واحدة من كل خمس نساء تعاني اضطراباً في الدورة الشهرية ونصف النساء يظهرن أعراض اكتئاب
كشفت جمعية "المرأة وكيانها" في بحث جديد أن منذ اندلاع الحرب، واحدة من كل خمس نساء تعاني اضطرابات في الدورة الشهرية، وأكثر من نصف النساء يعانين من أعراض اكتئاب، و10% قررن عدم إنجاب أطفال.
تقول روني نوف ملتس، المديرة العامة للجمعية: "جسم المرأة يتفاعل مع الحرب كما لو كان يواجه تهديداً مستمراً."
الدراسة التي شملت 1002 امرأة – من اليهوديات والعربيات على حد سواء – تقدم صورة واضحة تساعد العاملين في مجالي الصحة والرفاه الاجتماعي على التعرف على النساء الأكثر عرضة للضغوط النفسية والجسدية.
رغم أن الحرب تدور على الحدود، إلا أنها تُحفر عميقاً في أجساد النساء ونفوسهن داخل إسرائيل.
زلزال نفسي وجسدي
80% من النساء يعانين من ضائقة نفسية بسبب التعرض المتكرر للأخبار. القلق، بحسب الدراسة، يتسرب عبر الشاشات ويحفّز الجسم كما لو كان في إنذار دائم.
71% أبلغن عن ارتفاع مستويات التوتر والقلق، إلى جانب زيادة في استهلاك الكحول والتدخين والأدوية المضادة للاكتئاب.
65% غيّرن عادات الأكل – بزيادة واضحة في تناول السكريات والكربوهيدرات، كوسيلة تعويض مؤقتة للجسد المنهك.
57% يعانين من أعراض اكتئاب تشمل التعب، واللامبالاة، والبكاء، والشعور بفقدان الأمل.
78% لم يتوجهن إلى علاج مهني، ليس لعدم الرغبة، بل بسبب قلة الوقت أو ضعف الإمكانيات أو انعدام الوصول. كثيرات يواصلن أداء واجباتهن رغم الإرهاق.
41% أجّلن أو تجنّبن الفحوص الطبية الدورية مثل تصوير الثدي (الماموغرافيا)، وتجاهلن الأعراض بسبب نمط الحياة الطارئ.
22% (واحدة من كل خمس نساء) أبلغن عن اضطرابات في الدورة الشهرية، وهي استجابة هرمونية مباشرة للتوتر قد تؤثر مستقبلاً على الخصوبة.
تأثير الحرب على الخصوبة والأسرة
10% من النساء قررن عدم الإنجاب بسبب الحرب، في حين أن 8% قررن الإنجاب رغم الظروف، وكأن الخصوبة أصبحت جزءاً من التوازن النفسي في واقع الحرب.
تصدعات في العلاقات الزوجية والعائلية
74% من النساء المطلقات خلال فترة الحرب يعتقدن أن للحرب دوراً مباشراً في الانفصال.
15% أبلغن عن ارتفاع في معدلات العنف الأسري.
43% تحدثن عن تراجع الرغبة في العلاقة الحميمة.
النساء العربيات أكثر تضرراً
توضح الدكتورة مريم مفرَع، اختصاصية طب العائلة وعلاج السمنة، أن النساء العربيات يعانين من مستويات قلق أعلى بكثير مقارنة بالنساء اليهوديات (82% مقابل 68%)، وكذلك من أعراض اكتئاب أكثر انتشاراً (74% مقابل 53%).
وتضيف:
"النتيجة المقلقة هي انعدام شعور النساء بالأمان في الحيز العام. كثيرات توقفن عن ممارسة الرياضة خوفاً من الخروج من المنزل. نلحظ أيضاً زيادة في استهلاك الكربوهيدرات كمصدر راحة مؤقت، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة كالسمنة، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض الكبد والقلب والمفاصل وحتى السرطان."
وتتابع:
"المرأة تعكس صورة البيت، وتغيير عاداتها الغذائية ينعكس مباشرة على أطفالها في اليوم التالي للحرب. إنها كارثة، لكنها أيضاً فرصة – لأن العناية بالمرأة هي مفتاح الشفاء لكل العائلة."
دعوة إلى خطة وطنية للدعم والعلاج
تقول روني نوف ملتس، المديرة العامة لجمعية "المرأة وكيانها":
"نتائج البحث لا تترك مجالاً للشك – جسم المرأة يتفاعل مع الحرب كتهديد دائم. هذه معطيات يجب أن يعرفها كل عامل في مجالات الصحة والرفاه. نحن نرصد آثاراً واسعة النطاق لحرب 7 أكتوبر على صحة النساء النفسية والاجتماعية والاقتصادية. ومع انتهاء المعارك، نتوقع ازدياد حجم المعاناة والحاجة إلى الدعم."
وأضافت أن الجمعية تعمل ميدانياً عبر ورشات دعم وتوعية تقدم للنساء معرفة حول صحتهن وأجسادهن، وأدوات للتخفيف، ومعلومات حول حقوقهن في منظومة الصحة.
وختمت بالقول:
"من الضروري إعداد خطة وطنية شاملة للتعامل مع هذه الظاهرة، وتوفير فرص أكبر للفحوص الطبية، ليس فقط لمن تعاني من أعراض واضحة، بل لكل امرأة تطلب المساعدة. فهذه مسؤولية الدولة لضمان الأمان والعلاج والتعافي."
[email protected]
أضف تعليق