مبادرة مشتركة بين جمعية "الروح الطيبة" ومركز "إعلام" لتأهيل وكلاء تغيير وتعزيز التمثيل العربي في الإعلام والمجتمع المدني

أطلقت جمعية "الروح الطيبة" من مجموعة أريسون، بالتعاون مع مركز "إعلام"، مبادرة مجتمعية جديدة تحت عنوان "نحو المساواة"، تهدف إلى تأهيل وكلاء تغيير من المجتمع العربي وتعزيز حضورهم المدني والإعلامي، في إطار السعي إلى تقليص الفجوات الاجتماعية وتحقيق تمثيل متساوٍ وأكثر دقة في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأطر المدنية المختلفة.

وشارك في المبادرة مجموعة من الناشطين والمهنيين العرب الذين حصلوا على أدوات عملية للعمل المدني، إلى جانب تدريبات مكثفة حول التمثيل الإعلامي، قدّمها مختصون من مركز "إعلام". ويرى القائمون على المشروع أن تأهيل جيل جديد من وكلاء التغيير يشكل خطوة أساسية في تعزيز قدرة المجتمع العربي على نقل صوته وروايته بصورة مهنية وواعية.

فجوة كبيرة بين واقع المجتمع العربي وصورته الإعلامية

رغم كون المجتمع العربي في إسرائيل مجتمعًا فاعلًا، مبادرًا، ومساهمًا أساسيًا في تعزيز الصمود المجتمعي، إلا أن هذا الواقع لا ينعكس بشكل كافٍ في الإعلام الإسرائيلي. فالتغطية الإعلامية غالبًا ما تقدّم صورة أحادية ومختزلة للعربي، تتركز في المجالين الأمني والجنائي، بينما تكاد تغيب المبادرات التربوية والثقافية والبيئية والاجتماعية التي تشكّل جزءًا جوهريًا من حياة المجتمع.

وتؤكد المعطيات التي كشف عنها مؤشر التمثيل لعام 2024 هذه الفجوة؛ إذ بلغت نسبة المتحدثين العرب في النشرات الإخبارية وبرامج الشؤون الجارية 1.6% فقط، رغم أن المجتمع العربي يشكل نحو 18% من سكان الدولة. وحتى عندما يظهر المتحدثون العرب، فإنه غالبًا ضمن سياقات أمنية أو جنائية، وليس في مجالات المعرفة المدنية أو المهنية أو المجتمعية.

دور "إعلام" و"الروح الطيبة" في تغيير الواقع

يعمل مركز "إعلام" منذ سنوات على تغيير هذا الواقع من خلال الأبحاث المهنية، وبرامج التدريب للمتحدثين، والتواصل المباشر مع المؤسسات الإعلامية، بهدف رفع نسبة التمثيل العربي وتعزيز حضوره الأصيل وغير المشوّه.

أما جمعية "الروح الطيبة" من مجموعة أريسون، فتسعى إلى ترسيخ قيم العطاء والتطوع داخل المجتمع العربي. ويشارك نحو نصف مليون متطوع عربي سنويًا في "يوم الأعمال الخيرية" الذي تنظمه الجمعية، بينهم حوالي 100 ألف متطوع من القدس الشرقية، وذلك ضمن مئات المشاريع التي تخدم المجتمع والبيئة. وتشكّل هذه الأرقام دليلًا واضحًا على قوة المجتمع العربي وتنوعه ودوره الإيجابي في تعزيز النسيج الاجتماعي في الدولة.

نحو خطاب عام أكثر شمولًا وعدلًا

تهدف المبادرة الجديدة إلى توسيع الخطاب العام والإعلامي ليعكس عمق وتنوع المجتمع العربي، بعيدًا عن الصور النمطية والمقاربات الأمنية الضيقة. فإبراز قصص المتطوعين والمبادرات والمجتمعات الناشطة من شأنه أن يساهم في تفكيك الصور النمطية، وتعزيز الثقة المتبادلة، وتقوية النسيج الاجتماعي برمته.

وترى المؤسستان أن التغيير يبدأ من الاعتراف بالواقع المركّب للمجتمع العربي، وإتاحة مساحة متساوية لعرض روايته ومسيرته المدنية، بما يضمن تمثيلًا عادلًا يعكس حقيقة دوره في المجتمع الإسرائيلي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]