قالت د. أسنات رزئيل، المختصة في جراحة السمنة ومديرة المركز متعدد التخصصات لعلاج السمنة في “أسيا ميديكال”، في تصريح خاص لموقع بكرا، إن شعور الكثيرين بزيادة الجوع خلال الشتاء “ليس ضعفاً في الإرادة، بل استجابة بيولوجية مباشرة لانخفاض ساعات الضوء وبرودة الطقس”.

وأضافت: “عندما تقل أشعة الشمس ينخفض مستوى السيروتونين في الدماغ، وهو ما ينعكس على المزاج ويزيد الرغبة بالكربوهيدرات والسكريات. لهذا نرى في الشتاء رغبة مستمرة بـ‘شيء حلو’ خلال ساعات المساء”.

وتابعت أن ارتفاع هرمون الميلاتونين مع حلول الظلام “يجعل الجسم أكثر خمولاً، فنأكل أكثر ونتحرك أقل، وهذا يقلل من حرق السعرات”.

وبحسب د. رزئيل، فإن الجسم يمتلك آلية قديمة تعود لعصور ما قبل الحداثة، تجعله يميل إلى “تخزين الطاقة” في الشتاء تخوفاً من نقص الغذاء، وهو ما يؤدي إلى بطء في عملية الأيض وزيادة الجوع.

انماط بيولوجية 

وأكدت أن السمنة ليست خياراً شخصياً ولا فشلاً فردياً، بل ترتبط “بأربعة أنماط بيولوجية مختلفة: دماغ جائع، أمعاء جائعة، جوع عاطفي، أو استقلاب بطيء”. ومن هنا، قالت: “لا توجد حمية واحدة تصلح للجميع. العلاج يجب أن يكون موجهاً بدقة للنمط البيولوجي لكل شخص”.

وأوضحت أن الأدوية الحديثة مثل ويغوفي ومونجارو ورزين ليست مجرد “مثبطات للشهية”، بل علاجات هرمونية تعمل مباشرة على تنظيم الجوع والشبع، وتعدّ اليوم “أدوات علاجية أساسية يجب أن تُستخدم بحسب نمط السمنة لدى الشخص وليس كحل عام”.

لماذا الشتاء 

وعن سبب اعتبار الشتاء الوقت الأمثل للبدء بخسارة الوزن، قالت: “في الشتاء تقل المناسبات، يقل السفر، ويصبح الروتين أكثر استقراراً. كما أن الهدوء الداخلي الذي يرافق هذا الفصل يساعد على بناء عادات جديدة في الأكل والنوم والرياضة. والأهم أن العلاجات الهرمونية تكون فعالة بشكل خاص حين يكون الجوع في ذروته”.

وختمت د. رزئيل تصريحها لبكرا بالقول: “الشتاء ليس عدواً للرشاقة. إذا فهمنا بيولوجيا الجوع واستثمرناها بشكل صحيح، يمكن لهذه الفترة أن تكون البداية الحقيقية لتغيير طويل المدى، مع وصول إلى الصيف بجسم أخف وصحة أفضل”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]