ
لا يحملُ الّا السّلامَ
من طفلٍ سَرمديٍّ
قضَّ مضجعَهُ
الشّوْكُ والقش
فبكى وغنّى
وما زال ...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]