كتبت:زهريه عزب ، مديرة صندوق ومؤسسة مسيرة في يوم المعاق العالمي
يوم المعاق العالمي ليس عيدًا نحتفل به، ولا مناسبة للخطابات والشعارات. إنّه فرصة إنسانية عميقة نتوقّف فيها قليلًا لنستمع، لنرى، ولنعيد النظر في مرآة ذواتنا الفرديّة والاجتماعيّة.
فرصة لنسأل أنفسنا: كيف نعامل الإنسان؟ أين نقف من مسؤوليّتنا الأخلاقيّة؟ وكيف نصنع بيئة عادلة تُنصف كلّ فرد، مهما اختلفت قدراته؟
لقد مررنا خلال السنوات الأخيرة بأحداث قاسية هزّت المجتمع بأكمله، وجعلتنا جميعًا نشعر بدرجات مختلفة من العجز والجرح والألم. أصبح الكثير منا يعاني من ندوب الجريمة والعنف، وأصبحت الإعاقة – بمعناها الواسع – جزءًا من تجربتنا الجماعية، لا الفردية فقط.
وفي هذا اليوم، أقولها بصدق: أنا أيضًا معاقة… لكن معاقة بالوجع، ومعاقة بالروح التي ما زالت تصرّ على النهوض رغم كل شيء.
مشاريع “مسيرة”: حين تتحول الفكرة إلى تغيير حقيقي
في خضم هذا الواقع الصعب، تواصل مسيره مشاريعها وبرامجها التي تحمل رسالة واحدة:
تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وخلق مجتمع أكثر شمولًا وإنصافًا.
من خلال البرامج التعليمية، والدعم المهني، والمبادرات المجتمعية، والمرافعة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، أثبتت مسيرة أن التغيير ليس شعارًا بل ممارسات عملية تنعكس على حياة مئات العائلات.
وقد شكّلت الأحداث الأخيرة تحديًا إضافيًا، لكنها كشفت أيضًا قوة هذه المؤسّسة وقدرتها على الاستجابة السريعة، وبناء شبكات دعم، وتوفير مساحات آمنة للأفراد الذين وجدوا أنفسهم فجأة في أوضاع أكثر هشاشة.
تحية تقدير للإدارة… ووسام شرف للمتطوّعين
لا يمكن الحديث عن يوم المعاق العالمي دون توجيه كلمة تقدير عميقة إلى:
• إدارة مسيره التي أثبتت التزامًا استثنائيًا، ورؤية إنسانية قبل أن تكون مؤسسية.
• المتطوعين والمتطوعات الذين يشكّلون، بصمتهم ووقتهم وقلوبهم، العمود الفقري لكل إنجاز.
إنهم يعملون بعيدًا عن الأضواء، لكن أثرهم حاضر في كل ابتسامة، وفي كل خطوة ينجح شخص ذو إعاقة في اتخاذها نحو حياة كريمة ومستقلة.
ختامًا
يوم المعاق العالمي هو يوم لمراجعة الضمير، يومٌ نعيد فيه تعريف القوة، والضعف، والمسؤولية.
هو يوم نُدرك فيه أن الإعاقة ليست نهاية، بل بداية مسار يحتاج دعمًا، احترامًا، وسياسات عادلة.
وفي هذا اليوم، نرفع الصوت معًا:
نحن جميعًا بشر… وكلّنا نستحق فرصة متساوية للحياة بكرامة.
[email protected]
أضف تعليق