قال السياسي اللبناني احمد يونس في تصريحات خاصة ل "موقع بكرا" أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة تحمل دلالات عميقة على مسار التحولات الجارية في الشرق الأوسط مشيرا الى أن اللقاء أعاد تثبيت موقع الرياض كشريك أساسي لواشنطن، كما أنه فتح الباب أمام تفاهمات سياسية وأمنية ترتبط بمستقبل المنطقة وفي مقدمتها مسألة الانضمام إلى مسار التطبيع ومسألة تسليح السعودية بمنظومات متقدمة.
واضاف يونس ان السعي الأميركي لدفع السعودية نحو الانخراط في مسار التطبيع ليس مجرد خطوة رمزية، بل محاولة لإعادة تشكيل خريطة التحالفات وجعل التعاون بين الخليج وواشنطن وتل أبيب محوراً رئيسياً في مواجهة التوترات المتصاعدة مع إيران، وفي ضبط توازنات المنطقة، غير أنه أوضح أن الرياض ما زالت تربط هذه الخطوة بشروط تمس جوهر القضية الفلسطينية، وهو ما يجعل مسار التطبيع أقرب إلى تفاوض طويل منه إلى إعلان سريع.
أما فيما يخص الموافقة الأميركية على تزويد السعودية بطائرات متطورة، فقال يونس أن هذا يمثل تحوّلاً كبيراً في ميزان القوى. غير أن حصول الرياض على هذه القدرات لا يعني بالضرورة إضعاف إسرائيل، لأن الولايات المتحدة تلتزم دائماً بالحفاظ على أفضلية عسكرية لها وتضع قيوداً واضحة على طبيعة استخدام أي سلاح متقدم.
مرحلة جديدة
ومع ذلك، اكد السياسي اللبناني ان دخول السعودية إلى هذا المستوى من القوة الجوية يرسل إشارة بأن المنطقة تتجه إلى مرحلة جديدة تتقارب فيها القدرات بين الدول الرئيسية، ما قد يدفع الجميع إلى إعادة حساباتهم الاستراتيجية.
ويرى يونس أن هذه الزيارة تؤكد أن السعودية باتت لاعباً مركزياً يدير علاقاته مع القوى الكبرى بما يخدم رؤيتها لمستقبلها ودورها الإقليمي، مضيفا أن واشنطن تدرك أن استقرار المنطقة لن يتحقق من دون شراكات قائمة على توازن المصالح لا على الإملاءات.
علاقات متوازنة
وتابع كما تُظهر أن مسار التطبيع مهما بدا قريباً أو بعيداً، أصبح جزءاً من معادلة أكبر تُعاد صياغتها بين الأمن والسياسة والاقتصاد، وأن القرارات الكبرى في الشرق الأوسط ستتحدد وفق قدرة الدول على بناء علاقات متوازنة تحمي استقرارها وتضمن دورها في الإقليم.
[email protected]
أضف تعليق