السؤال

أنا أم حزينة على فقد ولديّ وبنتي الذين توفوا قبل سنة في حريق. لم يتجاوز أكبرهم الثانية عشرة، وكانوا يصلّون ويصومون. حدث الحريق في منزل أهلي بينما كنت نائمة، واستيقظت على فاجعة قبل الفجر بساعتين.

نجا لي ولدان كبيران، أما الثلاثة الصغار فتوفوا بعد أن قفزوا من شباك المنور، لكن النار والدخان أودت بحياتهم. البنت قمت بتوجيهها للقفز إلى النافذة، دون وعي مني، وكأن هناك من يحرّكني.

منذ ذلك الحين وأنا أعاني من مشاعر تأنيب الضمير، وأتساءل: هل عذب الله أولادي بسبب ما حدث؟ هل عليّ ذنب تجاههم؟ أنا أصلّي وأتلو القرآن وأبكي على فقدهم، وأسألهم الصفح دائمًا.

الإجابة

الحمد لله، عظم أجرك وجبر مصابك، وأسأل الله أن يمنحك الصبر والرضا على هذا البلاء.

ما حدث قضاء وقدر من الله، وليس لك ذنب فيه. وأولادك صغار لم يبلغوا سن التكليف، فلا حساب عليهم، وهم في رحمة الله وكرمه. بل نالوا مرتبة الشهادة العظيمة، كما ورد في الأحاديث الصحيحة:

من مات له ثلاثة أولاد صغار يدخل الله بهم الجنة، ويكونون حجابًا من النار على والدهم ووالدتهم.

صغار المسلمين الذين ماتوا قبل بلوغهم الحنث يُبشّرون بالجنة، ووالدوهم يشاركونهم النعيم.

أما شعورك بالذنب، فهو طبيعي بعد الفاجعة، لكنه ليس علامة على عقاب من الله. الابتلاءات والمصائب لا تُفرض دائمًا بسبب ذنوب، وقد تكون ابتلاءً لرفع الدرجات أو اختبارًا للصبر.

ننصحك بما يلي:

احتسبي مصيبتك عند الله، واطلبي الصبر والرضا منه.

الإكثار من الدعاء وقراءة القرآن وذكر الله.

شغلي نفسك بالأعمال الصالحة التي تنفعك وتنفع أولادك.

كلما شعرت بالحزن والندم، صرفي نظرك وذكّري نفسك بأنهم في رحمة الله ونعيمه.

الله أعلم، وهو أرحم بهم منك ومن والديهم، فاطمئني واربطي قلبك على الصبر والاحتساب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]