للمرة الأولى في البلاد، تم افتتاح خدمة إعادة تأهيل للفم، الوجه والفكين كجزء من مركز إعادة التأهيل الجديد في المركز الطبي تسفون. صاحب فكرة الخدمة ضمن إعادة التأهيل اليومي هو الدكتور هاشم خليفة، المدير الحالي لقسم إعادة تأهيل الأطفال في المركز الطبي، قال: "وُلدت هذه الخدمة من حاجة حقيقية طرحها معالجو العلاج الوظيفي واختصاصيو النطق الذين عملوا مع مرضى بعد جراحة الفم والفكين. حيث توجهوا إليّ وباشرنا معًا إطلاق الخطوة".
تعمل العيادة تحت إدارة مشتركة للدكتور المثنى خطيب، اختصاصي الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، والدكتور مراد عبد الرازق، جرّاح الفم والوجه والفكين ومدير وحدة الترميمات الميكروجراحية، حيث تقدّم منظومة علاجية كاملة للمرضى الذين خضعوا لاستئصال وترميم أعضاء حيوية مثل اللسان والخد والفك.
استجابة شاملة لحالات طبية معقدة
تُجرى هذه العمليات غالبًا لمرضى الأورام الذين يتم تشخيصهم بأورام خبيثة في جوف الفم أو الفكّين أو الغدد اللعابية أو عظام الوجه. بالإضافة إلى ذلك، تقدّم الخدمة تلبية لاحتياجات ضحايا الإصابات الشديدة الناتجة عن حوادث الطرق، إصابات رياضية، إطلاق نار، سقوط، وكذلك للمرضى ذوي الأمراض الحميدة الواسعة أو التشوهات الخَلقية والمكتسبة. الهدف الرئيسي من هذا النوع من الجراحة هو إزالة المرض وترميم المنطقة بطريقة تعيد للمريض أقرب ما يمكن إلى الوظيفة والمظهر الطبيعيين.
تعتمد الخدمة على خبرة واسعة تراكمت بعد العمليات. يقول الدكتور مراد عبد الرازق: "مع افتتاح مركز إعادة التأهيل، توسعت الخدمة بشكل كبير. من المهم أن نفهم أن عمليات الاستئصال والترميم قد تستمر 8–10 ساعات، وهذا له تأثيرات واسعة على المرضى. إضافة إلى ذلك، يتم خلال العمليات أخذ أنسجة صلبة أو رخوة من مناطق أخرى في الجسم، مثل الساق أو الظهر أو اليد، مما يزيد من احتياجات إعادة التأهيل لتشمل أعضاء أخرى غير الرأس".
بعد نحو ستة أشهر، انتقلت إدارة المشروع من الدكتور هاشم إلى الدكتور خطيب، الذي يشرح تعقيد المجال: "نلاحظ تأثيرات معرفية ووظيفية واسعة لدى المرضى. أحيانًا يكون بسبب طول مدة الجراحة، وأحيانًا تُزال الغدد الليمفاوية أيضًا، وكما ذكر الدكتور مراد، تُؤخذ أنسجة من أجزاء أخرى في الجسم، لذلك يجب أن يشمل التأهيل تعافيًا كاملاً لهذه الأعضاء وليس فقط علاج منطقة الرأس، مثل البلع والكلام وغيرها".
دمج الخبرة العالمية مع المحلية
يشير الدكتور خطيب إلى أن الطاقم، الذي يشمل مختصي العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، النطق، علم النفس، التغذية، والعاملين الاجتماعيين، يتعلم من أبحاث ومراكز طبية رائدة عالميًا. ويضيف أنهم يعملون على تعزيز التقييمات ما قبل العملية: "بدأنا بإجراء تقييمات وظيفية قبل وبعد الجراحة، وتكييف التأهيل سواء ضمن الاستشفاء أو ضمن تأهيل اليوم، وفقًا للاحتياجات الفردية لكل مريض".
ميزة هامة: التأهيل داخل المستشفى
يؤكد البروفيسور عماد أبو النعاج، مدير قسم جراحة الفم والوجه والفكين ومنظومة طب الفم والأسنان، على خصوصية الموقع: "الحقيقة أن الخدمة تعمل داخل مركز إعادة التأهيل الحديث، الموجود في المركز الطبي تسفون، تتيح لنا تقديم علاج شامل باستخدام تكنولوجيا متقدمة وبالتعاون الكامل بين جميع الطواقم لصالح المريض. إن الدمج بين الجراحة والتأهيل يؤدي إلى نتائج ممتازة وتحسن كبير في جودة حياة المرضى".
الدكتور نوعام يهوداي، مدير المركز الطبي تسفون قال: " إنشاء خدمة إعادة التأهيل المخصصة للفم والوجه والفكين بمثابة تقدم طبي كبير، الحديث يدور عن خدمة هي الأولى من نوعها في البلاد، ونحن فخورون بأن نكون أول مركز طبي في البلاد يقدم استجابة تأهيلية شاملة في هذا المجال. وبصفتنا مركز التأهيل الوحيد في الشمال، فإننا نقود الابتكار الطبي وتطوير الخدمات المتقدمة التي تمنح المتعالجين علاجًا متعدد التخصصات، عالي الجودة وبشكل شخصي".
[email protected]
أضف تعليق